عرض الصحف

الأحد - 03 يوليه 2022 - الساعة 10:39 ص بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))وكالات:

لا تزال الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت شهرها الخامس تتصدر عناوين أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الأحد، حيث ركزت على التطورات الميدانية في خضم تضارب الأنباء حول سيطرة موسكو على مدينة ليسيتشانسك بمنطقة دونباس الشرقية.

وتناولت الصحف تقارير تكشف عن تصعيد روسي بشأن هجماتها الصاروخية ضد الأهداف المدنية بأوكرانيا، وسط تقديرات تفيد بأن الكرملين لم يعد لديه المخزون الكافي من الأسلحة المتطورة في ترسانته.

وفي الشرق الأوسط، سلطت الصحف الضوء على حادث إسقاط إسرائيل لثلاث طائرات مسيرة تابعة لجماعة ”حزب الله“ اللبنانية في البحر المتوسط قرب سواحل تل أبيب، وسط تقارير تحذر من تزايد التهديدات الإيرانية ووكلائها في المنطقة.

تصعيد روسي ضد الأهداف المدنية

ذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية أن روسيا كثفت في الآونة الأخيرة من وتيرة هجماتها الصاروخية على أهداف مدنية في أوكرانيا، وذلك في وقت يرى فيه محللون أن استخدام الروس المتزايد لصواريخ ”غير دقيقة“ تعود إلى الحقبة السوفيتية لإرهاب المدنيين، يعكس استنفاد قواتهم.

وقالت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين أوكرانيين وغربيين ومحللين روس، إن وتيرة الضربات الروسية على أهداف مدنية، التي تُنفذ غالبًا بصواريخ قديمة وغير دقيقة، تتزايد، حيث تنخفض قوتها على الأسلحة الأكثر تطوراً في كفاحها لإحراز تقدم في الشهر الخامس من الحرب.

ونقلت الصحيفة عن أوليكسي هروموف، وهو جنرال بالجيش الأوكراني، قوله إنه تم إطلاق أكثر من مئتي صاروخ على الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة الأوكرانية في النصف الثاني من يونيو المنقضي، أي أكثر من ضعف العدد في النصف الأول من الشهر نفسه.

وأشارت الصحيفة في تقرير لها إلى ما وصفته بـ“أعنف ضربات الحرب“، عندما وقع هجوم روسي على مركز تجاري، الاثنين، في مدينة كريمنشوك الصناعية، حيث أطلقت موسكو صاروخين من طراز ”كيه إتش“، وسقط صاروخ من نفس النوع على مبنى سكني في منتجع سيرهيفكا المطل على البحر الأسود أمس الأول، الجمعة.

وأوضحت الصحيفة أن الصواريخ السوفيتية من طراز ”كيه إتش“، المصممة لمهاجمة السفن، دخلت ترسانة البلاد في الستينيات، مما دفع المحللين إلى التكهن بشأن انخفاض قدرة روسيا على شن حرب بأسلحة حديثة.

وفي هذا الشأن، نقلت الصحيفة عن بافيل لوزين، المحلل العسكري الروسي، قوله ”إن استخدام مثل هذه الأسلحة ”لإرهاب المدن الأوكرانية من الجو يعد دليلاً آخر على انخفاض مخزونات روسيا من الذخائر الدقيقة البعيدة المدى“.

ووفقًا للصحيفة الأمريكية، ردد الملحق الدفاعي البريطاني، ميك سميث، هذه الرواية أيضاً، حيث قال إن استخدام الصواريخ القديمة المضادة للسفن يشير إلى تضاؤل الأسلحة الحديثة الروسية. وقالت الصحيفة إن الاستخدام المتزايد لصواريخ ”كيه إتش“ يتزامن أيضاً مع ارتفاع تقديرات وكالات الاستخبارات الغربية للخسائر العسكرية الروسية.

