آخر تحديث :الأربعاء-31 ديسمبر 2025-11:08م

مقالات


حضرموت والمهرة بين العبث السياسي والحسم الجنوبي

حضرموت والمهرة بين العبث السياسي والحسم الجنوبي

الأربعاء - 31 ديسمبر 2025 - 09:55 م بتوقيت عدن

- كتب خالد القادري 



منذ تحرير أرض الجنوب، انتشرت القوات المسلحة الجنوبية في مختلف الجبهات القتالية وعلى امتداد المحافظات الجنوبية، في إطار مهام وطنية واضحة تهدف إلى حماية الأرض، وتثبيت الأمن، والحفاظ على المكتسبات التي تحققت بتضحيات جسيمة. وقد جاء هذا الانتشار بدعم وتنسيق مباشر مع دول التحالف العربي، دون أن يُسجَّل أي اعتراض على وجود هذه القوات طوال مراحل التحرير وما بعدها.

غير أن حضرموت والمهرة ظلّتا الاستثناء الأبرز، حيث شهدتا خلال الفترة الأخيرة حالة من الجدل السياسي والتباين في المواقف داخل مجلس القيادة الرئاسي، ودول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات انعكست على شكل تصعيد غير مبرر ضد أي تحرك جنوبي في هاتين المحافظتين، رغم أن الوقائع على الأرض لا تشير إلى ما يبرر هذا القلق أو الرفض

إن المعسكرات التابعة للجيش اليمني السابق في عدن، الضالع، شبوة، وأبين لم تُحرر إلا بسواعد القوات الجنوبية، وبإسناد مباشر من قيادة التحالف العربي، ممثلة بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بعد أن كانت تلك التشكيلات قد أعلنت ولاءها لمليشيات الحوثي، تنفيذًا لتوجيهات النظام السابق، عقب اجتياح صنعاء وإسقاط مؤسسات الدولة.

وفي المقابل، فإن القوات المتمركزة في وادي حضرموت، وبسبب عجز الحوثيين عن الوصول إلى تلك المناطق، حافظت على ما سُمّي بـ«الحياد»، غير أن هذا الحياد تحوّل مع الوقت إلى حالة من الانحراف عن المهام الوطنية، تمثلت في العبث بالثروات الوطنية ، لا حماية المكتسبات الوطنية وإضعاف مؤسسات الدولة، بدلًا من حمايتها وصونها.

ومن هذا الواقع، انطلقت عملية «المستقبل الواعد» للقوات المسلحة الجنوبية كتحرك وطني مشروع، يهدف إلى تحرير وادي حضرموت والمهرة، وبسط السيطرة الأمنية، وحماية الموارد السيادية، وإنهاء حالة الاختلال التي فُرضت على هذه المناطق لسنوات طويلة.

إن وجود القوات الجنوبية اليوم في الساحل الشرقي لا يشكل أي تهديد للمملكة العربية السعودية الشقيقة، ولا لأي دولة من دول الجوار، بل يأتي في إطار رؤية أمنية تقوم على احترام السيادة، وحسن الجوار، وتعزيز الاستقرار الإقليمي، بعيدًا عن منطق الاستهداف أو المغامرة.

أن أبناء الجنوب العربي لا يمكن أن ينسوا المواقف الأخوية المشرفة التي قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ويجددون التزامهم بعلاقات قائمة على الاحترام المتبادل والشراكة الصادقة، بما يخدم أمن المنطقة واستقرارها.