آخر تحديث :الأحد-16 فبراير 2025-11:45م

اخبار وتقارير


محاولات تمكين بترومسيلة.. مقامرة غير محسوبة العواقب

محاولات تمكين بترومسيلة.. مقامرة غير محسوبة العواقب

الإثنين - 03 فبراير 2025 - 02:56 م بتوقيت عدن

- المرصد /خاص


تمر شركة بترومسيلة بمرحلة حرجة في ظل المحاولات المستمرة لتمكينها من إدارة المزيد من الحقول النفطية، رغم إدراك الأطراف المعنية بأن اتفاقيات المشاركة والإنتاج تمنح المشغل المعين – الذي تم اختياره بالتصويت مرتين – الحق في اللجوء إلى القضاء الدولي لحماية مصالحه.

ومع ذلك، تستمر بعض الجهات في السعي لفرض بترومسيلة، متجاهلة التبعات القانونية والاقتصادية المحتملة لمثل هذا القرار.

لا يمكن تجاهل أن اتفاقيات المشاركة والإنتاج تمثل التزامات تعاقدية دولية، وأي محاولة لخرقها قد تؤدي إلى دعاوى قضائية أمام المحاكم الدولية، مما سيؤثر على سمعة الدولة كوجهة استثمارية.

إن التوجه نحو فرض بترومسيلة قد يعرّض الحكومة لتعويضات مالية ضخمة، فضلًا عن تعطيل عمليات الإنتاج وتأخير تطوير الحقول.

لا يمكن فصل هذا الجدل عن الأداء الفعلي لشركة بترومسيلة، التي لم تتمكن من إدارة حقولها بفعالية.

فمنذ استلامها بعض الحقول، تراجع الإنتاج وظهرت مشكلات تشغيلية ومالية تعكس ضعف الكفاءة الإدارية والتقنية!!

ومن غير المنطقي أن تُمنح حقول إضافية لشركة لم تثبت نجاحها، بل على العكس، راكمت إخفاقات أثرت سلبًا على قطاع النفط والاقتصاد الوطني.

في ظل هذه المعطيات، يبرز تساؤل جوهري: ما الفائدة من الإصرار على منح بترومسيلة مسؤوليات إضافية رغم المؤشرات السلبية؟
هل هناك اعتبارات تتجاوز المنطق الاقتصادي والتعاقدي؟ إن الاستمرار في هذا المسار قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات بدلًا من حلها، ويفتح الباب أمام مزيد من الفشل والتبعات القانونية المكلفة.

بدلًا من المضي في فرض حلول غير مستدامة، يجب التركيز على تحسين بيئة الاستثمار في قطاع النفط، وضمان التزام الدولة بالاتفاقيات الموقعة، ودعم الشركات القادرة على تحقيق نتائج ملموسة.

كما ينبغي إعادة تقييم أداء بترومسيلة واتخاذ قرارات مبنية على معايير الكفاءة والجدوى الاقتصادية، وليس على حسابات ضيقة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة.

في النهاية، إذا لم يتم تصحيح المسار، فإن إصرار بعض الأطراف على تمكين بترومسيلة لن يكون سوى مقامرة غير محسوبة العواقب، سيدفع ثمنها الاقتصاد الوطني والمواطنون الذين يعتمدون على عوائد النفط كمصدر رئيسي لدعم الاقتصاد الوطني....

م نشوان الشرجبي..