آخر تحديث :الثلاثاء-14 أكتوبر 2025-11:50م

مقالات


الذكرى ال (62) لثورة (14) أكتوبر.. شعلة التحرير وميلاد دولة

الذكرى ال (62) لثورة (14) أكتوبر.. شعلة التحرير وميلاد دولة

الثلاثاء - 14 أكتوبر 2025 - 08:12 م بتوقيت عدن

- ((المرصد))خاص:

بقلم/ هبة نجيب

تطل علينا الذكرى ال (62) لثورة (14) من أكتوبر 1963م، كمحطة فاصلة في تاريخ شعبنا وعيدا وطنيا نحتفل به كل عام حيث انطلقت في ذاك اليوم شرارة الثورة المسلحة ضد الاستعمار البريطاني الغاصب من جبال ردفان لتصنع مرحلة جديدة في حياتنا وترسم صورة ناصعة في صفحات التاريخ الحديث شكلت تحولًا تاريخيًا في مسار النضال الوطني نحو الحرية والاستقلال.

كان البطل راجح بن غالب لبوزة رمزا وطنيا لمعاني الثورة تبنى أولى عمليات المقاومة ضد الإستعمار البريطاني لتتحول بعدها ردفان إلى عنوانا للبطولة والصمود، امتدت على إثرها الثورة لتغطي كل أنحاء الجنوب حيث توحدت خلالها القوى الوطنية تحت راية التحرير لتدشن سنوات الكفاح المسلح والسياسي في مواجهة آلة الحرب للإحتلال البريطاني بصلابة وإيمان عميق بعدالة قضيتهم.

عقب أربع سنوات من النضال المتواصل حقق الثوار في 30 نوفمبر 1967م النصر بخروج آخر جندي بريطاني من عدن لتطوي صفحة سوداء قاتمة من حياة شعبنا استمرت نحو129 عاما من الاحتلال البريطاني الغاشم على أرضنا برفع علم الاستقلال في سماء عدن إيذانًا بميلاد دولة جديدة اسمها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

لم تكن ثورة 14 أكتوبر حدثًا عابرًا في حياة شعبنا بل كانت نتاج تضحيات جسام سقط خلالها ألآف الشهداء والجرحى وأحدثت تغييرا جذريا في بناء الدولة وتحوّلًا وطنيًا شاملاً غيّر مجرى التاريخ، ورسّخ في وجدان الشعب معاني التضحية والعزّة والفداء فكانت ثمرات الثورة امتدادًا طبيعيًا لروح المقاومة ضد الظلم، ووحدة الهدف بين أبناء الشعب.

واليوم، وبعد مرور أكثر من ستة عقود على تلك اللحظة المفصلية نستقبل الذكرى ال (62) لثورة (14) من أكتوبر من كل عام بكل فخر واعتزاز، ونحتفل ابتهاجا بها باعتبارها رمزًا للكرامة الوطنية وعنوانًا لإرادة لا تنكسر. كونها مناسبة لتجديد العهد بأن تظل مبادئ الحرية والسيادة التي استشهد لأجلها الأبطال منارةً للأجيال القادمة، ودافعًا لبناء وطن يسوده السلام والعدالة