آخر تحديث :الثلاثاء-22 أكتوبر 2024-12:42ص

حوارات


الناطق باسم المجلس الأعلى للحراك الجنوبي أحمد سالم فضل لـ(المرصد) : التحالف العربي يتعاطى مع الجنوبيين بإيجابية عسكريا وأمنيا.. لكننا بحاجة إلى تطوير التعاطي السياسي

الناطق باسم المجلس الأعلى للحراك الجنوبي أحمد سالم فضل لـ(المرصد) : التحالف العربي يتعاطى مع الجنوبيين بإيجابية عسكريا وأمنيا.. لكننا بحاجة إلى تطوير التعاطي السياسي

الأربعاء - 19 أبريل 2017 - 06:14 م بتوقيت عدن

- عدن ( المرصد خاص ) التقاه صالح لزرق :


في البدء أتقدم بالشكر الجزيل لصحيفة (المرصد) وإدارتها الشابة، ونتمنى لكم مزيدا من التقدم خدمة لقضايا شعبنا.

- أولاً، ممكن تعطينا لمحة تاريخية عن المجلس الأعلى للحراك؟
= لقد كانت بدايات الحراك السلمي الجنوبي بتأسيس الجبهة الوطنية للمعارضة الجنوبية (موج) في أكتوبر 1994 في الخارج، وتم تأسيس حركة تقرير المصير (حتم), وأيضا بروز تيار إصلاح مسار الوحدة كتيار جنوبي في (الحزب الاشتراكي), وفي مطلع 1998 تم تأسيس العشرات من المنتديات الثقافية والمواقع الإخبارية الإلكترونية، وانبرى عدد من الصحفيين والكتاب وبعض الصحف الأهلية, وأبرزها صحيفة "الأيام" الغراء المشهود لها ببلورة القضية الجنوبية بكل أبعادها التاريخية والاقتصادية والسياسية, وفي أغسطس 1999 تم تأسيس اللجان الشعبية, وفي يوليو 2004 تم الإعلان عن تأسيس التجمع الديمقراطي الجنوبي في الخارج (تاج), وفي تاريخ 13 يناير 2006 تم الإعلان عن نهج التصالح والتسامح والتضامن بين أبناء الجنوب الذي انطلق من مقر جمعية ردفان الاجتماعية الخيرية في العاصمة عدن وتشكيل ملتقيات التصالح والتسامح في محافظات الجنوب والذي شكل الأرضية الصلبة لانطلاقة مسيرة الحراك الجنوبي السلمي التحرري, وبدءاً من مارس 2007, تم تأسيس جمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين, والمتقاعدين الدبلوماسيين والشباب والطلاب, ومناضلي ثورة 14 أكتوبر, وفي يونيو 2007 تشكلت مجالس تنسيق الفعاليات السياسية وهيئات النضال السلمي في محافظات الجنوب تمثلت وعلى التوالي في الهيئة الوطنية للنضال السلمي لتحرير الجنوب في 5 أكتوبر 2008 والمجلس الوطني الأعلى لتحرير واستقلال الجنوب واستعادة دولته في 15 نوفمبر 2008 والهيئة الوطنية العليا للاستقلال في 2 فبراير 2009 وحركة النضال السلمي للجنوب (نجاح) 2 مارس 2009. وبتاريخ 9 مايو 2009 في مدينة زنجبار تم دمج هذه الهيئات في مجلس قيادة الثورة السلمية لتحرير الجنوب وإعلان قيادة له من رؤساء تلك المكونات وممثل للمستقلين.
يمكن القول ودون مبالغة إن النضال الثوري المتواصل لشعب الجنوب منذ عام 1994 قد غدا واحدا من أكبر المعارك السياسية التي يخوضها الشعب الجنوبي، حيث حقق هذا النضال من المكاسب الكبيرة ما لم يتحقق سابقا (التصالح والتسامح والتضامن), وإعادة اللحمة الجنوبية إلى مكانتها التاريخية, واختيار مشروعنا الوطني القادم في بناء الدولة.
واعتبر لقاء 9 مايو 2009م في مدينة زنجبار بأبين  بمثابة اللقاء التأسيسي للمجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب الذي مر بكثير من المحطات التنظيمية وتغيير في الرموز القيادية والمسميات، حيث كان الاسم الأول عند التأسيس (مجلس قيادة الثورة، ثم المجلس الأعلى للحراك مرورا باسم المجلس الأعلى للثورة السلمية، حتى تم التوافق على الاسم الحالي: المجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب)، بعد إعادة دمج المجلس، وعقد مؤتمرين.
إن المجلس عند إشهاره دعا في بيانه الأول إلى ضرورة وحدة الصف الجنوبي بدلا من الضياع الذي عاشه شعبنا.
يتكون البناء التنظيمي للمجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب من مؤتمراته وهيئاته وفروعه ومجالسه وأجهزته وقطاعاته ومنظماته ولجانه التنظيمية ذات المستويات والأحجام المختلفة، سواء كانت في داخل الجنوب أو في الخارج, والملتزمة ببرنامجه السياسي ونظامه الداخلي ولوائحه وبأهدافه وقراراته.

