آخر تحديث :الجمعة-07 نوفمبر 2025-12:12ص

الفن والأدب


الفنانة شيرين أحمد طارق توضّح هدف أغنيتها في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير

الفنانة شيرين أحمد طارق توضّح هدف أغنيتها في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير
شيرين أحمد طارق

الخميس - 06 نوفمبر 2025 - 11:55 م بتوقيت عدن

- المرصد خاص

* لا يمكن وصف شعور الغناء في بلدي.. وفخورة بكوني جزءًا من الافتتاح
* لديّ هوس بعصر هوليوود الذهبي من الأربعينيات حتى الستينيات

استطاعت الفنانة المصرية شيرين أحمد طارق، أن تخطف قلوب جمهورها بعد وقوفها على خشبة المسرح في افتتاح المتحف المصري الكبير، بصوتها الدافئ الذي مزج بين الشرق والغرب، ونبرتها القوية التي صدحت بها جعلت الجميع يتساءلون عن تلك الموهبة التي حوّلت المسرح إلى مساحة من الدهشة، وامتزجت أنوار الحضارة المصرية العريقة بصوتها الذي ارتفع شامخًا، حاملًا رسالة الفن المصري إلى كل لغات الأرض.

شيرين، التي صنعت نجاحها بخطوات ثابتة منذ طفولتها حين كانت تلاحق الحلم على مسارح المدارس في الإسكندرية، وصولًا إلى تألقها في العواصم العالمية، عادت إلى وطنها لتغني له ومن أجله، لم تكن مجرد مشاركة فنية، بل كانت عودة فنانة حملت اسم مصر في صوتها وقلبها، لتُهديها أغنية تليق بعظمتها في حدثٍ هو الأكبر في تاريخها الحديث.

وفي حديثها لموقع "القاهرة الإخبارية"، فتحت قلبها عن رحلتها ومشاعرها في افتتاح المتحف المصري الكبير، وكيف وصفت غنائها لمصر أمام العالم، وتطرقت لردود فعل الجمهور بعد ظهورها في الحفل، إلى جانب العديد من التفاصيل الأخرى.

كيف كان رد فعلك حينما تلقيتِ دعوة للمشاركة في الغناء بافتتاح المتحف المصري الكبير؟

لم أستطع تصديق الأمر، إذ شعرت بامتنان هائل، وكان من الصعب جدًا أن أُحافظ على السر، فقد كنت في غاية الحماس، لم أستطع حتى إخبار أقرب أصدقائي بما يحدث، لطالما تمنيت لسنوات أن أؤدي في مصر، وخصوصًا أمام عائلتي التي لا تزال في الإسكندرية، لكن الغناء في حفل افتتاح المتحف تجاوز كل أحلامي.


ما الشعور الذي سيطر على مشاعرك عندما رأيتِ تصفيق الجمهور لكِ؟

سأشارككم سرًا من وراء الكواليس.. هل تتذكرون القمر في منتصف المسرح الذي غنيت أمامه في فقرة "Around the World" كان يجب أن أكون خلفه قبل دخول الضيوف، وانتظرت ساعة ونصف قبل بدء العرض، لكن كان لديَّ أفضل إطلالة على الرئيس والملوك والملكات وضيوف الشرف وهم يدخلون القاعة، وكنت أكرر شكري للكون مرارًا، كنت مركزة جدًا، وأردت تقديم أفضل أداء ممكن.

هل واجهتِ أي تحدٍ خاص في أثناء التحضير لهذا الحدث مقارنة بعروضك السابقة؟

التحديات كانت محدودة، لكن الأهم المرونة والصبر، بسبب ضخامة الإنتاج، كان هناك تسع أو عشر نسخ مختلفة من العرض، وعشرات الأقسام تعمل معًا. أُضيفت موسيقى جديدة وتعدلت حركات المسرح لتتناسب مع الإضاءة والكاميرات، خلفيتي المسرحية ساعدتني على التكيف بسرعة مع أي تغيير، ومع كل توجيه جديد كنت أشعر بالحماس، ما جعل العمل نابضًا بالحياة دائمًا.

هل استلهمتِ من التراث المصري في أثناء التحضير لأدائك؟

بالطبع، بدأت بنساء عائلتي المصريات، القويات والشجاعات، وطبّقت هذا الأساس في بناء أدائي، ثم تخيلت تصرفات الفراعنة القدماء، كتحية للمتحف المصري الكبير وأخيرًا أضفت الكثير من ذاتي وشخصيتي الحقيقية إلى الأداء.

