عرض الصحف

السبت - 09 أكتوبر 2021 - الساعة 10:12 ص بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))وكالات:

عيش لبنان واقعاً مربكاً بين وعود سياسية وحكومية وحلول وعلاجات معدومة، مع تفاقم أزمة الوقود والكهرباء وتراجع الاحتياطات النقدية لدى المصرف المركزي، فبات وضع البلاد يزداد هشاشة مع مرور الأيام.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم السبت، باءت محاولات رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في استمالة السعودية بالفشل بعد رفض الأخيرة تقديم أي دعم للبنان، فيما أشارت مصادر إلى أن زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت تؤكد هيمنة ميليشيا حزب الله على المسار الحكومي.
أبواب مغلقة
في صحيفة العرب اللندنية، قالت مصادر لبنانية إن محاولات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لطرق أبواب السعودية من أجل الحصول على دعم باءت بالفشل، وإنه بات بحكم المنتهي أن السعودية لن تساهم في تمويل حزمة الإنقاذ التي يتطلع لبنان إلى التفاوض بشأنها مع صندوق النقد الدولي، كما أنها لن تقدم أيّ دعم آخر".
ويأتي هذا في وقت أعطت فيه زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان إلى بيروت مبرراً قوياً لموقف السعودية، ووضعت ميقاتي في وضع صعب ودفعته إلى إطلاق تصريح يصف فيه المملكة بأنها قبلته السياسية والدينية، فيما بدا أن زيارة المسؤول الإيراني بمثابة انتصار لطهران في معركة الهيمنة على لبنان.
وأضافت المصادر أن "السعودية قابلت مساعي مختلف الوسطاء الساعين لتغيير موقفها بشأن لبنان بالتأكيد أن الأمر محسوم، وأنه بدل أن يطلبوا من المملكة تغيير موقفها وضخ الأموال للبنان، عليهم أن يضغطوا حتى تغير الطبقة السياسية اللبنانية أداءها".
وأشارت إلى أن السعودية قالت لمن زاروها باحثين عن وساطة إنها لن تدفع أموالاً لتقوية حزب الله ومشاريعه وزيادة نفوذه على لبنان، وأن من يريد دعماً من المملكة عليه أن يغير المعادلة القائمة على الأرض، حيث يسيطر حزب الله وإيران على القرار السياسي والعسكري والأمني في لبنان.
ووفق مصادر مختلفة، فإن السعودية تقول إن شرطها لتقديم الدعم للبنان لن يتغير مهما كانت ظروف تشكيل الحكومة واسم رئيس الحكومة المكلف، والجهات الخارجية الداعمة لها، وأنه مثلما للآخرين حساباتهم فللرياض حساباتها.
انحدار متسارع
ومن جهتها، قالت صحيفة الجمهورية اللبنانية إن "واقع البلد في ذروة ارتباكه؛ تصريحات ووعود سياسيّة وحكوميّة أسرع من الصّوت، تقابلها صدمات تتوالى على مدار الساعة، وتنهمر بأوجاعها على رؤوس اللبنانيين، فيما العلاجات بطيئة جدّاً او بمعنى أدق معدومة".
وأضافت "كلّ شيء في هذا البلد يرتفع صعوداً، من أسعار المحروقات التي حلّقت بالأمس، إلى الدواء وكل المواد الأساسية، والسلع الاستهلاكية والغذائية، وتعرفة النقل، وتعرفة مولّدات الكهرباء، والدولار الذي عادت السوق السوداء لتدفعه نحو باب الـ20 ألف ليرة من جديد".
