آخر تحديث :الأحد-28 ديسمبر 2025-07:27م

حوارات


قائد «تصحيح المسار» بالمهرة يكشف عن صراع مع أجندة "حوثية-إخوانية" وترحيب بدخول القوات الجنوبية (حوار)

قائد «تصحيح المسار» بالمهرة يكشف عن صراع مع أجندة "حوثية-إخوانية" وترحيب بدخول القوات الجنوبية (حوار)

الأحد - 28 ديسمبر 2025 - 05:40 م بتوقيت عدن

- (المرصد) باسل الوحيشي وحمدي محمد


في حوار خاص وموسع، كشف الأستاذ أحمد عبد بلحاف، رئيس لجنة تصحيح مسار لجنة الاعتصامات بمحافظة المهرة، تفاصيل دقيقة حول تحول الحراك الشعبي السلمي الذي تشكل عام 2017، إلى ساحة لصراع ضد ما وصفه بـ"الأجندة الخارجية" المدعومة من الخارج، والتي حاولت توظيف الحراك لخدمة مشاريع "أخوانية وحوثية"، قبل أن يقوده "المسار التصحيحي" إلى دعم الشرعية الجنوبية والتحالف العربي.
وقال بلحاف، في مقابلة مع عدن الغد ، إن الاعتصام تشكل في البداية كرد فعل طبيعي على "ممارسات فردية، وغياب الدولة المركزية، وانشغال الشرعية والتحالف بجبهات أخرى"، مؤكداً أن الانضمام له كان بدافع حب الوطن وحفظ الهوية. وأوضح أن الخطورة بدأت عندما حاول قادة جدد، بعد وفاة رئيس اللجنة الأسبق عامر سعد كلشات، توظيف الحراك لصالح أجندات خارجية.
كشف الاتصالات الحوثية والتدخل الايراني والعماني
وأشار بلحاف إلى أن الصورة أصبحت واضحة بعد عام من التأسيس، حيث اكتشفوا أن قيادة اللجنة الجديدة تحت زعامة علي سالم الحريزي "تتعامل مع عناصر حوثية في صنعاء والمهرة، وترسل شبابًا إلى صنعاء"، في إطار مخطط يُدار من طهران ومسقط. وقال: "جلسنا معهم في حوارات غير معلنة وحذرناهم من مواصلة معادات السعودية والإمارات قيادة التحالف، ودعوناهم إلى تصحيح المسار، لكنهم رفضوا كل الطرح".
ولفت إلى أن ذروة الأزمة كانت عند تسليم "قناة المهرية" – التي كان من المؤسسين لها – إلى شخصيات "إخوانية" لا تتفق مع رؤية وروح أبناء المحافظة، حيث تحولت القناة إلى "سيل من سموم" تستهدف عقيدة أبناء المهرة وقبائل الجنوب ، وخدمة أجندة حوثية إخوانية
"المسار التصحيحي": مقاومة المشروع الحوثي الإخواني

ونتيجة لذلك، أعلن بلحاف ومع عدد من الشخصيات الاجتماعية والشبابية عن تشكيل "لجنة تصحيح مسار لجنة الاعتصام" أو ما سُمي بـ"لجنة الاعتصام لمقاومة الأجندة الإخوانية الحوثية". ووفقاً لبلحاف، حظيت هذه الخطوة بتأييد شعبي كبير، حيث نزلوا إلى المديريات لنشر الوعي وكشف "مخططات التحريض والتحويث" التي كانت تُنفذ خاصة في صحراء المهرة ومديرية شحن، وتمكنوا من إقناع العديد من الشباب بترك المعسكرات التابعة لهذه الأجندة.
دخول القوات الجنوبية: استجابة للإرادة الشعبية وقطع الطريق على التهريب
وفي الجزء الأهم من حديثه، ربط بلحاف بين نجاح "المسار التصحيحي" ودخول القوات المسلحة الجنوبية إلى محافظة المهرة ووادي حضرموت. ووصف هذه الخطوة بأنها "استجابة للإرادة الشعبية ونداء الشعب"، مؤكداً أنها جاءت لقطع الطريق على "ممرات التهريب الكبيرة" التي كانت تستخدم لنقل الأسلحة والأموال والمخدرات والخبراء الإيرانيين إلى الحوثيين عبر جماعة الإخوان في المنطقة العسكرية الأولى
واستشهد بـ"قضية الزايدي" التي تم اعتقاله عند منفذ صرفيت، واكتشاف "مصنع كبتاغون" في شحن بمشاركة خبراء سوريين، كمثالين صارخين على طبيعة التهديد الذي كان يواجه المحافظة.
تأييد شعبي منقطع النظير ورسائل طمأنة
وأكد بلحاف أن دخول القوات الجنوبية لقي "ترحيباً وتأييداً منقطع النظير من أبناء المهرة"، مشيراً إلى أن الساحات تشهد توافد جماهيري حاشد للمطالبة بدولة الجنوب، وهو ما يعكسه "الحشد المهري الأخير" المؤيد للقضية الجنوبية. كما أشار إلى أن تعامل القوات الجنوبية مع المدنيين يتم "بكل أخلاق واحترام"، مما لمسه المواطن العادي، وأن المحافظة تعيش "حالة استقرار كبيرة" بعد وصول هذه القوات
كما وجه بلحاف رسالة طمأنة للمواطنين اليمنيين من المحافظات الشمالية المتواجدين في المهرة، مؤكداً أنهم "إخوة في العروبة والإسلام ولن يظلمهم أحد أو تُنهب أموالهم، ويبقون في أمان الله في إطار النظام والقانون".
دعوة للمجتمع الدولي ودول الجوار
وفي ختام حديثه، ناشد بلحاف المجتمع الدولي باحترام إرادة شعب الجنوب في تقرير مصيره، وطالب دول الجوار، وبخاصة المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، بالنظر إلى الجنوب كـ"حليف صادق ورديف" في معركة المنطقة ضد التنظيمات الإرهابية مثل الحوثي والإخوان والقاعدة وداعش. وأكد أن الجنوب لا ينظر إلى جيرانه إلا كأشقاء وحلفاء، وأن انتصاراته هي انتصارات للأمن الإقليمي المشترك.
هذا، ويأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه محافظة المهرة تحولات سياسية وأمنية كبيرة، مع استمرار تعزيز الوجود العسكري الجنوبي وتراجع واضح للنفوذ الذي كان يُنسب إلى قوى موالية للحوثيين والإخوان المسلمين. كما اكد بلحاف وقوف قبائل المهرة قاطبة مع فخامة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي في معركة الاستقلال الثانية