- ما هو موقع الحراك من تطورات ما بعد الحرب لاسيما بوصول قيادات منه إلى سدة السلطة؟
= كان موقف المجلس الأعلى للحراك الثوري مبكرا ومباركا لعاصفة الحزم عند انطلاقها في مارس عام 2015، حيث صدر بيان من رئاسة المجلس بعد انطلاق العمليات العسكرية نهاية شهر مارس دعا فيه جميع قياداته وأنصاره وجماهير شعب الجنوب إلى الانخراط في كافة المواقع والجبهات وقد قدم المجلس عددا كبيرا من الشهداء من الصف القيادي، من أبرزهم الشهيد البطل العميد عمر سعيد الصبيحي رئيس مجلس الحراك في العاصمة عدن حيث كان من أوائل قادة المقاومة في العاصمة عدن عند انطلاق المعركة.
كما أن المجلس قد اتخذ عددا من القرارات ومنها التعاطي مع شرعية الرئيس هادي، ودعا جميع أعضاءه إلى الانخراط في السلطات المحلية في محافظات الجنوب والمشاركة الايجابية في تثبت الانتصارات على قوات الغزو الحوثي والعفاشي، ومواجهة الهجمة الإرهابية والعمل على الحفاظ على الأمن في المناطق المحررة. 

- ما هي مكاسب الجنوب من عاصفة الحزم والتحالف مع العرب والإقليم؟
= هذا السؤال يحتاج إلى صفحات كثيرة للإجابة عنه، وسأحول الرد لكن بإيجاز، حيث من الأهمية الإشارة إلى أن الجنوب كدولة ومجتمع قد اختطف من حاضنته العربية والإقليمية منذ ما بعد عام 1967، نتيجة لشطحات بعض أبنائه الذين تبنوا خطا سياسيا متطرفا في اتجاه ما كان يسمى (حركات التحرر الوطني ذات التوجهات الاشتراكية)، وقد تعرض شعب الجنوب لكثير من النكسات والمآسي لا تزال آثارها بادية للعيان حتى يومنا هذا.
ومرورا على ذلك بلمحة سريعة أرى أن عاصفة الحزم قد فتحت نافذة أمام شعبنا ومكوناته وقواه السياسية لتمتين العلاقة مع الأشقاء في دول التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وذلك لمزيد من التلاحم وتطوير ذلك التحالف لصد العدوان والأطماع الفارسية ووكلائهم في المنطقة  وهذا بحد ذاته مكسب لشعب الجنوب من خلال تدمير ترسانة وكلاء إيران في الجنوب واليمن بفضل من الله والأبطال من شعب الجنوب وقيادات وأبناء دول التحالف العربي.. وهنا نترحم على شهدائنا وشهداء التحالف العربي جميعاً الذين روت دماؤهم الطاهرة هذه الأرض.

- كيف تقيم تعاطي التحالف العربي مع الجنوبيين؟
= تعاطي التحالف العربي مع الجنوبيين في عدد من الجوانب إيجابي وبالذات الدعم العسكري والأمني.. لكننا بحاجة إلى تطوير التعاطي السياسي مع المكونات والشرائح الاجتماعية الجنوبية الأخرى وفي مقدمتها الشباب.

- كيف تقيم تعاطي الشرعية مع الجنوب وقضيته؟ وهل هناك أطراف في الشرعية تعمل ضد الجنوب كما يتردد في عدد من الأوساط؟
= الشرعية تكمن في الشرعية الدولية للرئيس هادي المسنودة بقرارات دولية ودعم دول التحالف العربي ومن المتابعة لأعمال هادي وخطاباته نرى أنها مكرسة للدولة الاتحادية وفقا لمخرجات الحوار اليمني والمبادرة الخليجية ولا نرى أي حديث علني عن القضية الجنوبية من قبله إلا من خلال هذا الاتجاه، كما أن القوى الحليفة لهادي من أبناء الشمال لها مواقف معلنة ضد تطلعات أبناء الجنوب في استعادة دولته الجنوبية السابقة بل إن بعض هذه المواقف عدائية بصورة صريحة.

