في خطوة مهمة نحو إعادة إحياء مكانة دور العرض السينمائي المصرية، أعلن وزير الثقافة المصرية د.أحمد فؤاد هنو عن بدء تنفيذ مشروع تطوير "سينما ديانا" بهدف تحديثها وفقًا لأحدث تقنيات العرض السينمائي والمسرحي، المشروع الذي يهدف إلى تحويل السينما لمركز ثقافي متعدد الاستخدامات، يجمع بين العروض السينمائية والمسرحية، ما يوفر تنوعًا ثقافيًا وفنيًا يخدم جمهور العاصمة الكبرى.
يأتي المشروع ضمن خطة الوزارة المستمرة لتطوير المنشآت الثقافية والفنية، إذ أكد الوزير أهمية دور "سينما ديانا" في دعم الحركة السينمائية والمسرحية، ونشر الوعي الثقافي والفني في مصر، مضيفًا أن الوزارة تعمل على تحديث البنية التحتية للمنشآت السينمائية والمسرحية، بما يسهم في إعادة الحياة لهذه المرافق التاريخية كمراكز إشعاع ثقافي في قلب القاهرة.
تطوير "سينما ديانا" يأتي بعد الانتهاء من قائمة تضم أعمال التطوير بسينمات "ميامي" و"نورماندي"، كما تشمل الخطة تطويرًا شاملًا لشاشات العرض والقاعات ومنظومة متكاملة للعرض السينمائي والمسرحي.
جاءت هذه الخطوة بالتزامن مع احتفاء مواقع التواصل الاجتماعي بتجديد سينما "التحرير"، وإعلان افتتاحها قريبًا، وهو الخبر الذي أشاد به الناقد المصري محمود عبد الشكور، إذ كتب عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: "سينما التحرير رجعت تاني بعد تقسيمها لـ5 قاعات، خبر جميل ومبهج، سينما الذكريات الجميلة".

تفقد وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو لسينما ديانا
سينما في كل محافظة
وقال الناقدة المصرية ماجدة موريس، خلال تصريحات لموقع "القاهرة الإخبارية": "يجب أن تكون هناك خطة شاملة لإحياء وتطوير دور العرض السينمائي على مستوى الجمهورية"، داعية إلى ضرورة التوسع في إعادة إحياء دور العرض في مناطق مثل شبرا، ومصر الجديدة، ومحطة الرمل، إضافة إلى عدد من المحافظات المصرية الأخرى، بحيث تشمل الخطة جميع المحافظات دون استثناء.
نوهت "موريس" إلى أن تحقيق العدالة الثقافية يتطلب وجود تخطيط استراتيجي يضمن أن تتوفر دور عرض سينمائي في كل محافظة، بما يسهم في نشر الثقافة والفنون بشكل عادل ومتوازن على مستوى الجمهورية.
السينما تستعيد حضورها
فيما أعرب الناقد كمال رمزي عن تأييده الكامل لأي جهود تبذل للنهوض بدور العرض السينمائي، متمنيًا أن يكون هذا الاتجاه خطوة حقيقية تعيد للسينما حضورها ومكانتها في الحياة الثقافية المصرية.
وأشار إلى أن دخول التكنولوجيا الحديثة، أثّر سلبًا على عادة الذهاب إلى السينما، إلا أن تجربة المشاهدة في قاعات العرض تظل مختلفة تمامًا من حيث التهيئة النفسية والتفاعل الجماعي مع الفيلم، وهو ما لا يمكن تحقيقه في المشاهدة المنزلية.
ويرى "رمزي" أن لدور العرض سحرًا خاصًا لا ينقطع، فهي ليست مجرد أماكن لمشاهدة الأفلام، بل تمثل نزهة ثقافية وترفيهية متكاملة.
واستعاد في حديثه ذكريات الستينيات حينما كانت السينما جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية في مصر، ولم يكن يخلو أي حي من دار عرض أو اثنتين، أملًا في أن تستمر هذه الجهود وأن تسهم في إعادة رونق مشاهدة الأفلام في قاعات السينما.