آخر تحديث :الخميس-25 ديسمبر 2025-10:16م

اخبار وتقارير


ورقة تحليلية: الخطاب الجنوبي يتجاوز الاعترافات اللفظية نحو مسار سياسي عملي

ورقة تحليلية: الخطاب الجنوبي يتجاوز الاعترافات اللفظية نحو مسار سياسي عملي

الخميس - 25 ديسمبر 2025 - 08:21 م بتوقيت عدن

- ((المرصد))خاص:

قالت ورقة تحليلية نشرتها مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات إن التطورات الأخيرة في جنوب اليمن، وما رافقها من بيان صادر عن وزارة الخارجية السعودية، تعكس تحوّلًا نوعيًا في طبيعة الخطاب الجنوبي، الذي لم يعد يكتفي باعترافات سياسية لفظية أو توصيفات أخلاقية للقضية الجنوبية، بل يتجه نحو المطالبة بشراكة سياسية واضحة المعالم أو مسار حل محدد بزمن وضمانات.



وأضافت الورقة، التي قدّمت قراءة تحليلية موضوعية للبيان السعودي، أن اللغة المستخدمة تؤشر إلى استمرار مقاربة “إدارة الأزمة” بدل الانتقال إلى معالجة جذورها، لا سيما في ما يتعلق بالملف الجنوبي، الذي ظل يُرحّل ضمن أطر عامة مرتبطة بالحل اليمني الشامل، دون الأخذ في الاعتبار خصوصيته السياسية والأمنية.




وأشارت إلى أن الاعتراف المتكرر بعدالة القضية الجنوبية، في غياب مسار عملي أو إطار تفاوضي مستقل، بات يُنظر إليه جنوبًا بوصفه اعترافًا عاطفيًا لا يترتب عليه استحقاق سياسي، مؤكدة أن المرحلة الراهنة تشهد انتقال الخطاب الجنوبي من موقع المطالبة الرمزية إلى موقع الفعل السياسي والسعي لفرض شراكات واقعية على الأرض.



ووفق الورقة، فإن تركيز البيان السعودي على الإجراءات والنتائج، دون التطرق إلى الأسباب والتراكمات، خاصة في محافظتي حضرموت والمهرة، يعكس رغبة في ضبط الإيقاع الميداني أكثر من فتح نقاش سياسي شامل حول جذور الأزمة، وهو ما يفسر اتساع الفجوة بين الخطاب الرسمي والمزاج الجنوبي المتنامي.




وأكدت الورقة أن الجنوب، في هذه المرحلة، لا يطرح نفسه كطرف تصعيدي، بل كفاعل سياسي يبحث عن صيغة استقرار مستدام، تقوم على شراكة أمنية حقيقية، وضمانات سياسية واضحة، وجدول زمني لمعالجة القضية الجنوبية بعيدًا عن آليات التدوير التي أثبتت محدوديتها خلال السنوات الماضية.



وخلصت الورقة إلى أن أي مقاربة إقليمية جادة تجاه الجنوب تتطلب الانتقال من منطق الاحتواء والتهدئة المؤقتة، إلى منطق الشراكة السياسية المباشرة، معتبرة أن تجاهل هذا التحول قد يفضي إلى تعقيد المشهد بدل احتوائه، في وقت تبدو فيه الحاجة ملحّة لإعادة تعريف العلاقة مع الجنوب على أسس أكثر واقعية ووضوحًا.

من : ليان صالح