وأضافت: ”على الرغم من اختلاف تقديرات الخسائر، يتفق معظم المسؤولين والمحللين الغربيين على أن روسيا ستكافح للحفاظ على وتيرة عملياتها العسكرية في أوكرانيا عند مستوى الاستنزاف الحالي، مشيرين إلى أن موسكو لا تريد إنهاء الحرب، لكنها بحاجة لالتقاط أنفاسها لمداواة الجروح وتجديد مخزونها من الأسلحة جزئيًا“.

وتابعت: ”على نطاق أوسع، يحذر المسؤولون في كييف من أن الارتفاع الحاد في الهجمات المدنية قد يشير إلى مرحلة جديدة من الحرب، حيث تحاول روسيا تعويض تقلص قدرتها العسكرية بمحاولات إضعاف الروح المعنوية الأوكرانية“.

ونقلت الصحيفة عن ميخايلو بودولاك، أحد مستشاري الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قوله أمس: ”لقد انتقل الروس إلى مفهوم الحرب حيث يريدون خلق حالة من الذعر على نطاق واسع في أوكرانيا. إن روسيا تفعل ذلك للضغط على حكومتنا للتنازل عن الأراضي مقابل السلام، مما يسمح للكرملين بإعلان النصر“.

”روسيا أضعف بكثير مما نعتقد“

في سياق متصل، قال عضو برلماني أوكراني إن روسيا ”أضعف بكثير مما نعتقد“، مشيراً إلى أن ”الأشهر الثلاثة المقبلة“ حاسمة لإنهاء الحرب، محذراً من أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيبدأ في الشعور بوطأة الأسلحة الغربية في أوكرانيا، حيث بدأت عمليات التسليم تحدث فرقًا في الصراع.

ووفقاً لصحيفة ”ديلي إكسبريس“ البريطانية، أعرب أندري أوسادشوك عن ثقته في أن جيش بلاده ”سيقلب المد“ ضد القوات الروسية، مع تدفق شحنات الأسلحة من الغرب، مشيراً إلى أنه في الأسابيع الأخيرة، كافحت القوات الأوكرانية للبقاء على الخط، مع سيطرة روسيا على آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في منطقة لوغانسك.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن النائب الأوكراني كان يتحدث عن مدينة ليسيتشانسك التي وقعت تحت ”الاحتلال“ أمس، السبت. وقالت الصحيفة إنه على الرغم من ذلك، فإن خسارة روسيا لـ“جزيرة الثعبان“ المطلة على البحر الأسود يمكن أن تنذر بتغيير في ديناميكيات الحرب.

ونقلت ”ديلي إكسبريس“ عن أوسادشوك قوله: ”لذا، أعتقد أن الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون على الأرجح الأكثر أهمية لأن روسيا أضعف بكثير مما نتخيل.. إنهم (الروس) يجمعون كل مواردهم.. إنهم يخشون الإعلان عن التجنيد.. لهذا السبب أعتقد أنه في سبتمبر وأكتوبر، ستكون لحظة مثيرة للغاية لهذه الحرب“.

وأضاف المسؤول الأوكراني: ”في الوقت الحالي، نحن أقوى بكثير مما كنا عليه قبل ثلاثة أشهر، لأنه في الشهرين الأولين من الحرب، كانت أوكرانيا، في الواقع، تقاتل بمفردها بمواردها الخاصة لأن الغرب لم يؤمن بنا.. لم نكن نتلقى شيئًا تقريبًا من الغرب. لكننا الآن لدينا بالفعل دعم معقول إلى حد ما، لكنه أقل من المطلوب“.

في غضون ذلك، قالت الصحيفة البريطانية في تقرير لها إن القوات الأوكرانية تبدو في الوقت الحالي في حالة تأهب بعد أن فقدت السيطرة على مقاطعة لوغانسك في منطقة دونباس الشرقية، حيث أعلن متحدث باسم القوات الانفصالية الموالية لروسيا: ”احتلت ميليشيا لوغانسك الشعبية والقوات الروسية (السبت) أخر المرتفعات الاستراتيجية، مما يتيح لنا تأكيد أن ليسيتشانسك باتت محاصرة بالكامل.“

من جانبها، اعتبرت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية أن سقوط ليسيتشانسك وسيطرة روسيا على كامل إقليم لوغانسك، بمثابة ”اختراق استراتيجي آخر للكرملين، الذي سيطرت قواته مؤخراً على المدينة المحورية الأخرى، سيفيرودونتسك.

