آخر تحديث :الإثنين-14 يوليو 2025-10:14ص

اخبار وتقارير


(أين راتب أبي؟).. صرخة (البرشاء) المدوية تكشف فصاً مخيفًا من معاناة الآباء!

(أين راتب أبي؟).. صرخة (البرشاء) المدوية تكشف فصاً مخيفًا من معاناة الآباء!

الإثنين - 14 يوليو 2025 - 02:24 ص بتوقيت عدن

- (المرصد) خاص:

في مقال مؤلم كتبه الإعلامي ناصر البرشاء، حمل عنوان "أين راتب أبي؟"، وهو يقصد (أين راتب الآباء) الذين هم مسؤولون عن إعالة أسرهم، ويسلّط المقال الضوء على واحدة من أعقد الأزمات التي يعيشها الشعب في المناطق المحررة، وهي أزمة تأخّر صرف الرواتب، لا سيما لأسر الشهداء وذوي الدخل المحدود.
المقال استعرض مشهداً إنسانياً مؤثراً، من خلال حديث طفل لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، تساءل ببراءة موجعة: "أين راتب أبي؟ ولماذا تأخر؟ وماذا سنأكل إن لم يصل؟"، في إشارة واضحة إلى انعدام البدائل وغياب مصادر الدخل الأخرى.
الطفل الذي فقد والده شهيداً في الحرب، نقل صورة حزينة لحال أسرته التي لا تجد في كثير من الأيام سوى وجبة واحدة يتقاسمها مع إخوته، بينما تقف والدته تنتظر بقايا الطعام. "يا عم، أليس مرتب والدي هو جزاؤه لما قدّم في خدمة هذا الوطن؟", هكذا عبّر الطفل بدموعه التي سالت أمام الكاتب، ملخصاً وجع آلاف الأسر التي تعيش الواقع ذاته.
البرشاء، من خلال مقاله، طرح تساؤلات جريئة تعكس نبض الشارع:
ماذا لو توقفت الحكومة فعلاً عن صرف المرتبات؟
كيف للمواطن البسيط أن يواجه هذه الظروف القاسية؟
وإلى متى ستستمر هذه المعاناة؟
والأهم: لماذا تُحارب لقمة عيش المواطن؟
في ختام المقال، حاول البرشاء أن يواسي الطفل بكلمات أمل: "لا تخف يا ولدي، إن الله معنا... ما هي إلا مرحلة وسوف تمر."، إلا أن حجم الألم الذي حمَلَه النص لا يترك كثيراً من الطمأنينة، بل يزيد من تعقيد الأسئلة التي تبحث عن أجوبة غائبة من قبل الحكومة والجهات المسؤولة.
المقال أثار تفاعلاً واسعاً بين المواطنين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أعربوا عن تضامنهم مع الأسر المتضررة، مطالبين بسرعة صرف المرتبات، خصوصاً لذوي الشهداء والموظفين الذين لا مصدر دخل لهم سوى رواتبهم.
في بلد يعاني من أزمات متراكمة، تبقى قضية الراتب خطاً أحمر لا يجوز تجاهله، لأنه متعلق بحياة الإنسان وكرامته، وهو أبسط حقوقه في ظل ظروف معيشية خانقة.

نص المقال:
"أين راتب أبي؟
أين راتب أبي؟ ولماذا تأخر كل هذه الفترة؟ وماذا لو لم يتم إعطاؤه راتبه؟ كيف سنأكل؟ وكيف سنشرب؟ وماذا عساه أن يفعل لأجلنا؟
لستُ وحدي من يسأل هذه الأسئلة الموجعة، فهناك الكثير والكثير من أطفالنا يسألون نفس هذه الأسئلة، فمن يجيبهم؟
من يرد على كل هذه الأسئلة الموجعة والمحزنة؟ من أطفال بات أكبر همهم متى سيستقر صرف مرتب والدي نهاية كل شهر؟
يقول لي أحد الأطفال، وهو لم يبلغ الثانية عشرة من عمره:
"يا عم، أخبرني لماذا يتأخر مرتب والدي كل هذه الفترة؟ يا عم، هل تعلم أنه ليس لدينا أي مصدر دخل غير هذا الراتب؟
وأنت تعلم أن أبي قد استُشهد في هذه الحرب الظالمة. يا عم، أتَعلم أننا في بعض الأيام، حينما يتأخر مرتب والدي، نأكل في اليوم والليلة وجبة واحدة، أنا وإخوتي؟
وتقف أمي قريبًا منا، تنتظر أن نكمل الأكل حتى تأتي هي وتأكل ما تبقى، هذا إن بقي شيء، وإلا فتجلس تنظر إلينا وهي تبتسم."
"يا عم، أليس مرتب والدي هو جزاؤه لما قدّم في خدمة هذا الوطن والدفاع عنه؟ فلماذا يتم تأخيره علينا هكذا؟
يا عم، أليس أبي قدّم دمه وأفنى شبابه وتركنا دون أحد، فداءً لهذا الوطن الغالي؟"
فبدأ صوت هذا الطفل يتغير، والدموع تملأ عيناه،
فقال كلمات والدموع تذرف من عينيه:
"يا عم، أليس في هذا الوطن كله أناس يشعرون بمعاناتنا؟"
كلمات هذا الطفل، الذي لم يبلغ الثانية عشرة من عمره، والله قد فطرت قلبي وأدمت فؤادي،
مسحت على رأسه، وقبّلته، وأخذت أُطبطب عليه وأقول له:
"لا تخف يا ولدي، إن الله معنا."
ما هي إلا مرحلة وفترة قصيرة تمر بها البلاد، وسوف يعود كل شيء كما كان وأحسن، إن شاء الله.
وسرعان ما ذهب هذا الطفل والتحق بباقي الأطفال، يلعبون في تلك الساحة التي أمامي،
إذ بسؤال يدور في مخيلتي:
ماذا إن توقفت الحكومة عن صرف مرتبات المواطنين؟
ماذا عساه المواطن الغلبان أن يفعل أمام هذه التغيرات الحرجة التي تمر بها البلاد؟
وإلى متى سيظل هذا المواطن يعاني من هذه التغيرات الحرجة التي تعصف بالبلاد؟ وكم هو صبره على هذا الأمر؟
تساؤلات عدة تعشعش في أذهان كل مواطن يعيش في الأراضي المحررة، وهموم وأحزان تسيطر على معظم الناس،
ويبقى السؤال الذي إلى هذه اللحظة لم يستطع أي مسؤول في هذه الحكومة الإجابة عليه:
لماذا يتم محاربة المواطن في لقمة عيشه؟".