آخر تحديث :الأحد-13 أكتوبر 2024-01:17ص

الاستطلاعات والتحقيقات


رسائل من الشارع.. كلنا في معترك واحد وعلى هدف واحد

رسائل من الشارع.. كلنا في معترك واحد وعلى هدف واحد

الأربعاء - 15 مايو 2024 - 07:31 م بتوقيت عدن

- (المرصد)خاص

عكس التعامل الراقي والتضامني المسؤول، الذي ابداه أبطال الأمن بالعاصمة عدن وكواجب ومسؤولية، مع أبناء شعبنا الذين خرجوا تنديدا بتردي خدمة الكهرباء ورفض تكرار الازمات وتدويرها، أن قواتنا المسلحة الجنوبية والأمن جاءت من الشعب لخدمته وصون كرامته وعزته وحريته وسيادة أراضيه، يؤلمها ما يؤلمه وتتحمل اوجاعا وتقدم تضحيات الدم والروح، كي يحيا بكرامة، تبني من اجساد ابطالها في الجبهات الحدودية والامن الداخلي أسوارا ومصدات تحول دون نفاذ مخططات اعداء الجنوب لإستهداف شعبنا.

السلوك المسؤول والتعامل المهني التضامني التلاحمي الذي يجسده ابطال قواتنا الامنية منذ ليلة أمس في كثير من شوارع العاصمة عدن، هو تأكيد يتجدد مفاده أن الاندماج الوطني الجنوبي ويد الجنوب القوية، تتجلى بأبهى واعظم صورها، في مثل هكذا ظروف واوقات عصيبة، حين يعتقد اعداء الجنوب انهم قد نجحوا في وضع خنجر التمزيق في عين الشعب وقواته الدفاعية والامنية.

في مشهد كهذا، خاب مخطط تعنيف خيار الشعب، وابطل الهدف والحال والمصير الواحد، صواعق المؤامرة المتجددة أفاعيلها وأزماتها، وبرهن أن صيحات شعبنا وعنفوانه الغضوب، تعرف وجهتها، لها وثبات كبرى وعمر ثورة من اليقظة والانتباه والوعي والتواريخ المجيدة بالانتصارات ووحدة الصف وحماية المصالح العليا والمكتسبات.


مشهد كهذا ألفناه منذ تسعة أعوام، عنوانه كلنا في معترك واحد وكلنا في حرب وجود متعددة الجبهات، عسكرية وأمنية وخدمية معيشية وسياسية، حرب دفاع وطني جنوبي مصيري، أساسها الحرية والشعور بالإباء الوطني المشترك، وهدفها التحرير الكامل للجنوب واستعادة دولة الجنوب المستقلة.


لهذا تتولى رسائل الشارع الجنوبي الحر الأبي، وفي اشد الظروف قساوة، ملخصة جملة من الحقائق، ولعل اولها، أن لا صمت ولا إنتظار او تهاون إزاء مقومات عيشهم، وكل حقوقهم المكتسبة، وأن شعبنا يدرك تماما، أن القوى المعادية، تسعى ومن خلال خلق الأزمات في الجنوب لتحقيق رهانات مستحيلة، إنطلاقا من رفع منسوب الغضب الشعبي الى مستوى يسهل التحكم به وتوظيفه ضد الشعب نفسه ومصالحه العليا ومؤسساته وأمنه واستقراره، وإضعاف ثقته بقيادته ومجلسه الانتقالي، وتسعى رغم خيبة أملها ويأسها المستديم، إلى تحميل المسؤولية المجلس الانتقالي وتوجيه الضغط الشعبي الجنوبي ضده، مما يسهل عليها إخضاعه لتقديم تنازلات على حساب الثوابت والأهداف التي تحمل مسؤولية تحقيقها بتفويض شعبي.


شعبنا في العاصمة عدن وفي كل المحافظات بلغت معاناته مبلغا لا يحتمل، ودون شك سيكون رد فعله عنفواني جامح، لكنه مستنير بالعقلانية الثورية والسياسية، التي بنى مدركاتها من خلال وعيه الكامل بأن الاطراف التي تتحكم بمهماز ازماته ومعاناته، تراهن على غضبه في تدمير مصالحه ووطنه والتنازل عن ثوابته، لا بل تعتقد بغباء أن سياسة تجويعه وتعذيبه بالازمات، ستجعله يتخلى عن ثورته ومكتسباتها والإذعان لصوت من يحيك ضده وضد وطنه وقيادته مخططات التدمير والخراب والفوضى.