آخر تحديث :الخميس-05 ديسمبر 2024-02:18م

تحليلات سياسية


من فرص عمل وهمية إلى جبهات القتال في أوكرانيا.. كيف خدع الحوثيون شباب اليمن؟

من فرص عمل وهمية إلى جبهات القتال في أوكرانيا.. كيف خدع الحوثيون شباب اليمن؟

الجمعة - 29 نوفمبر 2024 - 03:39 م بتوقيت عدن

- عدن (المرصد) خاص:


كشفت تقارير دولية وشهادات من شباب يمنيين عن تورط جماعة الحوثي في إدارة شبكة تهريب وتجنيد سرية، تستهدف الشباب اليمني تحت غطاء وعود زائفة بفرص عمل مغرية في روسيا.
هذه العمليات التي يشرف عليها سياسي حوثي بارز، تهدف إلى إرسال اليمنيين للقتال في أوكرانيا بعد إغرائهم بوظائف وهمية برواتب مجزية، وهو ما أثار مطالبات بمحاسبة الجماعة دوليًا.

في تسجيل مصور نشر مؤخرًا، يظهر شاب يمني وهو يروي تفاصيل تعرضه للخداع مع زملائه الذين غادروا اليمن للعمل في شركات أمنية روسية، ليفاجأوا بعد وصولهم بأنهم في معسكرات تدريب عسكرية.
وذكر الشاب أن الحوثيين استغلوا الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها اليمنيون لإقناعهم بالسفر، حيث وُعدوا برواتب تصل إلى 2500 دولار شهريًا، إلا أنهم لم يحصلوا سوى على مبالغ زهيدة تتراوح بين 185 و232 دولارًا.

تفاصيل شبكة التهريب
بحسب صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية، فإن مئات الشباب اليمنيين وقعوا ضحية شبكة تهريب غامضة تديرها الجماعة الحوثية بالتعاون مع أطراف داخل روسيا.
تبدأ العملية بإغراء الشباب بوظائف مغرية، حيث يتم نقلهم عبر دول عربية مثل سلطنة عمان ولبنان وسوريا، وصولًا إلى روسيا، وهناك يتم إدخالهم إلى معسكرات تدريب عسكرية.

وتشير الصحيفة إلى أن هذه العمليات تُدار عبر شبكات معقدة تضم مهربين داخل اليمن وخارجه، حيث يحصل المهربون على مبالغ مالية ضخمة تصل إلى 15 ألف دولار عن كل شخص يتم نقله.

أحد الضحايا كشف أن المهربين أوهموهم بأنهم سيعملون في مجال الأمن، لكنهم فوجئوا بعد وصولهم إلى روسيا بأنهم مجندون للقتال في أوكرانيا. وذكر الشاب في التسجيل أن 25 من زملائه تم إرسالهم إلى الجبهات، وجميعهم لقوا مصرعهم إما داخل العربات العسكرية أو أثناء المواجهات المباشرة.

دور قيادي حوثي بارز
تشير مصادر مطلعة إلى أن قياديًا حوثيًا بارزًا، لم يتم الكشف عن اسمه، هو المسؤول عن هذه العمليات وبحسب شهادات من داخل اليمن، يدير القيادي شبكة تهريب واسعة تعتمد على شركات وهمية لتجنيد الشباب وإغرائهم بالسفر.
وتشمل هذه الشبكة أفرادًا مقيمين في دول عربية وروسيا، حيث يتم تنسيق عمليات النقل والتجنيد.

استغلال الظروف الاقتصادية
تؤكد التقارير أن الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعاني منها اليمنيون، بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات، سهلت على الحوثيين تنفيذ مخططاتهم.
ويقول أحد المراقبين: "الحوثيون يستغلون الفقر والبطالة لتحقيق مكاسب مالية وسياسية. إنهم يستخدمون الشباب اليمني كوقود لصراعات لا علاقة لليمن بها".

ويضيف المراقب أن هذه العمليات تُظهر حجم الاستغلال الذي تمارسه الجماعة، مشيرًا إلى أن الشباب اليمني الذي هاجر بحثًا عن حياة كريمة بات الآن يواجه خطر الموت في جبهات القتال بعيدًا عن وطنه.

مطالب بمحاسبة دولية
ما كشفته هذه العمليات يسلط الضوء على استغلال الحوثيين المستمر لمعاناة الشعب اليمني، وتحويل الأزمات الإنسانية إلى وسيلة لتحقيق مكاسب مالية وسياسية.
الوضع الحالي يدعو إلى تدخل دولي عاجل لمحاسبة الحوثيين على هذه الانتهاكات، خاصة أن إرسال مدنيين للقتال في صراعات خارجية يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.

كما تتزايد الدعوات لتوعية الشعب اليمني بخطورة هذه المغريات، وتحذير الشباب من الانجرار وراء وعود العمل في الخارج التي تتحول إلى مصيدة تؤدي إلى الموت.
في الوقت نفسه، هناك حاجة ملحة لتدخل الحكومة اليمنية لضمان عودة الشباب المحتجزين في روسيا ومنع استمرار هذه الممارسات.

ختامًا، يظل استغلال الحوثيين لأزمات اليمنيين شهادة إضافية على استهتار الجماعة بحياة الشعب، مما يستوجب مواجهتها على جميع المستويات الوطنية والدولية لوقف هذه الجرائم التي تُفاقم معاناة اليمن.