الاستطلاعات والتحقيقات

الإثنين - 03 يناير 2022 - الساعة 02:15 م بتوقيت اليمن ،،،

ابين (المرصد) خاص:

تقرير- رانيا الباهزي

أدى الحديث عن الفساد والتلاعب بوصول المساعدات المقدمة من المنظمات الدولية والإقليمية إلى محافظة أبين، إلى خروج عدد من المظاهرات مطالبة بوصول المساعدات إليها في ظل تدهور الأوضاع المعيشية لسكان المحافظة .


وفي حي المحراق بمديرية خنفر تظاهر الأهالي للمطالبة بحقهم في الحصول على المساعدات الإنسانية من المنظمات متهمين بعض الجهات بالتلاعب في المساعدات وحرمان حيّهم الفقير منها، كما تسألوا لماذا يتم تجاهلهم عند وصول وتوزيع المساعدات الإنسانية رغم حاجتهم الماسة لها فحي المحراق من أشد الأحياء فقرا، إذ يسكنه المهمشون والنازحون ويقطنون منازل من صفيح وعجلات السيارات، ويفتقرون لأبسط الخدمات الأساسية.


تقول ناهية سالم جوهر - من مربع المحكمة بحي المحراق- " عندما قمنا أنا وجميع نساء مربع المحكمة بالتظاهر للمطالبة بحقنا في الحصول على المساعدات، قام احد المسؤولين عن تقديم أسماء وكشوفات الأهالي للمنظمات بتقديم شكوى ضدي عند المسؤول الأمني بحي المحراق الذي حاول ضربي ولولا تدخل زوجي الذي تم أعتقاله بعدها وأجبر على الالتزام بمنعي عن حضور أي مظاهرة.

وأضافت ناهية - والدموع تملأ عينيها- الآن الساعة الثالثة مساء وكل الأسر تطبخ وجبه الغداء ونحن لم نطبخ شيئا لأننا أصلا لانملك شيئا لنطبخه "

بدوره يتسائل محمد الخضر سالم - وهو نازح من محافظة الحديدة ومن ذوي الاحتياجات الخاصة " أين حقوق النازحين لم أرَ أي منظمه إلى الآن مدت لي يد العون بأي شي سواء بعلاج أو أموال أو مواد غذائية، مستغربا من غياب المنظمات التي تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة.

واتهم محمد الخضر مندوب المنظمات في المنطقة وبعض الجهات في المجلس المحلي بالمديرية بالتلاعب بالمساعدات المقدمة من المنظمات، مشيراً إلى قيامهم بتسجيل أسماء الأهالي وأخذ وثائقهم الرسمية وعند صرف المساعدات يتم استثنائهم منها .


أنيسة عبده سالم مندوبة الأهالي في مربع المحكمة تقول " إن عدد الأسر داخل المربع يبلغ 120 أسرة، ومع ذلك يتم استثنائنا من أي مساعدات، فيما المربعات التي بجوارنا تستلم كل أنواع المساعدات من مبالغ مالية، ومواد غذائية، والمشاريع المدعومة من المنظمات، والتي من المفترض أن تصرف للطبقات الفقيرة جدا، ولذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن للأسف تذهب تلك المساعدات إلى أشخاص ميسوري الحال، فيما نحن المهمشين لا يلتفت إلينا أحد، وعندما قمنا بالتظاهر أمام مبنى السلطة المحلية بمديرية خنفر وقدمنا لهم كل البيانات المطلوبة من قبل الأهالي، وطلبنا منهم النزول إلى المنطقة لكن لم يأت أحد، وكان كل ماحصلنا عليه هي مواد غذائية من الهلال القطري في رمضان 2021، ومن بعدها لم نستلم أي شيء.


من جانبه قال عاقل حارة المحراق سالم أحمد بابصيلي " كنا في السابق نصرف المساعدات لكل سكان منطقة المحراق وعددهم حوالي 800 أسرة، عندما كان صرف المساعدات عبر عقال الحارات، ولكن بعد تغيير نظام صرف المساعدات الإنسانية من قبل المنظمات عبر المجلس المحلي حصل التلاعب في التوزيع، بسبب طمع الموجودين داخل المجلس المحلي.


أما مدير عام مديرية خنفر ناصر المنصري فقد نفى إتهامات الأهالي على المجلس المحلي بالتلاعب بالمساعدات وقال: " إن المنظمات تتهرب من المدن فكيف بمدينه جعار، مشيراً إلى قيام منظمة كير العالمية بتوزيع المواد الغذائية في منطقه المحراق"


من جهته قال وجدان قاسم - مندوب المنظمات في المنطقة - " أنا مندوب رسمي للنازحين فقط، ومكلف بذلك من السلطة المحلية والوحدة التنفيذية وليس لي علاقة بالمساعدات المقدمة للمقيمين، حيث لا توجد أي مساعدات للسكان الأصليين وأنماء للنازحين فقط.
وأضاف قاسم أن السبب في عدم وصول المساعدات الإنسانية هو أن المنظمات تفرض معايير وشروط معينة لصرف المساعدات وتقديم المشاريع، معظمها لاتنطبق على سكان مربع المحكمة، كما إن المنظمات تقدم مساعدات محدودة وقليلة، فنلجأ لتوزيعها على الفئات الأكثر احتياجا.