آخر تحديث :الخميس-27 نوفمبر 2025-03:37ص

الفن والأدب


في حوار مؤثر.. محمد صبحي يتحدث عن الموت ومرضه ويهاجم الدراما (فيديو)

في حوار مؤثر.. محمد صبحي يتحدث عن الموت ومرضه ويهاجم الدراما (فيديو)
محمد صبحي

الخميس - 27 نوفمبر 2025 - 01:53 ص بتوقيت عدن

- المرصد خاص



حلّ الفنان محمد صبحي ضيفاً على برنامج "الصورة" الذي تقدّمه الإعلامية لميس الحديدي عبر شاشة قناة "النهار"، وذلك في أول ظهور له بعد تعافيه من الأزمة الصحية التي تعرّض لها أخيراً، حيث فتح خزانة أسراره ليتحدث عن العديد من الأمور الشخصية والعملية، ويكشف تفاصيل حياته مع زوجته الراحلة الفنانة نيفين رامز، وأزماته الصحية، والحريق الذي التهم مسرحه ومنزله، ورؤيته للمشهد الدرامي في الوقت الحالي، كما يفتح النار على المنتجين الذين تسببوا في انتشار الظواهر السلبية في الشارع المصري بإبعادهم الفنانين المثقفين واعتمادهم على فئة معينة من الممثلين.

تذكّر صبحي زوجته الراحلة نيفين رامز، وذكرى زواجهما التي تحلّ في الثالث عشر من تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام، فقال: "ماكنّاش هنتجوز يوم 13 بسبب حرب أكتوبر، وأنا أصريت لأني بحب رقم 13، وزواجنا استمر خمسة وأربعين عاماً".

وعن سبب كتابته في آخر تدوينة له عبارة "اللقاء قريب"، قال: "يا ريت، لأن الرجل يعتقد أنه هو مَن يصنع المستقبل، لكن نيفين هي التي صنعت مستقبلي وكافحت حتى أكون نجماً".

وأضاف: "كانت تتمنى أن أكون نجماً دائماً، وكانت تبدي رأيها في المسرحيات، وكان رأيها قاسياً لأنها تتمنى أن أكون نجماً بأفضل صورة، ورغم أنها خرّيجة المعهد، وكان في إمكانها صنع مستقبلها، لكنها قررت أن أكون أنا مستقبلها".

وتابع: "خمس وأربعون سنة هي صاحبة الفضل الكبير في هذه العائلة، حتى مسلسل "ونيس" مستنسخ من حياتنا، ووقت الخطوبة قلت لها: نتفق نبني أسرة لا تهدم، أو نفركشها من الأول؟ فقالت لي: ولو زعلت؟ قلت لها: نزعل أنا أو إنت طبيعي، لكن هذا البناء لا يهدم، وأن يكون هناك خط أحمر لا يمكن أن نتعدّاه إلا الإهانة".



https://www.facebook.com/share/v/1BhRspX9Z1/



محمد صبحي: السوق بدأ ينظر الى الترند على حساب القيم والأخلاق

وانتقد صبحي تدهور المشهد الفني في الدراما والسينما خلال الفترة الاخيرة، معتبراً أن السوق لم يعُد يعتمد على القيمة الفنية بل على فكرة الترند حتى لو كان على حساب الأخلاق والمعايير المهنية.

وعلى سؤال لميس الحديدي له: "مَن أنتج وربّى محمد صبحي فنياً؟"، أجاب صبحي: "عظماء مصر لأني لقيت اللي يربيني فنياً ويقوللي عيب".

وكشف أن أول من قال له "عيب" هو الفنان الراحل فؤاد المهندس، بعدما قال جملة تحمل معنيين، ليعلّق: "فؤاد المهندس قال لي عيب يا صبحي، وكذلك سعد أردش".

وتابع محمد صبحي حديثه قائلاً: "وصلنا لزمن قليل فيه اللي يقول عيب، ورايحين لوقت مش هنلاقي فيه حد يقول عيب، لأن الكل هيعمل العيب"، ومتسائلاً: "يعنى إيه تريند وإحنا كسبنا إيه منه؟".

وانتقد محمد صبحي كيفية تناول المرأة في السينما والدراما اليوم، متسائلاً: "من علَّم طه حسين؟ امرأة أمّية لا تقرأ ولا تكتب. وكذلك محمود مختار، العقّاد، وغيرهم. والآن نُخرج المرأة في الدراما بشخصيات شاذة سلوكياً. وأنا مستعد لأعرض ملفات أكثر من ثمانين امرأة من صعيد مصر وحتى البحر الأبيض المتوسط تكريماً لهنّ في ثلاثمائة ألف مسلسل".

وأوضح: "اللي بيقول ألفاظ ما ينفعش تتقال في غرفة مغلقة، بيعمل الآن في خمسة وستة أعمال درامية، فلماذا لا نتحاسب؟".

محمد صبحي: تعاملت مع المرض كتجربة حياة

وعن سؤال حول ما تعلّمه من تجربته مع المرض، وهل تركت في نفسه أثراً من الألم أو الخوف، أكد محمد صبحي أنه منذ صغره كان ينظر الى الموت كتجربة حياة لا كمصدر للخوف. إذ قال: "من وأنا طفل، كان أحد طموحاتي أن أعيش تجربة الموت، وليس لأنني زهقت من الدنيا، لكن لأجل التجربة نفسها".


وعن معنى الموت، أضاف: "الموت تجربة، لأنه لم يعُد إلينا أحد من العالم الآخر ليخبرنا ماذا يحدث بعد الموت". وتابع: "منذ أن كان عمري اثنتي عشرة سنة، كنت أفكر: مين قال إني متّ؟ بالعكس، أعتبر أن العالم مَن مات حولي، وليس أنا".

ولدى حديثه عن المرض، وصفه بأنه تجربة تدفع الإنسان للطموح: "المرض ليس فقط للبقاء على قيد الحياة، بل لتحفيزنا على تحقيق ما نريد فعله، وأنا أعتبر رحلة حياتي بروفة، وكل ما عشته كان تدريباً وتجربة لإعداد ما سأقدمه لاحقاً".

وأكد صبحي أن تجربته مع المرض والموت منحته القدرة على التفكير العميق بالحياة والفن وتقديرهما، مشدداً على أن كل مرحلة في حياته كانت "بروفة" لما هو آتٍ.

وكشف أن الأطباء شخّصوا حالته على أنها فيروس في المخ يستمر لمدة 14 يوماً، موضحاً أنه احتاج الى علاج طويل وقاسٍ جداً، حيث قال: "المرض تكرر معايا قبل كده، بس المرة دي سمعت كلام الدكاترة وكمّلت العلاج، المرة الأولى مكملتش".


محمد صبحي: أزماتي لا تستطيع مافيا العالم التخطيط لها

وكشف صبحي عن سلسلة من الأزمات التي مرّ بها قبيل أزمته الصحية الأخيرة، واصفاً إيّاها بأنها كانت صدمات متتابعة لا يمكن التخطيط لها، قائلاً: "لو مافيا العالم كله خطّطت للأزمات اللي حصلت لي ما كانتش هتيجي بالترتيب ده"، موضحاً أنه في المرة الأولى التي أصيب فيها بالفيروس مكث في المستشفى ثلاثة أيام، ثم عاد الى منزله للراحة، وقرر أن يمنح نفسه أسبوعاً للتعافي. لكنه لم يستطع الاستمرار في الراحة أكثر من يومين، بعدما تلقى اتصالاً من فريق عمله يخبرونه بأن المسرح يحترق".

وأضاف: "رغم إن الدكاترة قالولي ارتاح وماتتعرضش لضغوط، تلقيت الاتصال وحاولت أبقى هادي"، مشيراً الى أن الحريق كان كارثة حقيقية لأنه شبّ في قاعة التشغيل الرئيسية التي تحوي أفضل الأجهزة والتقنيات المسرحية، مؤكداً أن إعادة الأمور الى طبيعتها تتطلب ما بين 9 و10 ملايين جنيه.

وتابع صبحي: "قلت قدّر الله وما شاء فعل، وكان السبب ماس كهربائي. لكن بعدها بيومين بس سمعت صريخ في الفيلا: (إلحق يا بابا... في حريق بالبيت)، فاستغربت جداً من تزامن الحريقين، وقلت لنفسي يمكن الكابلات اتربطت غلط بين المسرح ومدينة سنبل".

وعلى سؤال لميس الحديدى حول غرابة تزامن الحريقين، ردّ صبحي قائلاً: "في سنّي وفي الزمن ده مابقاش فيه حاجة غريبة، الغريب إن مافيش حاجة تحصل. كله تحت قدّر الله وما شاء فعل... بس لازم ناخد حذرنا"، مؤكداً أنه نجح في تجاوز الأزمتين بالقول: "الحمد لله نجونا من الحريقين، وقدرت أعيد المسرح والفيلا زي ما كانوا وأحسن".

وعلّق صبحي على الشائعات التي انتشرت أثناء فترة مرضه قائلاً: "بعض الخبثاء أقلقوا الناس علشان الترند، الموت ده نعمة على فكرة، ربّنا كرمني وإدّاني فرصة أحس بحب الجمهور الصادق".


واختتم محمد صبحي اللقاء بالتأكيد أنه تأثر كثيراً بتفاعل الجمهور معه، حيث قال: "في طفلة أبكتني، أول ما شافتني قالت لي: (جدّي ونيس) الفنان لما يعمل عمل أمنيته إنه ينجح، لكن أنا لازم أقدّم عمل يؤثر في الجمهور ويعيش معاهم".