آخر تحديث :الإثنين-08 ديسمبر 2025-02:04ص

مقالات


كيف تتعامل الرياض مع تحركات القوات الجنوبية شرقاً؟

كيف تتعامل الرياض مع تحركات القوات الجنوبية شرقاً؟

الأحد - 07 ديسمبر 2025 - 07:03 م بتوقيت عدن

- عدن((المرصد))خاص:




تحليل:اياد الشعيبي


تشير التطورات المتلاحقة في جنوب اليمن، خصوصا في حضرموت والمهرة، إلى مرحلة جديدة من إعادة تشكيل التوازنات الجيوسياسية والأمنية في المنطقة. فتمدد القوات الجنوبية إلى مناطق كانت خارج نطاق نفوذها المباشر يعكس ديناميكيات متغيرة تتقاطع مع حسابات الأطراف الإقليمية، وفي مقدمتها ‎#السعودية وسلطنة عُمان.

تظهر التباينات التي برزت مؤخرا بين الرياض وعدن في سياق طبيعي لتحولات عميقة تشهدها الساحة اليمنية، وليست مؤشرا على أزمة سياسية بين الجانبين. فالسعودية، التي تواجه تحديات أمنية معقدة على حدودها الطويلة مع اليمن، تنظر إلى أي ترتيبات جنوبية من زاوية تأثيرها على أمنها القومي. في المقابل، تدرك القيادة الجنوبية أهمية الحفاظ على قنوات تنسيق مفتوحة مع الرياض وأبوظبي، باعتبارهما شريكين مركزيين في المعادلة الأمنية.

في هذا الإطار، يبرز العامل المتعلق بـ احترام تطلعات الجنوبيين وسيادتهم على أرضهم بوصفه عنصرا مهما في أي مقاربة واقعية لحل المشكلات المتراكمة في اليمن. وهذا يعني أيضا أنّ الاعتراف بمطالب الجنوب لم يعد مجرد قضية سياسية داخلية، بل بات جزءا من قراءة أوسع تعتبر أن تجاهل هذه التطلعات يساهم في استمرار هشاشة المشهد اليمني ويعقّد مسارات الاستقرار الإقليمي.

من منظور دول الخليج، فالتعامل مع هذا الواقع ضرورة استراتيجية، خصوصا وأنّ المناطق الحدودية في المهرة وحضرموت ظلّت تمثّل مخاطر أمنية عبر أنشطة الحوثيين، وشبكات التهريب، والجماعات المتطرفة. ولذلك، فإن أي ترتيبات تعزّز قدرة الجنوب على ضبط مناطقه وحدوده يُفترض أن تُقرأ بوصفها عاملا مساعدا في تخفيض التهديدات بدل زيادتها.

نقدّر جهود السعودية للحفاظ على جهود وتماسك المجتمع الجنوبي سواء في حضرموت أو المهرة، وأجد دعوة أمين عام مؤتمر حضرموت الجامع للمجلس الانتقالي إلى العمل على ترسيخ قيم التعايش المجتمعي السلمي ونبذ العصبويات مهمة لضمان نجاح هذه الجهود.

ولتأكيد المؤكد، طالما كرر المسؤولون الجنوبيون بما في ذلك رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي نفسه التصريح علنا وسرا بأن الجنوب اليوم هو حليف استراتيجي مع أشقائه في الخليج وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية.