في لحظة تاريخية مليئة بالفخر والاعتزاز بالموروث المصري، تألقت المايسترو المصرية دنيا الدغيدي خلال حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، الحدث الذي جذب أنظار العالم إلى عظمة الحضارة المصرية، إذ قادت المايسترو الأوركسترا المصرية النحاسية بالكامل، لتجسّد نموذجًا استثنائيًا للمرأة المصرية القادرة على الإبداع والتميز في المجالات الفنية الكبرى، وتؤكد أن الموسيقى ليست مجرد فن، بل رسالة ثقافية ووطنية تعكس الهوية المصرية بأبهى صورها.
التكريم والاختيار
كشفت دنيا الدغيدي لموقع "القاهرة الإخبارية" أن مَن رشّحها لهذا الحدث الوطني هو المايسترو المصري ناير ناجي.
ولا تخفي "دنيا" شعورها بمزيج من التوتر والحماس أثناء صعودها على المسرح أمام كبار الشخصيات والرؤساء، لكنها سرعان ما تمكنت من الحفاظ على أدائها المتقن دون أن يؤثر هذا التوتر على تركيزها.
التحديات التنظيمية
رغم ضخامة الحفل، أشارت "دنيا" إلى أن التحديات لم تكن كبيرة على المستوى الشخصي، لكن صعوبة رؤية الصورة الكاملة للحدث بسبب كثرة عدد الفريق كانت تحديًا تنظيميًا بارزًا، ورغم ذلك تؤكد المايسترو دينا أن تركيز كل عضو على الجزء الخاص به في نجاح الأداء الجماعي وتحقيق التوازن بين جميع عناصر الحفل، ما جسّد روح التعاون والانضباط الفني.

رسائل الهوية
تميز حفل الافتتاح باختيار مقطوعات موسيقية تعكس الهوية المصرية ورسائل السلام والوحدة، وحول ذلك تقول دنيا: "تم اختيار الموسيقى بما يتناسب مع الحدث، فتم عزف مقطوعة "أنا المصري" عند دخول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهي من تأليف الموسيقار سيد درويش وتوزيع المايسترو ناير ناجي، لتجسّد روح الوطنية والفخر بالانتماء، كما تضمنت المقطوعات عناصر مستوحاة من التراث المصري القديم، مثل "مسيرة الفرعون"، لتتماشى مع عروض الرقص أمام الأهرامات وتمثال أبو الهول".
وتضيف: "أما اختيار المقطوعة العالمية Fanfare for the Common Man، فكان لما تحمله من رمزية وقوة، فهي تعبر عن العظمة والكرامة الإنسانية، وتنسجم مع احتفاء مصر بحضارة الملوك والفراعنة".
تجربة فريدة
وصفت "دنيا" تجربتها مع الأوركسترا بأنها استثنائية، لأنها المرة الأولى التي تجمع كل هؤلاء العازفين في حفلة واحدة، مشيرة إلى أن الروح الجماعية بين أعضاء الفريق كانت مليئة بالتشجيع والمحبة، ما عزّز من جودة الأداء وجعل التجربة أكثر ثراءً وإبداعًا.
رؤية فنية
ترى "دنيا" أن الحفاظ على الموسيقى الكلاسيكية والفن الراقي في مصر يمثل رسالة طويلة المدى، وتسعى لنشر هذا النوع من الفن بين الشباب من خلال العروض التعليمية والتدريبية، بهدف تكوين جيل واعٍ قادر على تعزيز مكانة مصر الثقافية على المستوى العالمي.
تؤكد "دنيا" أن وجود امرأة تقود أوركسترا كاملة في حدث عالمي هو رسالة قوية عن قدرة المرأة على القيادة والتميز في المجالات الفنية، مضيفة أنها تأمل أن تكون قدوة للشابات لتحقيق أحلامهن مهما كانت الصعوبات والعقبات، مؤمنة بأن المثابرة والموهبة والثقة بالنفس هي مفتاح النجاح.
التطلعات المستقبلية
تطمح المايسترو المصرية دنيا الدغيدي إلى استكمال دراستها العليا في مجال القيادة الموسيقية والحصول على الماجستير والدكتوراة، لتواصل مسيرتها التعليمية والفنية مع الشباب، وتوسيع نطاق الفن الراقي في مصر، بما يعكس قوة الثقافة والفن كركيزة أساسية لتقدم المجتمع.