كتابات وآراء


الثلاثاء - 23 مايو 2023 - الساعة 09:17 م

كُتب بواسطة : ا. د. الخضر حنشل - ارشيف الكاتب


عمدة العمداء حسين لعور..

لا ادري كيف ابدأ ومن اي محطة أو نقطة انطلق للحديث عن هذا العميد الذي يستحق ان نطلق عليه عمد العمداء.. ولا أدري ماذا أقول عن ذلك الزمن العظيم الذي كلما تذكرناه ابتلت مآقينا دمعا،، وذرفت قلوبنا أدمعا على عهد لو كنا نعلم الغيب لاخترناه.. يالها من أيام مرت في مخيلتنا مر السحاب في زمن الجدب.. لقد لاحت في مخيلتي صورة ذلك العميد الهمام الاستاذ حسين وهو يتفقد الطابور الصباحي ببنطال اسود وقميص طقطق،، يقف امام الطابور ويتفقد الصفوف ويسال عن الغائبين،، وكانه احد القيادات العسكرية التي تقف في ذلك الموقف المهيب.. كانت ايام صباحية لاتتكرر فيها نعد العدة لاستقبال يوم دراسي جديد.. وفي كل مرة نراه يصول، ويجول في باحة الثانوية الفخمة يتفحص جدرانها واركانها ويلتمس بعصاه بعض الطلاب المشاغبين وهم قلة ان لم نقل اقل القليل.. وفي سويعات ما بعد الاصيل كان يفاجئنا بزيارة غير متوقعة الى القسم الداخلي المتاخم للثانوية وتسمع الطلاب وهم يتقافزووون.. لعور جاء لعور موجود.. كانت تعلن حالة الاستنفار بين الطلاب والكل يقف مذعورًا خشية المواجهة مع ذلك العمدة الجسور.. كان يلف على رقبته عمامة بيضاء،،ويركب سيارة سوزوكي بيضاء
ويبدو في حلة بهية وقد جمعنا في القاعة الكبرى ليلقي على مسامعنا كلمات تكتب بماء الذهب من ابرز ماعلق في ذهني قوله.. لا تضيعوا مستقبلكم... فالثانوية هي مفتاح المستقبل ويكرر هذه العبارة.. ثم يلتف ويجول ببصره بحثا عن بعض المشاغبين فيذكر .. اين فلان..اين فلان ثم يواصل حديثه الممتع عن الانضباط والالتزام..
وكالعادة عند تجواله في القسم كان يرافقه المرحوم جعبل عباس حارس البوابة ذلك الرجل الذي كان يتميز بصوت مرعب، وله سجالات متعددة مع بعض الطلاب.
كان يؤم مدرسة لودر الطلاب من معظم قرى المنطقة الوسطى في ابين،، ومن البيضاء احياناً..
كتل بشرية شبابية في عيونها الحماس واليقظة،، وكان من عادة مدرستنا الرائعة انها في كل فصل دراسي تكرم الاوائل في الصفوف..وكنت ممن حظيت بالتكريم من الاستاذ العميد حسين لعور على مدار الاعوام الدراسية كلها كونني كنت الاول في الدفعة.. ومن النوادر انني كرمت من قبل الاستاذ حسين بقلم حبر فاهديته لزميل لي فظل معه حتى اليوم..
كتب به البكلاريوس،، والماجستير، والدكتوراه.
ولايعلم كثير من ابناء هذا الجيل ماكان يبذله عميد العمداء الاستاذ حسين لعور من جهد جهيد في مصالات الطلاب وتوجيههم وارشادهم، وحفظ النظام والانضباط في مدرستنا ثانوية لودر التي غادرناها جسدنا فظلت في قلوبنا محفورة الى ماشاء الله.. الف تحيه لهذا العملاق الذي بقيت ذكراه خالدة في وجداننا تعيش فينا نرويها عبر ودروس لمن يعتبر.. والتحية لكل التربويين العظام من ذلك الرعيل المخلص،، والعتب كل العتب على كل السلطات في محافظة ابين وغيرها التي لم تكرم اولئك الاعلام الذين بذلوا عصارة حياتهم لتعليم الاجيال .
ا. د الخضر حنشل
القائم باعمال نائب رئيس جامعة للدراسات العليا