آخر تحديث :الأحد-13 يوليو 2025-10:45م

مقالات


العيدروس بمليون يا حوثي

العيدروس بمليون يا حوثي

الأحد - 13 يوليو 2025 - 12:25 م بتوقيت عدن

- كتب انسام عبدالله

في آخر " تقليعات " مليشيا الحوثي " الإرهابية" التي تحكم جُلّ شمال اليمن ..طالعنا يوم أمس مثل جميع اليمنيين إصدار المليشيا عملة معدنية من فئة " خمسين ريال " ..في إطار جهود "دولة " المليشيا لتدارك النقص الحاصل في العملة هناك نتيجة تلف العملة الورقية من فئة ال 100وال 50 ريال ..حيث تم إصدار عملة معدنية من فئة ال 100 ريال قبلا ..

إلى هنا يبدو الأمر عاديا ولا يعدو كونه إجراء اقتصادي ..

لكن ! .. لم يخلُ الأمر من رسائل سياسية أرادت الجماعة ومن خلفها تمريرها ....وتلقفها الناس في الجنوب بجانب كبير من السخرية والإستهجان ..

حيث اختارت الجماعة وضع صورة واسم مسجد "العيدروس" التاريخي بعدن عاصمة الجنوب الأبدية وعاصمة الشرعية "المؤقتة" والمُعترف بها دوليا ..

الإختيار لم يكن بريئا البتة !

مسجد العيدروس التاريخي سُمي كذلك نسبة إلى الإمام العارف بالله "أبوبكر بن عبدالله العيدروس" الذي أتى إلى عدن في مطلع القرن الهجري الراهن ..مؤسسا منهاجا شرعيا سَمحا ممتدا من سماحة آل البيت " الحقيقيين" في الجنوب والقاطنين حضرموت والذين خرجوا منها إلى كل الجنوب وتعز وتهامة ..حيث لاقوا حبا وترحابا وسمعا واستماعا بصدور رحبة ..ثقة بآل البيت ومنهاجهم الوسطي في الدعوة إلى سبيل الله..إذ أسس الشيخ ابوبكر العيدروس مدارس ومعاهد دينية ..كما أصبح مسجده منارا دينيا ومزارا لطالبي العلم بالإضافة إلى جمع التبرعات ومساعدة الفقراء والمحتاجين ..

ويحتفظ مسجد العيدروس في عدن بمقامه التاريخي والديني إلى الآن ولا زالت تُنظم الزيارات " التي مُنعت " في غالبية الجنوب بعد العام 1994م حيث تم تكسير غالبية القباب والأضرحة لكثير من الأئمة وأولياء الله الصالحين "كما تسميهم العامة" ..بفعل التغيرات السياسية الحاصلة بعد حرب " المنتصر والمهزوم !

إلا أن الزيارات لا زالت تُسيّر إلى العيدروس ..

"يا العيدروس شي لله " ..

مما فنده الناس في الجنوب عن وضع صورة مسجد العيدروس في عملة "الحوثي" هو محاولة إيصال رسائل عديدة منها ..

السيطرة الإقتصادية للجماعة عبر أذرعها في السوق الإقتصادية في المحافظات المحررة ..إذ يعزو الناس التلاعب بسعر الصرف هنا وثباته كل هذه السنين عند "الحوثة" أمر غير منطقي ولا يعدو كونه لعبة سياسية تشترك فيها الجماعة ..فليس من المعقول ثبات الصرف في مناطق الحوثة وسير الألف السعودي إلى حتمية "المليون ريال شرعي" في عدن !! ..هذا المليون الذي يبدو مهولا فقد تعاظم حتى قتل آمال الناس في الإستقرار الإقتصادي..فالناس هنا تخشى قدومه كما يخشى المسلمون قدوم الدجال !! حينها سينتصر الظلاميون بل سيدقون آخر مسمار في نعش السلام ..

أيضا ..اقتران اسم مسجد كبير وعريق في عدن بفئة خمسين ريال فيها من الإنتقاص والإستقواء والعدائية ..كون الجماعة لم تنسَ خسارتها في حرب 2015 بعد والى الآن ..حيث تحاول الجماعة الولوج خلف خطوط التماس نحونا كلما سنحت لها الفرصة ..وما أحداث المهرة الأخيرة إلا غيض من فيض .. إن قيمة عدن وكنوزها وثرواتها لا تقدر بثمن ..

ومن ناحية "مذهبية" أرادت المليشيا قنص قلوب الصابرين في الجنوب والمناطق المحررة وعدن خصوصا ..اعتقادا منها بأنها قد تستطيع خداعهم بأنها من "ضمن آل البيت" وعليهم تقبلها ...متناسين الحرب العسكرية والمجازر الدموية التي ارتكبتها وترتكبها الجماعة إلى الآن ..

آل بيت الجنوب ..ليسوا كآل بيت "الحوثة" المدّعين ..فالعيدروس نشر المحبة والرحمة والتآخي والسلام ..أما هؤلاء فمجرد "خنجر" مسموم في خاصرة اليمن..

ولا أجد لهم علاقة بآل البيت الا في قصيدة "رسولي" الشهيرة للشاعر الكبير والقائد العسكري الفذ وأحد أمراء السلطنة العبدلية في لحج ..أحمد فضل القمندان ..حيث قال في أبياته منذرا الإمام يحيى بن حميد الدين بُعيد إغارته على الضالع وطلب الإنجليز منه التدخل ..

أنت مسؤول إن صاب اليمن جرح مزمن
من يدك خاف بايلبس ثياب الحدادِ
اتقوا الله ياالسادة نبا الأرض تهدن
يا أذية بني آدم وضيق العبادِ ..

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين ..