آخر تحديث :الجمعة-07 نوفمبر 2025-12:12ص

الفن والأدب


المثقف العربي بين الثقافة والهوية.. رؤية محمد سلماوي الملهمة

المثقف العربي بين الثقافة والهوية.. رؤية محمد سلماوي الملهمة
الكاتب والروائي المصري محمد سلماوي

الجمعة - 07 نوفمبر 2025 - 12:10 ص بتوقيت عدن

- المرصد خاص

في كل محطة من مسيرة الكاتب والروائي المصري محمد سلماوي ثمة فصل جديد من الحكاية الثقافية العربية، من صفحات الصحافة إلى خشبة المسرح، ومن المقال إلى الرواية، ظل يكتب بروح الباحث عن المعنى، والمفكر الذي يرى في الأدب طريقًا للتنوير.

واليوم، مع اختياره شخصية العام الثقافية في معرض الشارقة الدولي للكتاب، يضيف سلماوي إلى رصيده فصلًا جديدًا من التقدير العربي لمشروعه الفكري الممتد، الذي ظل يربط بين الثقافة والهوية والوعي الجمعي للأمة. وفي هذا الحوار لـ"القاهرة الإخبارية"، يكشف الأديب الكبير عن رؤيته للهوية العربية وتجربته في الكتابة وعلاقته بالمسرح والمثقف، والكتابة التي يعتبرها رسالة لا مهنة.

ـــ كيف شعرت عندما علمت بأن معرض الشارقة الدولي للكتاب اختارك شخصية العام الثقافية؟

اختياري لشخصية العام الثقافية كان مفاجئًا تمامًا، ولم أتوقع هذا التكريم، فوجئت بمكالمة كريمة حاكم الشارقة من الشيخ الدكتور سلطان القاسمي الذي أخبرني بنفسه، وشعرت بسعادة واعتزاز كبيرين، فالشارقة أصبحت خلال السنوات الأخيرة من أهم العواصم الثقافية في الوطن العربي، وهذا التكريم يعكس اهتمامًا عروبيًا أصيلًا بالثقافة والأدب.

ــ ما الرسائل الرمزية التي يحملها هذا التكريم في ظل التحولات الثقافية؟

الوطن العربي يواجه تحديات كبيرة تتعلق بهويته الثقافية، أحيانًا نسمع أصواتًا تقول إننا لسنا عربًا، بل فراعنة أو فينيقيون أو بربر، وهذا يعكس حالة من التفكك. حين تحتفل عاصمة عربية أصيلة بتكريم مثقف عربي، فهذا يذكرنا بضرورة التمسك بالهوية العربية الجامعة، فهي السبيل للحفاظ على الثقافة والتلاحم بين الشعوب العربية.

ــ كيف ترى المكانة التي أصبح يحتلها معرض الشارقة على الساحة العربية والدولية؟

المعرض وصل لمستوى متقدم جدًا خلال أكثر من أربعة عقود، وأصبح اليوم واحدًا من أهم معارض الكتب العربية، بل والأكثر حضورًا على الخارطة الدولية. وأضحى المعرض مركز إشعاع ثقافي متكامل، يحتضن أنشطة أدبية وفنية، ويجعلنا ننتظره كل عام بفارغ الصبر.


ــ كيف توفق بين كتابة المسرح والرواية والقصة القصيرة؟

أكتب دائمًا بحسب الإلهام، دون ترتيب مسبق. أكتب المسرح، ثم أعود للرواية أو القصة القصيرة بالتوازي. فالكاتب ليس مخيّرًا فيما يأتيه من فكرة؛ إذا جاءت فكرة مسرحية يكتبها، وإذا جاءت فكرة لرواية يتوجه لها. الإلهام هو ما يحدد العمل الذي سأبدأه.

ــ ما الذي يجذبك في المسرح مقارنة بأنواع الأدب الأخرى؟

المسرح حيوي للغاية، فهو يحدث أمام المتفرج مباشرة ويجسد صراع الأفكار بالحوار فقط. هذا التركيز، والقدرة على إيصال رسالة محددة خلال وقت قصير، يجذبني كثيرًا. الحوار المسرحي يجبرنا على مواجهة الأفكار بعضها ببعض، وهذا ما نفتقده أحيانًا في الحياة اليومية والسياسية.

ــ ما تأثير المسرح على الوعي الاجتماعي والثقافي العربي في رأيك؟

المسرح أكثر من مجرد فن، إنه منصة اجتماعية تتصارع فيها الأفكار، ويعلمنا أن لكل فكرة رأيًا مضادًا، ويقودنا للوصول إلى الحقيقة بدل فرض الأفكار بالقوة.

ــ كيف ترى مستقبل المسرح في ظل انتشار الدراما التلفزيونية والمحتوى الرقمي؟

المسرح يتميز بحيويته ووقوع أحداثه أمام الجمهور مباشرة، ولا يمكن أن ينافسه أي شكل درامي آخر سواء كان مسلسلًا أو فيلمًا، وهذا يضمن له بقاءه وأهميته.



ــ مذكراتك الأخيرة لاقت رواجًا واسعًا.. كيف واجهت تحديات كتابة السيرة الذاتية؟

كتابة المذكرات استغرقت وقتًا طويلًا لأنها غطت فترة زمنية واسعة منذ 1945 وحتى 2014. ركزت على التوثيق الدقيق بالوثائق والصور دون استخدام كاتب آخر، مع الالتزام بالصدق والتواضع، معتبرًا أن قيمة أي مذكرات تكمن في معالجة التحديات وليس فقط في سرد الإنجازات.

ــ ما هو الدور الذي يجب أن يؤديه المثقف العربي؟

المثقف العربي أداة للتنوير، وهو المعبر عن الضمير والمجسد للهوية والجمال. دوره أساسي في توحيد الشتات العربي وتحقيق الوعي الثقافي والفكري، خصوصًا في هذه المرحلة الحرجة.

ــ كيف ترى مستقبل التعاون الثقافي بين مصر والإمارات؟

العلاقة بين مصر والإمارات علاقة دم ومصير مشترك، فالشعوب العربية تحتضن هوية واحدة. الإمارات، وخاصة الشارقة، أصبحت نموذجًا للوحدة العربية، ودورها الثقافي يعزز الانتماء والهوية المشتركة، ما يجعل مستقبلنا الثقافي واحدًا ومتقدمًا.