آخر تحديث :السبت-08 نوفمبر 2025-09:37م

مقالات


الشيخ أبو عبد الوهاب الحوثري.. سيرة من نور

الشيخ أبو عبد الوهاب الحوثري.. سيرة من نور

السبت - 08 نوفمبر 2025 - 06:36 م بتوقيت عدن

- عدن((المرصد))خاص:

كتب / سعيد المحثوثي

ليس من الإنصاف أن تمرّ بمدينة عامرة كالدوحة، فتشهد فيها وجوهاً من أبناء الوطن في مواقع شتّى، ثم تذكر الجميع بسطحية العابر دون أن تذكر رجلاً استثنائياً غرس في كل خطوة له أثراً من ضياء ووفاء وإحسان، ذلكم هو الشيخ أبو عبد الوهاب محمد بن قاسم الحوثري، رجل صاغته الأيام من معدن نادر لا تبليه السنون، معدن الإخلاص حين يشتدّ عليه وهج التجربة فيزداد صفاء ولمعاناً.

لقد جمعتني به الأيام في رحاب الغربة، وهناك في ركن من أركان الدوحة تهيّأ لي أن أرى صورة نادرة من صور الأصالة التي بدأت تغيب عن كثير من الوجوه، رجل وقور لا يتكلف الهيبة لكنها تسبقه كما يسبق الضوء الفجر، ووجه مطمئن تسكنه طمأنينة المؤمن وتُضيئه مهابة العالم العارف بالله.

في بيته مجلس مفتوح على الهواء الطلق، يلتقي عنده أبناء الجنوب من أطياف شتى، شباب تقاذفتهم أمواج الحياة فجاؤوا إلى مجلسه كما تأتي الطيور إلى مأمنها، والشيخ يجلس بينهم أخاً كبيراً يصلح ذات البين بالكلمة الطيبة، ويزرع فيهم احترام الذات والوطن والواجب.

ومن تأمّل سيرته علم أن الشيخ محمد امتداد كريم لأصالة قبيلة يافع العريقة التي عرفت عبر العصور بالكرم والمروءة والشجاعة، لكنه زاد عليها بصفاء النفس ورهافة الإحساس بالناس، فما قصده محتاج إلا وجد عنده سعة ولا طرق بابه طالب عون إلا عاد ممتناً بما ناله من أدب واحترام وتقدير، ذلك لأن الرجل في جوهره يرى في مساعدة الناس وفاء لفضيلة أودعها الله في قلبه.

لقد غدا الشيخ أبو عبدالوهاب اليافعي علماً من أعلام الخير في قطر، إذ يكفي المجتمع أن يرى بين أبنائه من يعيد تعريف الكرم والإنسانية بفعله الصادق، وما أعظم أن يعيش الإنسان وهو يشبه ما يقول ويعمل، وأن يكون حضوره بركة في حياة الآخرين، فسلام عليه ما أشرقت في الدوحة شمس وما تردد في المجالس ذكر الكرام.