آخر تحديث :الأحد-09 نوفمبر 2025-01:22ص

منوعات


مواجهة غير تقليدية… اليابان تستعين بالمسيرات النابحة ضد الدببة القاتلة

مواجهة غير تقليدية… اليابان تستعين بالمسيرات النابحة ضد الدببة القاتلة
انتشار الدببة في اليابان

الأحد - 09 نوفمبر 2025 - 01:14 ص بتوقيت عدن

- المرصد خاص

تسعى اليابان إلى السيطرة على خطر هجمات الدببة القاتلة، إذ يواجه الجنود في جميع أنحاء البلاد، ولا سيما في محافظة أكيتا الشمالية، نوعًا جديدًا من التهديد يتمثل في هجمات الدببة ذات الآذان الكثيفة وكتلةٍ تصل إلى 220 رطلاً.

وفقًا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، تسببت هجمات الدببة في جميع أنحاء اليابان في مقتل ما لا يقل عن 13 شخصًا وإصابة أكثر من 100 آخرين منذ أبريل من هذا العام، وفقًا لإحصاءات حكومية، وهي من أعلى الأعداد منذ بدء تسجيل الحالات عام 2006.

وتُعد أكيتا الشمالية بؤرةً لهجمات الدببة القاتلة هذا العام في اليابان. وقال كينتا سوزوكي، حاكم أكيتا، في منشور على "إنستجرام" الشهر الماضي: "لقد تجاوز الوضع بالفعل قدرة المحافظة والبلديات على التعامل معه بمفردها، والإرهاق على الأرض بلغ حدَّه الأقصى".

وفي أكتوبر وحده، تعرّض متسوقون لهجوم في سوبرماركت، وخدش شبلٌ سائحًا إسبانيًا في موقعٍ تراثي، واضطر عدّاءٌ إلى مصارعة دبٍّ في الغابة قبل أن يركض مسرعًا إلى برّ الأمان.



طلبت السلطات المحلية في أكيتا مساعدةً عسكرية رسمية من قوات الدفاع الذاتي اليابانية، قائلةً: "إن إجراءاتها الحالية، بما في ذلك مصائد الصناديق وبخاخات طرد الدببة، غير كافية".

لكن القوات لن تقتل الدببة، فذلك محظور بموجب القانون الياباني، بل ستقدم دعمًا لوجستيًا، مثل نصب المصائد ونقل جثث الصيادين.

ويقتصر إعدام الحيوانات فعليًا على الصيادين المرخَّص لهم وجمعيات الصيد المحلية، وبعضهم يمارسه ترفيهيًا أو بدوام جزئي. غير أن هذه الفئة تتقلص وتتقدم في السن بسرعة في ظل الأزمة الديموغرافية التي تشهدها اليابان، وفقًا لما ذكرته "رويترز" العام الماضي، مما أثار مخاوف من أنها لا تستطيع وحدها التعامل مع حجم المشكلة.

وقد أقرت الحكومة الفيدرالية بهذه القيود، وصرح وزير الدفاع شينجيرو كويزومي في مؤتمرٍ صحفي عُقد في أكتوبر: "الحكومات المحلية وجمعيات الصيد، التي تعمل معًا كفرقٍ لمكافحة الحياة البرية، منهكة للغاية الآن".

وأضاف: "أعتقد أنه من الطبيعي التفكير فيما يمكن فعله استجابةً لطلبات المحافظين المحليين".

وأعلنت وكالة الشرطة الوطنية، يوم الخميس، أن شرطة مكافحة الشغب ستُخوَّل بإطلاق النار على الحيوانات في المناطق السكنية بمحافظتي أكيتا وإيواتي، عندما لا يتمكن الصيادون من الاستجابة في الوقت المناسب.



تدرس السلطات المحلية اتخاذ تدابير مضادة قائمة على التكنولوجيا، مثل كاميرات المراقبة المجهزة بالذكاء الاصطناعي وأنظمة الإنذار بالطائرات المسيّرة.

وبالمثل، في محافظة جيفو المركزية، تُجري الحكومة تجارب على طائراتٍ مسيّرة تُشغِّل أصوات نباح الكلاب والألعاب النارية، في محاولةٍ لإبعاد الدببة.

وقال وزير الدفاع إن بعض سكان أكيتا، خوفًا من أن يعثروا على دب في أي لحظة، بدأوا يُقرعون مقابض أبواب منازلهم بصوتٍ عالٍ قبل مغادرتها، مضيفًا: "هذا هو مستوى القلق الذي يعيشه السكان يوميًا".

وعلى الرغم من أن هذا العام شهد ارتفاعًا قياسيًا في عدد الوفيات، فإن عدد حوادث اصطدام الدببة بالبشر في تزايدٍ مستمر منذ عدة سنوات.

يُرجع الخبراء هذا جزئيًا إلى تزايد خروج الدببة من مواطنها التقليدية إلى المناطق الحضرية بحثًا عن الطعام، ويشير البعض إلى أن تغيّر المناخ يؤثر على إزهار وتلقيح بعض مصادر الغذاء التقليدية لهذه الحيوانات.

ومع تفاقم أزمة المناخ عامًا بعد عام، مما يُربك الدورات والفصول الطبيعية، تستعد اليابان الآن لارتفاعاتٍ مستقبلية في مواجهات البشر مع الدببة كل خريفٍ وربيع.