وقالت ”الغارديان“ في تقرير لها: ”بعد أن تحولت مدينتها التوأم، سيفيرودونتسك، إلى أنقاض الأسبوع الماضي، أصبحت ليسيتشانسك بؤرة جديدة للقتال في شرق أوكرانيا. لقد تعرضت لقصف مدفعي وغارات جوية روسية مستمرة منذ أسابيع“.

إيران.. وتصاعد التهديد بالطائرات دون طيار

ذكرت صحيفة ”جيروزاليم بوست“ العبرية أن التهديد الهائل للطائرات دون طيار من قبل إيران والميليشيات المدعومة منها في المنطقة آخذ في التصاعد في الآونة الأخيرة، وذلك بعدما أعلنت إسرائيل إسقاطها لثلاث طائرات من النوع نفسه تابعة لجماعة ”حزب الله“ أمس.

وقالت الصحيفة في تحليل إخباري: ”يوضح إسقاط إسرائيل لثلاث طائرات دون طيار، السبت، العلاقة المتزايدة لتهديدات إيران وحزب الله في المنطقة، وتحديداً محاولات (المنظمة الإرهابية اللبنانية) المتصاعدة لاستهداف منصات الغاز قبالة سواحل تل أبيب“.

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنه على مدى السنوات العديدة الماضية، وسعت إيران بسرعة برنامج الطائرات دون طيار الخاص بها وشجعت وكلاءها في المنطقة على تطوير تكنولوجيا مثل هذه الطائرات، موضحة أنه غالبًا ما تكون هذه الطائرات من طراز ”الكاميكازي“، وهي تستطيع حمل رأس حربي ومصممة للطيران نحو هدفها.

وأضافت الصحيفة: ”لقد ظهر تهديد الطائرات دون طيار ضد إسرائيل ببطء، على مراحل، على مدى السنوات العديدة الماضية. وتستخدم جماعة حزب الله الطائرات دون طيار منذ سنوات عديدة، لكنها أصبحت أكثر تعقيدًا والخطر يتزايد“.

وعن قدرات الطائرات دون طيار بالشرق الأوسط، قالت الصحيفة: ”زاد حزب الله وحماس والجماعات الأخرى المدعومة من إيران من تهديدات الطائرات دون طيار في السنوات الأخيرة. وشمل ذلك حوادث في 2010 و2012 و2014“.

وأضافت الصحيفة: ”كانت حادثة 2012 مهمة بشكل خاص لأن التقارير في ذلك الوقت ذكرت أن طهران حاولت التجسس على منشأة ديمونة الإسرائيلية باستخدام طائرة دون طيار.. والصورة العامة التي تظهر أنه بحلول عام 2018، كان لدى حزب الله وإيران – إلى جانب الحوثيين في اليمن والميليشيات الأخرى في سوريا وعدد كبير من الميليشيات المرتبطة بإيران في العراق – قدرات فائقة في هذه التكنولوجيا“.

وتابعت الصحيفة: ”يبدو أن الطائرات دون طيار التي تم إسقاطها، السبت، من عدة أنواع مختلفة. ولم يتضح ما إذا كانت تحمل متفجرات وكيف تمت السيطرة عليها.. لا يبدو أنها مرتبطة ببعضها البعض للعمل كنوع من سرب الطائرات دون طيار“.

ونقلت الصحيفة عن تقرير صادر عن مركز ”ألما للبحوث والتعليم“ الإسرائيلي في ديسمبر الماضي، قوله إن جماعة ”حزب الله“ لديها ما يقرب من ألفي طائرة دون طيار، مشيرة إلى أن الإحصائيات هذه توضح التهديد الإقليمي المتزايد والمتسارع لمثل هذه الأسلحة.