وأوضحت أن أصعب من هذا الإنحدار المتسارع، هو ما تكشّف للمواطن اللبناني بأنّ الحلول والمعالجات مؤجّلة، خلافاً للوعود التي أُطلقت بأنّها ستوضع سريعاً على نار حامية، تترجمها وتضعها على السكة التي تريح الناس، ما يعني بقاء اللبنانيين محبوسين خلف قضبان الأزمة وضغوطها الهائلة من الآن وحتى يُسمح للحكومة بأن تفتح باب الإصلاحات وتشرّعه أمام تدفق المساعدات الدولية الموعودة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه إذا كان المنطق الحكومي يؤكّد بثقة ولوج الحكومة باب العلاجات والإصلاحات في المدى المنظور ويتوسّل من اللبنانيين بعض الصبر، إلّا أنّه وإن كان مبرّراً، لا يبدو أنّ له صدى شعبياً متفهماً له، خصوصاً أنّ الواقع اللبناني بأزماته المتدحرجة لا يحتمل أي تأخير، بل يتطلب خطوات فورية إنقاذية وإصلاحية، لئلا تفرض هذه الأزمات جدل تحدّيات جديدة أكثر تعقيداً أمام الحكومة، يعيق جدول أعمالها الأساسي إن لم يعطّله.
وقالت مصادر دبلوماسية فرنسية للصحيفة، إنّ "باريس وإن كانت مرتاحة للتوجّهات التي حدّدتها الحكومة اللبنانية، والتي أكّدها رئيسها نجيب ميقاتي أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فإنّها في الوقت نفسه ما زالت تنتظر مسارعة الجانب اللبناني إلى الاستفادة من الوقت المتاح، ومبادرة الحكومة إلى إجراء الإصلاحات التي التزمت بها"، معتبرة أنّ أي تباطؤ في هذا المجال من شأنه أن يلحق المزيد من الضرر على واقع الأزمة في لبنان الذي يزداد صعوبة.
حزب الله يتصدر المشهد
وبدورها، قالت صحيفة الرأي الكويتية "تصَدَّر حزب الله المشهد السياسي اللبناني، وغالباً ما يتم التعاطي معه على أنه الآمر الناهي والناظم السياسي – الأمني والمُمْسِك بالإمرة الإستراتيجية، وهي توصيفاتٌ تستند إلى فائض القوة الذي يتمتع به الحزب نتيجة أمرين: الأول علاقته العضوية بإيران كرأس حربة لمشروعها الإقليمي، والثاني رسوخه في البيئة الشيعية التي تشكل درعه الشعبي".
وأشارت إلى أنه مع العَدّ التنازلي للانتخابات النيابية المرجحة في مارس(أذار) المقبل، يزداد الحديث في بيروت عن دور حزب الله ومكانته في إدارة اللعبة بعدما نجح في حياكة قانون انتخاب ضَمَنَ له الغالبية في برلمان 2018، وسط أسئلة عن اتجاهات المزاج الشعبي بعد احتجاجات 17 أكتوبر(تشرين الأول) 2019، وبلوغ البلاد على مدى العامين الماضيين أعتى أزمة مالية – نقدية – إجتماعية في تاريخها.
وأضافت الصحيفة "ثمة اعتقادٌ أن التمثيل النيابي لحزب الله يبقى ثابتاً رغم التحولات التي قد تشهدها البيئات الأخرى، ويعزو خصومُه السبب إلى وهج سلاحه وفائض القوة التي يتمتع بها وإمكاناته الإيرانية، إضافة إلى ما حققه من خلال إمساكه بمفاصل السلطة في لبنان".
وتابعت "لم يَعُد حزب الله في البرلمان مجرد قوة انتخابية نيابية، فهو مُشارِك أساسي في اللجان النيابية وفي رئاستها وصانع قرار في تشريعاته، لكن قوته لا تتأتى من كونه قوة نيابية تمثل من ضمن (الثنائي الشيعي) 27 نائباً، لكن حجم حضوره النيابي كان المعبر إلى السلطة التنفيذية والحكومة والقرار المؤثّر، وخصوصاً بعد عام 2000 تاريخ الانسحاب الإسرائيلي من لبنان وصولاً إلى حرب يوليو 2006".
