آخر تحديث :الإثنين-19 مايو 2025-12:45ص

اخبار وتقارير


بعد تهديده بمصير نصر الله.. خبراء يكشفون سيناريو اغتيال عبدالملك الحوثي

بعد تهديده بمصير نصر الله.. خبراء يكشفون سيناريو اغتيال عبدالملك الحوثي

الأحد - 18 مايو 2025 - 04:35 م بتوقيت عدن

- ((المرصد))إرم نيوز:

توقع خبراء ومحللون أن تشهد المواجهة بين الحوثيين وإسرائيل فصلًا جديدًا من العنف خلال الفترة القادمة، بعد وعيد تل أبيب بتنفيذ مزيد من الهجمات على الميليشيا اليمنية وقياداتها، وتهديدها لأول مرة باستهداف زعيمها عبدالملك الحوثي بشكل مباشر.


وعقب الهجمات الأخيرة التي استهدفت ميناءَي الحُديدة والصَليف غربي اليمن، الجمعة الماضي، حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من "ضرب الحوثيين بقوة أكبر، بما في ذلك قيادتهم وجميع البنى التحتية، وعدم الوقوف مكتوفي الأيدي أمام هجماتهم".


فيما هدد وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، في تدوينة على منصة "إكس"، بضربات مؤلمة تطال رؤوس الإرهاب، وملاحقة زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي والقضاء عليه، في عملية مشابهة لما حدث لقادة حماس والأمين العام السابق لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله.


وكانت ميليشيا الحوثي قد أعلنت في بيان هجومها الصاروخي الأخير، الخميس الماضي، عن توسعة "فعلها العسكري" ضد إسرائيل، في ظل "التطورات العاجلة في غزة، من استمرار حرب الإبادة الجماعية والمجازر اليومية والمجاعة جراء الحصار الخانق".


ويرى خبير الشؤون العسكرية والاستراتيجية، الدكتور علي الذهب، أن ورود هذه التهديدات على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي على وجه الخصوص، يشير إلى أن هناك استجابة غير معهودة لهجمات الحوثيين، تجعلنا أمام فصل جديد من العنف غير المسبوق.


وقال الذهب في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن المرحلة المقبلة ستشهد مواجهة أمنية استخبارية ثم عسكرية من قبل إسرائيل، تتركز بشكل كبير على استهداف قادة الحوثيين السياسيين والعسكريين من مختلف المستويات، بمن فيهم زعيم الميليشيا، عبدالملك الحوثي.


وذكر أن ذلك يعود لسببين، أولهما: شعور إسرائيل بأنها باتت وحدها في مواجهة الحوثيين، بعد تلاشي دور البحرية الأمريكية في اعتراض المقذوفات الحوثية المتجهة نحوها، خصوصًا بعد الاتفاق الأخير بين الولايات المتحدة والحوثيين، الذي توقفت بموجبه عمليات واشنطن العسكرية العنيفة ضد الميليشيا.


وبحسب الذهب، فإن السبب الآخر يتعلق بإخفاق إسرائيل في اعتراض بعض مقذوفات الحوثيين، رغم إمكانياتها الدفاعية المتقدمة، وهو ما أدى إلى سقوطها في أماكن تثير قلق تل أبيب، "حتى وإن لم يكن لها أثر استراتيجي، لكنها في المجمل تمثل شاغلًا أمنيًا متعددًا، من حيث استنزاف القدرة الدفاعية، والتأثير النفسي على الجيش والشعب".


ومنذ منتصف العام الماضي، شنّت المقاتلات الإسرائيلية عدة غارات في موجات قصف متباعدة، تركزت على استهداف متكرر لمنشآت اقتصادية حيوية خاضعة لسيطرة الحوثيين بالعاصمة صنعاء ومحيطها ومحافظتَي الحُديدة وعَمران، أبرزها مطار صنعاء الدولي، ومحطات توليد الطاقة الكهربائية، وموانئ الحديدة، ومصنعان للإسمنت، دون أن تطال الضربات أهدافًا حوثية مباشرة.


ويقول محلل الشؤون الأمنية، عاصم المجاهد، إن التهديد الإسرائيلي بتنفيذ ضربة دقيقة تستهدف عبدالملك الحوثي "ليس أمرًا مستحيلًا من الناحية العملياتية، لكنه معقّد وصعب للغاية".


وأشار المجاهد، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن الحوثيين يتبنون "نمطًا صارمًا من الإجراءات الأمنية المعقّدة المرتكزة على السرّية والتخفي، خاصةً فيما يتعلق بحركة عبدالملك الحوثي المعتمدة على منظومة حماية استخباراتية محكمة، تشمل استخدام وسائل اتصال بدائية يصعب تعقّبها، إلى جانب تنقله عبر أنفاق وطرق سرّية، وتطويقه بشبكة أمنية محلية ضيّقة من الصعب اختراقها".


وبحسب المجاهد، فإن إسرائيل تفتقر إلى بنية تجسس بشرية فاعلة على الأرض داخل اليمن، "فعلى عكس بيئات مثل سوريا أو لبنان أو غزة، فإن اليمن تُعدّ بيئة استخبارية مغلقة نسبيًا، بل ومعادية بشدة لأي اختراق خارجي، كما أن غياب الوجود الميداني أو التعاون المباشر مع أطراف محلية فاعلة، يقلل من فرص جمع المعلومات الدقيقة حول شخصية وموقع عبدالملك الحوثي".


ويعود آخر ظهور شخصي علني لزعيم الحوثيين إلى يناير/ كانون الثاني من العام 2014، حين ألقى خطابًا على أتباعه من خلف زجاج مضاد للرصاص في محافظة صعدة، معقل الميليشيا الرئيس، ليكتفي بعدها بالظهور في خطابات تلفزيونية مسجّلة، وسط ترجيحات باختبائه في أحد الكهوف الجبلية المحصّنة بصعدة.


ويعتقد السياسي علي البخيتي أن التصريح باغتيال زعيم الحوثيين "مجرد تهديدات إعلامية، لأن إسرائيل تسعى إلى تحقيق ذلك منذ فترة، لكن على الأرض لا يمتلك الإسرائيليون الكثير من المعلومات التي تمكّنهم من ذلك الهدف".


وقال البخيتي في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن استهداف قائد أي مجموعة مسلحة تخوض حربًا مع إسرائيل، هو من أولوياتها، وبالتالي فإن عبدالملك الحوثي موجود على قائمة أهدافها منذ تفجّر الصراع مع الحوثيين، وليس أمرًا جديدًا.