آخر تحديث :الإثنين-14 يوليو 2025-10:14ص

الاستطلاعات والتحقيقات

تحليل يكشف حجم الكارثة!..
(50) ريال تفجر (قنبلة) مالية في الانتحار الاقتصادي الحوثي!!

(50) ريال تفجر (قنبلة) مالية في الانتحار الاقتصادي الحوثي!!

الإثنين - 14 يوليو 2025 - 01:08 ص بتوقيت عدن

- (المرصد) متابعات:

في سابقة خطيرة تهدد النظام المالي في اليمن المنهك أصلًا، أقدمت جماعة الحوثي في صنعاء على إصدار عملة نقدية جديدة دون أي غطاء قانوني أو احتياطي فعلي، في خطوة وُصفت بأنها "انتحار اقتصادي جماعي" وتهديد مباشر لما تبقى من الثقة المنهارة بالريال اليمني.
الخطوة الحوثية، التي شملت صك عملات معدنية بديلة من فئات نقدية مرفوضة في مناطق الحكومة الشرعية، أثارت ردود فعل غاضبة في الأوساط الاقتصادية، وسط تحذيرات من أنها ستفجر التضخم، وتعزز الانقسام النقدي، وتضاعف معاناة ملايين اليمنيين.

صك بلا غطاء = انفجار التضخم!!
بحسب خبراء اقتصاديين، فإن إصدار عملة بدون غطاء نقدي أو احتياطي من النقد الأجنبي يؤدي بالضرورة إلى تضخم مفرط، ويدفع بأسعار السلع والخدمات إلى مستويات كارثية.
يقول الدكتور محمد الجماعي، خبير السياسات النقدية: "ما فعله الحوثيون هو خلق نقود وهمية في اقتصاد متضخم أصلاً. هذه الكتلة النقدية الجديدة ستدفع الأسعار إلى الارتفاع بشكل جنوني وتنهك ما تبقى من القوة الشرائية للريال."
ويوضح أن مثل هذه الخطوة توازي ما فعله البنك المركزي في صنعاء سابقًا من طباعة أوراق نقدية مزورة من دون غطاء مالي، لكن الخطر اليوم أكبر لأن الانقسام النقدي بات أمرًا واقعًا يصعب التراجع عنه.

انقسام نقدي تمهيد لتقسيم اقتصادي!
لم تكن خطوة صك العملة مجرد حلقة في أزمة السيولة، بل تمثل بداية تشظٍ مالي قد يقود لانفصال اقتصادي فعلي بين شمال اليمن وجنوبه.
المحلل المالي عبدالكريم العواضي يرى أن: "إصدار الحوثيين عملة بديلة دون تنسيق مع البنك المركزي في عدن يعمّق الانقسام النقدي ويقوّض أي إمكانية لإصلاح السياسة المالية مستقبلاً."
ويضيف: "عندما يصبح لكل منطقة عملتها وإدارتها النقدية، فإنك عمليًا تخلق كيانين اقتصاديين منفصلين، وهذا أخطر حتى من الانقسام العسكري والسياسي."

ضربة مزدوجة على رأس الاقتصاد!
تؤكد بيانات محلية أن الأسعار في مناطق سيطرة الحوثيين ارتفعت بشكل لافت خلال الأيام التي أعقبت الإعلان عن العملة الجديدة، وسط موجة ذعر في السوق ورفض واسع لقبول الفئات المعدنية في المعاملات اليومية.
ويحذر الباحث الاقتصادي نبيل الشامي من أن هذه الخطوة: "ستزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية التي تعصف باليمن، لأنها ستقضي على ما تبقى من قدرة المواطنين على تأمين الغذاء والدواء وسط ارتفاع الأسعار وانعدام الدخل."
ويضيف: "صك العملة ليس مجرد قرار مالي، بل هو حكم بالإعدام على ملايين الأسر اليمنية التي تعيش تحت خط الفقر."

ماذا عن الأمم المتحدة ومبعوثها؟!
على الرغم من خطورة الخطوة الحوثية، لم يصدر حتى الآن موقف حاسم من المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، سوى تعبير عن "القلق"، بحسب مصادر أممية تحدثت للصحافة.
وتشير التقارير إلى أن غروندبرغ يسعى لإقناع الأطراف اليمنية بتشكيل "لجنة اقتصادية مشتركة" لمعالجة الانقسام المالي، لكن استمرار الحوثيين في اتخاذ قرارات أحادية يقوّض هذه الجهود.
وفي هذا السياق، يقول دبلوماسي طلب عدم الكشف عن اسمه: "لا يمكن الحديث عن أي تسوية أو تهدئة في اليمن دون إطار اقتصادي موحّد. والحوثيون يعرفون تمامًا أن ضرب النظام النقدي هو ورقة ضغط خطيرة يستخدمونها كلما ضاقت بهم السبل."

قنبلة مالية بأيدٍ متمردة
في وقت يعيش فيه اليمنيون تحت ضغط الحرب والجوع وانعدام الخدمات، تأتي خطوة صك عملة بلا غطاء لتشكّل انفجارًا نقديًا واقتصاديًا يعمّق المعاناة ويزيد من تعقيد الملف اليمني.
إن استمرار هذا النهج الانفرادي في إدارة المال والاقتصاد لن يؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى، ويدفع اليمن نحو هاوية يصعب الخروج منها، ما لم يُمارس ضغط دولي حقيقي للجم هذه الإجراءات وإعادة الاعتبار للمؤسسات الوطنية النقدية الموحدة.
تحليل عن (الأول)