كيف ترين دور الفن في الترويج للسياحة والثقافة المصرية؟

نحن المصريون نُجيد السرد ونحكي القصص بشكل فريد، لذا كانت الطريقة الأمثل لافتتاح أحد أكبر المتاحف في العالم، هي من خلال الموسيقى والفن، أتاح لنا هذا الحدث عرض غنى تراثنا وثقافتنا عبر الأزياء والموسيقى والأداء المسرحي، ليكون الفن والسياحة والثقافة المصرية مترابطين يدًا بيد.




أنتِ أول ممثلة مصرية وعربية تؤدي دور البطولة في برودواي بعرض My Fair Lady.. كيف تصفين هذه التجربة؟

عرض "My Fair Lady" يحتل مكانة خاصة في قلبي، شعرت بفخر كبير كوني الأولى، لكن مع ذلك كان الضغط هائلًا. لم أرد أن أُخيب ظن مجتمعي، وهذا دفعني للعمل بأقصى طاقتي، نضجت كثيرًا كممثلة ومغنية ومهنية وإنسانة.

ما أصعب لحظة في أثناء التحضير لدورك في "My Fair Lady"؟

شخصية "إليزا دوليتل" كانت تحديًا هائلًا، تتطلب انضباطًا شديدًا، كنت على المسرح ثلاث ساعات أغني وأصرخ وأغير ملابسي بسرعة وأتكلم بلهجتين مختلفتين وأركض طوال الوقت، بعد انتهاء العرض أبدأ التحضير للعرض التالي في اليوم التالي.

مَن كان مصدر إلهامك الفني منذ الطفولة؟

كنت مهووسة بعصر هوليوود الذهبي من الأربعينيات حتى الستينيات، أشاهد جودي جارلاند، إليزابيث تايلور، أودري هيبورن، وصوفيا لورين، لكن فيلمي المفضل كان "Titanic"، إذ كانت كيت وينسلت مثالًا للشخصيات القوية والذكية التي أحببت تمثيلها.

كيف وازنتِ بين جذورك المصرية وتجربتك في أمريكا؟

النشأة كمصرية في أمريكا تجربة فريدة، هناك دائمًا شعور بالحنين للاتصال بالجذور والثقافة، المجتمع المصري هناك مترابط جدًا، نحافظ على ثقافتنا حية. أحب أن نجتمع على العشاء، ونأكل وليمة مصرية كاملة (فطير، فتة، كشري، والمحشي كرنب)، الذي أستطيع أكله كله إن لم أنتبه، الغناء في مصر جعلني أشعر بفخر عميق، وكأنني أتنفس بحرية في بيتي.


هل توقعتِ أن يلقى أداؤك هذا الاهتمام على وسائل التواصل الاجتماعي؟

دائمًا أتعامل مع أي أداء كعمل جماعي. كنت أركز على نجاح المشروع، وليس على ردود الفعل. عندما بدأ الحب والاهتمام يتدفق عبر الإنترنت، غمرتني مشاعر الامتنان. قلبي ممتلئ بالشكر لكل من دعمني.

كيف تتعاملين مع التعليقات الإيجابية والسلبية على وسائل التواصل؟

في أي مجال عام سيكون هناك دائمًا تعليقات إيجابية وسلبية. كل ما أفعله تقديم أفضل ما لديَّ، ومعاملة الجميع باحترام، وما بعد ذلك فهو خارج عن إرادتي.

ما الرسالة التي تأملين إيصالها من خلال مشاركتك في مثل هذه الأحداث؟

أغنية "Around the World" كانت مجازًا موسيقيًا للسلام. كان هناك عشرات الدول ممثلة، وخلقنا شيئًا لم يسبق للعالم أن يراه. عندما نتحد نصبح لا نُقهر.

هل سيؤثر هذا النجاح على اختياراتك الفنية مستقبلًا؟

بعد الغناء في مصر، لا أستطيع الاكتفاء، أحلم وأسعى للمزيد من الفرص هنا. أحب العروض الموسيقية والغناء، لكنني أيضًا ممثلة أعشق النصوص الجيدة، وأرغب في العمل بالتلفزيون والسينما في مصر والأداء على مسارح الشرق الأوسط، مع أحلام لجلب برودواي إلى منطقتنا.