آخر تحديث :السبت-27 سبتمبر 2025-10:55م

الشأن الدولي


إيران على بُعد ساعات من العقوبات الدولية.. كيف تعمل آلية الزناد؟

إيران على بُعد ساعات من العقوبات الدولية.. كيف تعمل آلية الزناد؟

السبت - 27 سبتمبر 2025 - 10:55 م بتوقيت عدن

- المرصد /متابعات

تلزم آلية الزناد التي من المفترض تفعيلها منتصف ليل السبت الأحد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإعادة العمل بالعقوبات الدولية على إيران لعدم امتثالها للتعهدات التي قطعتها في الاتفاق النووي.

في ما يلي لمحة عن هذه الآلية الفريدة من نوعها والمعروفة باسم "سناب باك" باللغة الإنجليزية:

عام 2015، أقرّ مجلس الأمن الدولي بموجب القرار 2231 الاتفاق المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) الذي ينص على الإشراف على الأنشطة النووية الإيرانية في مقابل رفع العقوبات المفروضة على البلاد. ووقعت فرنسا وبريطانيا وألمانيا (المعروفة بالترويكا الأوروبية)، فضلاً عن الولايات المتحدة والصين وروسيا على الاتفاق في فيينا.

كما يتضمّن القرار 2231 بنداً قُدّم على أنه ابتكار دبلوماسي كبير يتيح إعادة فرض التدابير العقابية على إيران على نحو تلقائي، في حال انتهاكها الاتفاق انتهاكاً فادحاً، أي من دون أن يتسنى لأعضاء مجلس الأمن الاعتراض على الخطوة باستخدام حق النقض (الفيتو)، وفق فرانس برس.

ويمكن عملياً لأحد البلدان الأطراف في الاتفاق أن يحيل إخطاراً إلى مجلس الأمن إذا ما اعتبر أن إيران لا تحترم تعهداتها.

حينذاك تبدأ مهلة من 30 يوماً يعاد بعد انقضائها فرض العقوبات في حال لم يتم التوصل إلى أي قرار لتمديد رفعها.

لماذا تريد الترويكا الأوروبية اعتماد الآلية؟
في 28 أغسطس، قام وزراء خارجية الترويكا الأوروبية بتفعيل آلية الزناد بعد إعداد قائمة بالالتزامات التي انتهكتها إيران، مع التنديد خصوصاً بمخزون يورانيوم مخصّب "أعلى بأربعين مرة" من السقف المحدد في الاتفاق.

وفي واقع الأمر، بات الاتفاق الذي تنتهي صلاحيته في 18 أكتوبر في حكم العدم بعد انسحاب الولايات المتحدة منه بقرار أحادي سنة 2018 إبّان ولاية دونالد ترامب الأولى.

بينما بدأت إيران التي اعتبرت أن الاتفاق قد فسخ بعد الانسحاب الأميركي تتخلى تدريجياً عن التزاماتها. وتدهور الوضع بشدة بعد حرب الأيام الاثني عشر التي شنتها إسرائيل في منتصف يونيو وتدخلت فيها الولايات المتحدة لقصف منشآت نووية إيرانية.

وانقطعت المباحثات الإيرانية الأميركية التي انطلقت في أبريل. وعلّقت طهران رسمياً تعاونها المحدود أصلاً مع الوكالة الدولية للطاقة الذرّية.

غير أنه في مطلع سبتمبر، أعلنت إيران والوكالة الأممية توصلها إلى اتفاق تعاون جديد. وأفاد الطرفان الجمعة عن استئناف مفتشي الوكالة العمل في إيران.

ما موقف إيران؟
تعتبر الدول الأوروبية التي سعت إلى إحياء الاتفاق النووي عبر المفاوضات أن دوافعها لتفعيل الآلية "واضحة ولا لبس فيها قانوناً"، لكن إيران ترى عكس ذلك.

فقد قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مساء الجمعة إن الأوروبيين تجاهلوا الجهود المبذولة من بلاده.

كما اتهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الولايات المتحدة بسوء النية وأعاد التأكيد على أن بلده "لم يسع يوماً" إلى التزود بالسلاح الذري.

غير أن بزشكيان استبعد الجمعة التهديد الذي يفترض انسحاب بلده من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

ما هي الآثار المترتبة على إيران؟
تتيح هذه الآلية في الواقع إعادة فرض حظر على الأسلحة والتجهيزات النووية وقيود مصرفية كانت قد رفعت قبل 10 سنوات.

ومن شأن هذه التدابير أن "تضيف طبقة من العقوبات المتعددة الأطراف على عقوبات أحادية اتخذتها الولايات المتحدة"، حسب مدير الشعبة المتخصصة بشؤون إيران في مجموعة الأزمات الدولية علي واعظ.

إلا أن الخبير توقع "شد حبال في مسألة تطبيق العقوبات، لا سيما إذا ما اعترضت روسيا والصين عليها وحاولتا إبطاء تنفيذها".

في حين اعتبرت مديرة سياسة عدم الانتشار في جمعية مراقبة الأسلحة كيلسي دافنبورت أن "تدابير الأمم المتحدة سيكون لها أثر اقتصادي بسيط نظراً لوطأة العقوبات الأميركية والأوروبية القائمة".

لكنها قد تؤدي إلى "تصعيد في الأفعال الانتقامية" بين الولايات المتحدة وإيران "في غياب استراتيجية دبلوماسية مجدية"، وفقاً لدافنبورت.