وذكرت أن الانتخابات هي الوجه الشرعي لحضور الحزب التصاعدي في 30 عاماً، وقد أثبت أنه قادر من خلالها على أن يكون فاعلاً فيها، أما انتخابات 2022 التي من المحسوم أن حزب الله سيكرّس تمثيله النيابي والشعبي فيها، فإن الحزب يقف فيها أمام اختبار تجديد فوز حلفائه، والأبرز استحقاق رئاسة المجلس النيابي، وهو التحدي الأكبر للثنائي الشيعي في تكريس التفاهم حوله.
أجندة إيرانية
وأما في صحيفة النهار اللبنانية، قال ابراهيم حيدر "ليست زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت وحدها التي تؤكد التحاق لبنان بالمحور الإيراني، وفق ما تعكسه الحالة السياسية، حين تدافع السياسيون اللبنانيون للقائه وملاقاة بعضهم له في الطروحات المتعلقة بالشأن الاقتصادي وبناء معامل كهرباء وإعادة إعمار المرفأ، إنما أيضاً ما تؤكده الوقائع على الأرض واتخاذ لبنان جبهة في المواجهة مع الأمريكيين انطلاقاً من تصعيد حزب الله".
وأوضح أنه بعد الزيارة الرسمية الإيرانية، لن يتأخر الوقت طويلاً ليفرض حزب الله أجندته في الداخل على المسار الحكومي، في كل الملفات الشائكة والأساسية، التي ستنقله إلى مرحلة جديدة وفرض واقع مختلف أقله ستكون الأشهر المقبلة فترة تهيئة للإمساك بكل مفاصل السلطة، كما سيخوص معركة الانتخابات النيابية مع حليفه التيار العوني ورئيس الجمهورية ميشال عون، لفرض أمر واقع جديد متسلحاً بقوته وبالدعم الإيراني اللامتناهي والذي تُرجم ببواخر المحروقات الإيرانية فضلاً عن المال والسلاح".
وأشار قائلاً "أعلن عبد اللهيان من أرض لبنان المنكوبة، انتصاره وشروطه، ووجه رسائل إلى الأمريكيين باستمرار المواجهة، فلبنان بالنسبة إلى الإيرانيين خط أحمر وهو في طليعة الأذرع الإيرانية، ومن التصعيد أعلن عبد اللهيان استعداد إيران لبدء استثماراتها في البلد المدمّر بعدما بانت الهيمنة عليه، وهو سجل نقطة لمصلحته طالما أن السيطرة تميل نحو إيران والتي باتت إلى حد كبير، ومن خلال حزب الله المتحكم الأول بمفاصل السياسات اللبنانية واستراتيجياتها".
وتابع "بعد الدخول الإيراني المباشر على الخط اللبناني، بات المجتمع الدولي يصنّف أكثر وأكثر حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بأنها حكومة ممانعة، أو أقله حكومة يهيمن عليها حزب الله بالتحالف مع رئيس الجمهورية ميشال عون وتياره، وهما ينسقان معاً بالفعل للاستحقاقات المقبلة للحكومة في التفاوض مع صندوق النقد وفي السياسة الخارجية وأيضاً في الانتخابات النيابية المقررة في 27 مارس(اذار) المقبل".
واختتم مقاله بالقول "حزب الله سيتقدم خطوات في مجال السيطرة والهيمنة، ليس على الحكومة وحسب إنما على الدولة ومؤسساتها، فدخول المحروقات الإيرانية ومواجهة الأمريكيين فتحا الأبواب على التشكيل، لذا سيواصل سطوته مع حلفائه على البلد ليصبح بيد نهج المقاومة، مؤكداً أن المشهد الإيراني لا يغيب عن تقدم حزب الله، فبات لبنان وكأنه في مصير واحد مع إيران، فأي إنقاذ وأي مواجهة يأخذان البلد ويرهنان مصيره للخارج.