آخر تحديث :الجمعة-29 أغسطس 2025-12:40ص

اخبار وتقارير


الإمارات ترسم خارطة طريق للطاقة المتجددة في اليمن: من الإغاثة الآنية إلى البنية التحتية المستدامة

الإمارات ترسم خارطة طريق للطاقة المتجددة في اليمن: من الإغاثة الآنية إلى البنية التحتية المستدامة

الخميس - 28 أغسطس 2025 - 10:07 م بتوقيت عدن

- ((المرصد))خاص:

لم تقتصر الجهود الإماراتية في اليمن على الدعم الإنساني الطارئ أو الحلول الوقتية، بل شكّلت رؤية شاملة لإعادة بناء قطاع الطاقة على أسس حديثة ومستدامة. فمن خلال الاستثمار في مشاريع الطاقة الشمسية، وضعت الإمارات المحافظات المحررة على مسار جديد يخفف المعاناة، ويقلل الاعتماد على الوقود المستورد، ويمهد لنظام طاقة متجدد يواكب الأجندة العالمية لمكافحة تغير المناخ.


مشاريع عدن: نموذج يحتذى به
في عدن، دشنت الإمارات أولى المحطات الاستراتيجية بقدرة 120 ميجاواط، تبعها مشروع المرحلة الثانية بقدرة إضافية 120 ميجاواط، ليصل الإجمالي إلى 240 ميجاواط. هذه القدرة تكفي لتغطية احتياجات أكثر من 70 ألف منزل، وأصبحت نموذجًا يُحتذى به في بقية المحافظات. هذه المشاريع لا تقتصر على الألواح الشمسية فقط، بل تتضمن تقنيات تخزين ليلي متقدمة، ما يضمن استمرارية الخدمة على مدار الساعة.


شبوة.. أكبر مشروع في تاريخ المحافظة
في شبوة، دخلت محطة الطاقة الشمسية حيز التشغيل بقدرة 53 ميجاواط منها 18 ميجاواط تخزين ليلي، لتلبي نحو 90% من احتياجات المحافظة. هذا المشروع الضخم يمثل نقلة نوعية، حيث عبّر المواطنون والتجار والطلاب عن فرحتهم الكبيرة، معتبرين أن المحطة ستغير حياتهم وتفتح آفاقًا جديدة للتنمية الاقتصادية والخدمية.


خارطة واسعة للطاقة النظيفة
لم تقتصر هذه المشاريع على عدن وشبوة، بل امتدت إلى المخا بقدرة 40 ميجاواط، كما شملت مناطق أخرى مثل الحديدة وسقطرى. أكثر من 600 ألف أسرة يمنية باتت تستفيد بشكل مباشر من هذه المشاريع، وهو ما حوّل الكهرباء من حلم بعيد إلى خدمة يومية أساسية.


أثر اقتصادي واجتماعي مباشر
ساهمت هذه المشاريع في:
تقليل الاعتماد على الديزل والمشتقات النفطية المستوردة.

تخفيف الضغط على العملة المحلية والخزينة العامة.

دعم الاستقرار الاجتماعي والأمني من خلال توفير الكهرباء المستقرة.

خلق بيئة أفضل للمستشفيات والمراكز الصحية.

تحسين ظروف التعليم والدراسة للطلاب.

تمكين التجار وأصحاب الورش من زيادة الإنتاج، بعد أن وفروا مبالغ طائلة كانوا ينفقونها على المولدات والديزل.


مواجهة تغير المناخ
على الصعيد البيئي، خفّضت هذه المشاريع الانبعاثات الضارة بنسبة تصل إلى 35% في المناطق المستفيدة، وهو إنجاز ينسجم مع استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، ويضع اليمن ضمن مسار الدول المنتجة للطاقة المتجددة بعد أن كان غائبًا عن هذا المشهد.


بناء القدرات المحلية
لم يقتصر الدور الإماراتي على التمويل والتنفيذ، بل شمل تدريب وتأهيل مهندسين يمنيين لإدارة وصيانة هذه المحطات، ما يعزز الاستقلالية على المدى الطويل، ويؤسس لخبرة محلية قادرة على مواصلة التوسع في مشاريع الطاقة النظيفة.


استثمار استراتيجي في المستقبل
إن الدور الإماراتي لم يكن مجرد مبادرات متفرقة، بل استثمار استراتيجي متكامل يشمل التمويل، التخطيط، التنفيذ، والمتابعة الفنية. هذه المشاريع خففت الضغط على الحكومة، وساهمت في تحسين جودة الحياة، وتقليل الاضطرابات المرتبطة بانقطاع الكهرباء أو الاعتماد على السوق السوداء للديزل.


نحو يمن مستقر وأخضر
تجربة الإمارات في قطاع الطاقة المتجددة باليمن أثبتت أن هذه الجهود لا تضيء المنازل فقط، بل تفتح نافذة على مستقبل اقتصادي واجتماعي أكثر استقرارًا. إنها تسهم في تعزيز التنمية، ودعم الاستقرار، وجعل اليمن نموذجًا إقليميًا في التحول الأخضر.