اخبار وتقارير

الخميس - 08 أبريل 2021 - الساعة 10:15 ص بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/العرب:

مثّل توافق معلن بين الحكومة اليمنية والمتمرّدين الحوثيين على إنجاز أكبر صفقة تبادل للأسرى تشمل جميع المحتجزين لدى الطرفين استثناء من علاقة التنافر والعداء الشديدين بين الجانبين والتي امتدّ تأثيرها ليشمل القضايا والملفّات الإنسانية، فضلا عن أثرها في إفشال عدّة محاولات لجلبهما إلى طاولة الحوار بحثا عن حلّ سياسي للصراع اليمني الذي تسبّب بأكبر كارثة إنسانية في العالم وفق توصيف الأمم المتّحدة وجهات دولية مهتمّة بحلحلة الملف سلميا.

كما منح هذا التوافق النادر بارقة أمل للمئات من العوائل اليمنية في عودة أبنائها بعد أن خذلها الطرفان عدّة مرات بنقضهما اتفاقات سابقة بشأن تبادل الأسرى أو بإحباطهما التوصّل إلى اتفاقات جديدة من خلال جولات للتفاوض رعتها الأمم المتّحدة.

وأكد ماجد فضائل الناطق الرسمي باسم لجنة شؤون الأسرى التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا استعداد الحكومة لتبادل الأسرى مع المتمّردين الحوثيين على قاعدة “الكل مقابل الكل” بمناسبة قدوم شهر رمضان.

وقال فضائل وهو أيضا وكيل وزارة حقوق الإنسان وعضو لجنة الأسرى في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية “اتفاق ستوكهولم هو القاعدة الأساسية لتبادل جميع الأسرى، إلا أننا واجهنا بعض الصعوبات التي أعاقت تنفيذ هذه العملية في آخر جولة مباحثات جرت في العاصمة الأردنية عمّان”.

وأضاف “اتفقنا في جولة عمّان 3 على إجراء صفقة تبادل الأسرى على أساس الكل مقابل الكل بشكل مرحلي، وبناء على ذلك جرى تبادل 1081 أسيرا ومعتقلا في أكتوبر الماضي”.

وتابع “كان من المقرر تنفيذ المرحلة الثانية بعد جولة عمّان 4 وتشمل تبادل 301 أسير إلا أن هذه الجولة فشلت لعدم الاتفاق مع ميليشيا الحوثي على بعض النقاط”.

وشدد فضائل “مطلبنا الأساسي معاملة جميع الأسرى والمعتقلين بشكل متساو وعلى هذا الأساس طالبنا بالإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين وعلى رأسهم كبار السن والسياسين والصحافيين والناشطين والأربعة المشمولين بقرار مجلس الأمن 2216”، في إشارة إلى وزير الدفاع السابق محمود الصبيحي والقيادي في حزب الإصلاح محمد قحطان والقائدان العسكريان فيصل رجب وناصر منصور هادي.

وأكد المسؤول الحكومي أن “ميليشيا الحوثي تقدم شروطا تعجيزية لإنجاح هذه الصفقة فهي تطالب بالإفراج عن أسرى لا نعلم بوجودهم ولا نعلم إن كانت أسماؤهم حقيقية أم وهمية”. وتابع “قدمنا لهم كشوفات بأسماء الأسرى المتواجدين لدينا، لكنهم رفضوا تلك الأسماء”.

وردا على تصريح عبدالقادر المرتضى رئيس لجنة شؤون الأسرى لدى جماعة الحوثي بشأن استعداد الجماعة التام لإجراء عملية تبادل شامة وكاملة لجميع الأسرى مع قدوم شهر رمضان، قال فضائل “ميليشيا الحوثي تستغل هذا الملف للمزايدات السياسية والترويج الإعلامي”، مضيفا “يريدون الإفراج عن أسرى الحرب ويرفضون الإفراج عن المختطفين والصحافيين والأكاديميين وكتّاب الرأي والسياسيين، وهذا أمر مرفوض”. وقال أيضا “نحن نعامل الجميع بالتساوي والمختطف المدني مهم بالنسبة إلينا إلى جانب أسرى الجبهات”.

واختتم فضائل بالقول “نحن على استعداد لاتمام هذه الصفقة ونتمنى أن تتعامل ميليشيا الحوثي مع هذا الملف من منطلق إنساني بعيدا عن المزايدات السياسية”.

ورغم نبرة التساهل في خطاب الحوثيين والحكومة بشأن قضية الأسرى، إلاّ أنّ ذلك لا يعني لهؤلاء ولعوائلهم ضمان حلّ قضيّتهم، حيث سبق أن أحبطت خلافات الجانبين جهود حلحلة الملف.

ولم تفض آخر جولة حول تبادل الأسرى رعتها الأمم المتّحدة في فبراير الماضي بالعاصمة الأردنية عمّان إلى أي نتيجة، ما جعل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث يعبر عن “خيبة أمله” في بيان طالب فيه الطرفين الحكومي والحوثي بـ”الاستمرار في المباحثات وتنفيذ ما اتفقا عليه وتوسيع نطاق الترتيبات لإطلاق سراح مزيد من المحتجزين في القريب العاجل”.