تحليلات سياسية

الخميس - 02 سبتمبر 2021 - الساعة 08:27 م بتوقيت اليمن ،،،

المرصد/خاص

يشكل المجلس الانتقالي الجنوبي ثقلًا ووزنًا حقيقيًا جعل من المجتمع الدولي والإقليمي يتعامل معه كحليف موثوق، ويبني على ذلك شراكة في مكافحة الإرهاب وتأمين المنطقة والملاحة الدولية من التهديدات الإيرانية والجماعات الإرهابية.

وكشفت مصادر دبلوماسية عن تحركات دولية لتثبيت المجلس الانتقالي الجنوبي في المناطق الجنوبية، كسلطة أمر واقع وحاكم للجنوب، تزامنا مع التقدم الحوثي في المحافظات الشمالية وانكسار الشرعية الإخوانية التي تواجه مصير أفغانستان، والخروج الكلي من المشهد السياسي والعسكري بشكل نهائي.

وتشير المصادر إلى أن هزائم الشرعية وفسادها واستحواذ الإخوان المسلمين على قرارها، جعل الدول الكبرى تعيد النظر في هادي وحكومته، التي باتت هي مشكلة رئيسية أمام الحلول في اليمن، لعدم وجود حاضنة شعبية لها سواء في الجنوب أو في الشمال، بالإضافة إلى إطالة أمد الحرب واستخدامها له لكسب مزيد من الوقت لنهب أموال الدولة ودعم التحالف العربي والدعم الدولي المقدم للشعب عبر المنظمات الدولية.

 

هل بدأ مخطط تسليم الجنوب للانتقالي؟

بوادر تسليم المجلس الانتقالي للمحافظات الجنوبية، غير الخاضعة لسيطرته، بدأت من محافظة المهرة الشرقية التي استخدمتها جماعتا الإخوان والحوثي مسرحا لتنفيذ الأجندات الإيرانية والتركية وتهريب الأسلحة إلى الحوثي والإخوان.

وكشفت مصادر دبلوماسية عن جدية من التحالف العربي - بقيادة السعودية ومن خلفها الأمريكان والقوات البريطانية - تسليم المحافظة لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، بعد التجربة الناجحة في تأمين مضيق باب المندب.

وكانت قوات بريطانية قد وصلت قبل شهر إلى ميناء المهرة، لمنع تهريب الأسلحة إلى اليمن عبر المنافذ في المحافظة، مثل ذلك إزعاجا لجماعة الإخوان والحوثي، وشكل خطرا على نفوذهما.

 

وتكشف أيضا تحركات النخبة الحضرمية في مناطق بوادي حضرموت ودخولها في أول منطقة تتبع مديريات الوادي لتأمينها من الإرهاب الذي يسرح ويمرح في مناطق الإخوان، مساعي المجتمع الدولي تسليم وادي حضرموت للقوات الموالية للمجلس الانتقالي.

واستحدثت قوات النخبة الحضرمية، الأحد الماضي، مواقع جديدة بتوجيهات من المحافظ، قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني، بالإضافة إلى إقامة نقاط وانتشار في الهضبة وتمركز في عقبة عجزر المطلة على وادي عمد بوادي حضرموت وفرضت انتشارها العسكري بالسيطرة على تلك المواقع الاستراتيجية الهامة بحضرموت.

شبوة وسيناريو العودة إلى حضن الجنوب؟

وفيما يخص محافظة شبوة الجنوبية، فهي تشهد توترًا عسكريًا وحشدًا إخوانيًا على معسكرات التحالف العربي والنخبة الشبوانية في بالحاف والعلم، وعلى ما يبدو فإن الإخوان تيقنوا بالخطر على نفوذهم في المحافظة، إلى جانب الرفض الشعبي لسلطة بن عديو في المحافظة.

ويرى مراقبون أن مشروع الإخوان في الجنوب في طريقه إلى الهزيمة، في ظل الرفض الدولي والعربي له كما حصل في مصر وتونس وغيرها من البلدان العربية التي دمرتها ثورات الربيع العربي للإخوان المسلمين.

وتوقع القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي لطفي شطارة، تكرار سيناريو سقوط الإخوان في محافظة سقطرى في محافظة شبوة.

وقال شطارة في تغريدة له على تويتر: "إن ‏سيناريو سقطرى سيتكرر في شبوة". مشيرا إلى أن "من تبع الإصلاح يوديه المدج". موضحا أن أذناب علي محسن الأحمر في شبوة يكررون نفس خطأ المحافظ في سقطرى، مؤكدا أن "المتغطي بعلي محسن عريان".

وأشار إلى أن "حقد وهيستيريا الإخوان  ليست لبالحاف ولا للغاز، وإنما الهدف الحقيقي هو الانتقالي وقيادة الانتقالي والقضية التي يحملها والقوة التي تحميها".

كما توقع جنوبيون ردا مزلزلا من المجلس الانتقالي الجنوبي على استفزاز سلطة الإخوان في محافظة شبوة واعتقالهم وتهجيرهم للجنوبيين.

وقال القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي وضاح بن عطية إن "الإخوان شرقوا غربوا عرقلوا اتفاق الرياض تحالف مع الحريزي اندمجوا مع القاعدة نسقوا مع الحوثي".

وأضاف في تغريدة له على تويتر: "مهما تجاوز الإخوان فنهاية المطاف ستعود النخبة الشبواتية لتأمين شبوة وخلفها أبناء شبوة وشعب الجنوب".

 وتابع في تغريدة أخرى: "إن ما يحدث ضد المجلس الانتقالي والقوات الجنوبية وأحرار الجنوب في محافظات الجنوب لن يبقى من دون رد حاسم يدمر أركان الأعداء، وسيكون الرد مؤلما في المكان المناسب، وهو قريب". داعيا الجميع الالتفاف خلف القيادة وأن يسند القوات الجنوبية بما يستطيع.

واختتم تغريدته قائلا: "استقلال الجنوب مشروع شعبي جنوبي وقد أصبح مصلحة دولية، متى يفهمون؟!".

ويسود الرعب في صفوف مليشيات الإخوان بمحافظة شبوة بعد فشل مساعي طرد القوات الإماراتية من بالحاف رغم التحشيد المليشاوي من مأرب ووادي حضرموت.


تلك التحركات كشفت خوف الإخوان  من خسارة شبوة لصالح الانتقالي الجنوبي، وهو ما أكده القيادي الموالي للإخوان عبدالكريم السعدي، بأن أي هدنة بين سلطة الإخوان والإماراتيين تعني نهاية سلطة بن عديو في شبوة.