تحمل الفنانة سهير المرشدي في ملامحها وقار الزمن وجمال الموهبة وصدق الإحساس، فهي ليست مجرد ممثلة مخضرمة مرّت على خشبات المسرح وشاشات السينما والتلفزيون، بل هي مدرسة في الأداء والصدق الفني، تنتمي إلى جيل تربّى على احترام الكلمة والمسرح والفن كقيمة ورسالة.
منذ بدايتها في ستينيات القرن الماضي، استطاعت أن تحفر اسمها بين الكبار بأدوار تركت بصمة لا تُمحى، سواء على الشاشة أو في عروض المسرح التي أضاءت بها خشبة المسرح لعقود.
ورغم ندرة ظهورها في السنوات الأخيرة، تبقى سهير المرشدي صوتًا حاضرًا في وجدان الجمهور، وفنانة تؤمن بأن الفن لا يُقاس بعدد الأعمال بل بصدق ما يُقدَّم.
في حوار خاص لموقع "القاهرة الإخبارية"، تحدثت الفنانة المصرية عن ابتعادها عن الساحة الفنية خلال السنوات الأخيرة، وعلاقتها بابنتها الفنانة حنان مطاوع، إلى جانب آرائها حول استخدام الذكاء الاصطناعي في الفن، ومشاركتها في الدورة العاشرة من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي.

حنان مطاوع وسهير المرشدي
سبب ابتعادها عن الساحة
تقول سهير المرشدي إنها تفضل الجلوس في صفوف المتفرجين هذه الأيام، موضحة أن قرارها بالابتعاد عن التمثيل لم يكن هروبًا من الساحة، بل لعدم اقتناعها بما يُعرض عليها من أعمال.
وأضافت: "صعب جدًا أقتنع بشيء، حتى وأنا شابة كان من الصعب أن أجد عملًا يرضيني بالكامل".
وعن إمكانية التعاون مع ابنتها الفنانة حنان مطاوع في مسرحيتها الجديدة �حتشبسوت.. العرش والحب� التي ستُعرض على خشبة المسرح القومي، قالت المرشدي: "حنان ستعود للمسرح قريبًا، لكن ليس مطروحًا أن نتعاون في هذا العمل، ويكفيني أنني ربيتها وقدمتها للجمهور ولمصر الحبيبة فنانة تحب فنها وتخلص له".
توقفت سهير المرشدي عند الأداء الذي قدمته ابنتها في آخر أعمالها السينمائية "عيد ميلاد سعيد"، مشيدة باختيارها للفكرة والرسالة، وقالت: "حنان أثبتت أنه لا يوجد دور كبير وآخر صغير، وقدمت عملًا رقيقًا للغاية قائمًا على مقارنة بين طفلة محرومة وأخرى تملك كل شيء، وأثبتت تميزها بجدارة، وحصلت على إشادة من الجمهور والنقاد".
وعلّقت المرشدي على الجدل الذي أثارته ابنتها مؤخرًا بعد انتشار فيديو مُزيف يجمعها بوالدها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكدة رفضها التام لهذه الظاهرة.
وقالت: "الذكاء الاصطناعي شيء صناعي ووهمي وغير حقيقي، وأنا دائمًا أقول وأعلّم أولادي أن الحقيقة مهما طال الزمن سترفع رأسها في النهاية".

سميحة أيوب
الشباب طاقة متجددة
وعن رأيها في الشباب ودورهم في الحراك الثقافي والفني، قالت الفنانة الكبيرة: "الشباب هو شباب القلب والثقافة والوعي، ومتابعتهم تُبقي الشخص حيًا، وتمنحه شبَابة وقدرة على التفكير في الغد".
وتحدثت المرشدي عن مشاركتها في مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، حيث ترأس لجنة تحكيم مسابقة العروض الكبرى، قائلة: "أحب هذا المهرجان جدًا، وأشعر أنه واحد من أبنائي، لأنه وُلد من فكرة نبيلة ويخدم شباب المسرح المصري والعربي".
سميحة أيوب رمز خالد
ولم تنسَ المرشدي الإشادة بالفنانة القديرة سميحة أيوب، قائلة: "سميحة أيوب معنا دائمًا وفي قلوبنا، وكل فنان يعطي من قلبه ومشاعره يخلد بخلود الفن، ونحن نسير حتى الآن بنورها وإبداعها".
وفي ختام حديثها، وجهت الفنانة سهير المرشدي رسالة مؤثرة للفنانة إلهام شاهين بعد تكريمها وإطلاق اسمها على دورة المهرجان هذا العام، إذ قالت: "أقول لإلهام شاهين مبروك، فهي تستحق كل التقدير لأنها أعطت من روحها وحياتها وعصارة حبها لمصر. المجتهد ينال نصيبه، ومن حقها أن تُكرم وأن يحمل المهرجان اسمها، ما شهدته هو لحظة وفاء واحترام، والتاريخ دائمًا يُنير، ونحن من هذا النسل العظيم".