- حاليا تحضرون لمؤتمر للمجلس.. أيمكن أن تطلعنا على التحضيرات؟
= رئاسة المجلس في عدد من البلاغات والبيانات السياسية أكدت على الدعوة لعقد مؤتمر (كونفرنس) للمجلس، وقد شكلت لجنة تحضيرية عليا وعدد من اللجان العاملة.. علما بأن التحضير والإعداد يسير وفقا والإمكانيات المتاحة، ومن الطبيعي أن عملا كبيرا بهذا الحجم يحتاج إلى جهود كبيرة ووقت كاف لإخراجه بصورة لائقة أكان في الجانب السياسي والوثائقي أو في الجانب التنظيمي والهيكلي للمجلس الذي يتواجد أعضاؤه في الساحة الجغرافية من المهرة وسقطرى حتى باب المندب.

- ماذا عن الشخصيات التي تعمل مع عدو الإقليم الأول إيران.. وهل بمقدورها الإضرار بالجنوب؟
= استعرضت في إجابة سابقة شطحات بعض أبناء جلدتنا من الجنوبيين الذين يتخذون مواقف مغايرة للإرادة الجمعية للجماهير وهي تؤثر تأثيرا سلبيا على قضايا شعبنا المصيرية، ويتضح ذلك من خلال عرقلة الخروج بقيادة سياسية موحدة للقضية الجنوبية.. لذا أدعو كل من له صلة أو ارتباط مع عدو الإقليم إيران أن يعيد قراءة المشهد وأن يتقي الله في أهله، ونذكرهم أن التاريخ لا يرحم. 
وبالمناسبة نرفع أسمى آيات الفخر والاعتزاز لقادة دول التحالف ملوكا وأمراء ورؤساء وجماهير بمواقفهم المشرفة مع أبناء شعبنا وثباتهم واستمرارهم في مجابهة هذا العدو المشترك الذي يعتبر رأس الحربة للأطماع الفارسية في الإقليم.
ونوجه دعوة للرئيس هادي بإعادة النظر في كثير من القرارات التي يتخذها، منها إعادة إنتاج وتثبيت عدد من القيادات الفاسدة والمنافقة التي كانت تخدم عفاش وأنصاره حتى وقت غريب واليوم لاتزال متربعة على عدد من مفاصل السلطة في المحافظات المحررة وفي مقدمتها العاصمة عدن.

- ماذا تحب أن تقول للجنوبيين؟
= أدعو الجنوبيين إلى تثبيت مبدأ التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي وعدم الانجرار وراء الشائعات ووقف أي مهاترات في مواقع التواصل الاجتماعي.

- فيما يخص الشراكة في محاربة الإرهاب.. ماذا تقول للعالم بناء على ذلك؟
= أقول لهم إن الجنوبيين بنجاحاتهم الأمنية قدموا رسالة تطمين للعالم. وعند الرجوع إلى المواقف السابقة لأبناء الجنوب ستجد أن جميع مكوناتهم ونخبهم السياسية تناشد المجتمع الدولي إشراك أبناء الجنوب في هذه المهمة الأمنية نظرا لأن الإرهاب قد استهدف الجنوبيين منذ بداية تكوينه بعد عودة الأفغان العرب الذين شاركوا مع قوات المخلوع صالح أثناء اجتياح الجنوب عام 1994.. ومن هنا نرى الإنجاز الأمني الذي يتحقق على يد أبطال الأجهزة الأمنية الجنوبية، والذي يؤكد على أهمية هذه الشراكة. 

- كيف ترى أفق القضية الجنوبية في ضوء المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية؟
= أرى أنها ستحصل انفراجة في ملف القضية الجنوبية بعد الحسم العسكري إذا أحسن الجنوبيون إدارة الملف السياسي.. ونأمل من أشقائنا في التحالف العربي المزيد من التفهم لمعاناة شعبنا والوقوف إلى جانبه لإحقاق الحق.

- كلمة أخيرة تود قولها.
= أكرر شكري وتقديري لكم شخصيا ولهيئة التحرير بصحيفتكم من الشباب الواعد.