اخبار وتقارير

الجمعة - 07 مايو 2021 - الساعة 06:26 ص بتوقيت اليمن ،،،

كتب/ محمد فضل مرشد




ثلاث خطوات نفذها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس قاسم الزبيدي مطلع الأسبوع الجاري، وجميعها تعد في منظور السياسة الدولية فك إرتباط غير معلن للجنوب عن الشمال، وإستعادة فعلية لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وما تبقى من إعلان لبيان عودة الدولة الجنوبية والتقدم بطلب استعادة مقعد الجنوب في الأمم المتحدة إجراءات سياسة تنفيذها مسألة وقت لا أكثر.

رفع علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من قبل قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي على صارية القصر الرئاسي الرسمي في العاصمة الجنوبية عدن يوم الثلاثاء الفائت، إعلان عملي باستعادة دولة الجنوب.

إعلان اللواء عيدوس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي يوم الرابع من شهر مايو عيد وطني جنوبي وإجازة رسمية، تأكيد على بدأ الانتقالي مرحلة إدارة الجنوب رسميا وإصدار القرارات الرسمية والوطنية الهامة.

تأكيد اللواء الزبيدي في كلمته بحفل ذكرى التفويض الشعبي الجنوبي للمجلس الانتقالي، على الإيفاء بمطلب شعب الجنوب بإستعادة الدولة الجنوبية وإنهاء سنوات الوحدة المريرة التي دمر فيها الشمال كل مقومات الحياة الكريمة في الجنوب وشن خلالها على الجنوبيين حروب عسكرية غادرة وظالمة قتلت الالاف من المواطنين الجنوبيين، هو بمثابة البيان الصريح بفرض الإرادة الجنوبية على أرض الجنوب.

مراقبون سياسيون أكدوا في إفادات لصحيفة عدن الان الإلكترونية، أن ما أقدم عليه رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي لا يعد فقط إعلانا بفض عرى الوحدة بين دولتي الجنوب والشمال، بل تطبيق عملي لإستعادة دولة الجنوب على أرض الواقع بتنفيذ إجراءات رئاسية جنوبية لأول مرة من قبل اللواء عيدروس الزبيدي بإعلان عيد وإجازة وطنية جنوبية ورفع علم دولة الجنوب في القصر الرئاسي بعدن بحفل رسمي وعسكري على مرأى ومسمع من العالم أجمع.

وحملت عودة اللواء عيدروس الزبيدي إلى عدن قبل أيام أكثر مما كان متوقعا، حيث شكلت منعطفا مصيريا لشعب الجنوب في استعادة وطنهم، وأغلقت الأبواب أمام تقديم أي تنازلات جنوبية تطيل من عمر معاناة الجنوبيين من وحدة النهب والسلب والاحتلال، وذلك بعد الإعلان الصريح والخطاب الشجاع لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي إلى شعب الجنوب والتحالف العربي والمجتمع الدولي بأن مبررات وذرائع مطالبة الجنوبيين بانتظار تحرير صنعاء وانهاء الانقلاب الحوثي في الشمال قد سقطت جميعها بتسليم ما يسمى بالشرعية اليمنية كافة جبهات محافظات الشمال ومعسكراته إلى المليشيات الحوثية وحشد مليشيات حزب الإصلاح اليمني الإخواني للانقضاض على الجنوب وعاصمته عدن.

الأمر ذاته شمل اتفاق الرياض، حيث أكدت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي المفوضة شعبيا بتمثيل وإدارة الجنوب وبإعتراف رسمي إقليمي ودولي وأممي بموجب، قد أفشلته أيضا حكومة ما يسمى بالشرعية اليمنية بتنصلها من تنفيذ مهمتها الأساسية التي نص عليها بوجوب إنهاء الأزمات الاقتصادية والمعيشية والخدمية كشرط اساسي لبقاء اتفاق الرياض واستمرار حكومة المناصفة الجنوبية - الشمالية، مشددة على أن اضطلاع القيادة الجنوبية بإنقاذ شعب الجنوب من الأزمات التي تعمدت الشرعية افتعالها لم يعد خيارا بل فرض واجب.

خطوات المجلس الانتقالي الجنوبي المتسارعة صوب فرض الإرادة الجنوبية لم يتوقف عند حد الخطوات السياسية، بل تعداه إلى إعلان بدأ خطوات عسكرية وأمنية هامة برفع الجاهزية القتالية للقوات الجنوبية الى حدها الأقصى، بتأكيد صريح على أن الجنوب وشعبه مقبل على انتزاع استحقاقاته الوطنية مهما كانت التحديات.

ولأهمية ما ورد من رسائل سياسية في كلمة اللواء عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي يوم الثلاثاء الماضي بعيد التفويض الجنوبي، تعيد صحيفة عدن الان الإلكترونية نشرها بالكامل فيما يلي:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيها الشعب الجنوبي العظيم:

نُحييكم تحية العزة والحرية، والانتصارات المجيدة على طريق الهدف المنشود لاستعادة دولتنا الجنوبية الفيدرالية المستقلة.

يطيب لنا ويسعدنا في هذه الأيام الرمضانية المباركة أن نهنئكم ونبارك لكم بمناسبة الذكرى السادسة لتحرير العاصمة عدن، والذكرى الرابعة لإعلان عدن التاريخي، وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الإطار الوطني والسياسي المعبّر عن تطلعات شعبنا والحامل لقضيته والمدافع عنها.

وانطلاقاً من استشعار المجلس الانتقالي الجنوبي وإيمانه بحجم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقه، فإننا نؤكد بأننا لن نألو جهداً عن الانتصار لكل الآمال والتضحيات وكل الدماء الطاهرة التي سالت في ميادين البطولة والفداء للوصول إلى الغاية المنشودة بالاستقلال وبناء دولة الجنوب الحرة المستقلة، وهي المسؤولية النضالية والكفاحية التاريخية للمجلس الانتقالي الجنوبي.

وفي هذا السياق فقد بذل المجلس الانتقالي الجنوبي ومنذ تأسيسه، كل الجهود الهادفة لوضع قضية شعبنا الجنوبي في مسارها السياسي الصحيح، من خلال الجهد والكفاح والنضال، وهندسة العمل السياسي والدبلوماسي، واستطاع أن يعمل بقوة وثبات وبرؤية ناضجة وواضحة، وحقق لشعبنا نجاحات كبيرة، نقلت قضيته إلى مستويات متقدمة وجعلتها رقماً صعباً في المحافل الدولية، من الصعب تجاوزها أو القفز عليها.

وعلى الصعيد التنظيمي عمل المجلس على استكمال بنيته التنظيمية وتشكيل هيئاته المختلفة المركزية والمحلية، وبات حضوره فاعلاً في كافة مدن ومناطق الجنوب، وفي العديد من الدول المؤثرة في صناعة القرار الإقليمي والدولي.

وأما سياسيا فقد نجح المجلس في فتح كل الأبواب التي ظلّت مُوصدة أمام قضية شعبنا، وتمكن وخلال ثلاثة أعوام فقط، أن ينتزع اعتراف الأصدقاء وقبل ذلك الخصوم الذين سعوا إلى وأده وإضعافه، وها هو اليوم يقف شامخاً أكثر قوةً وتماسكاً.

وإذا ما تحدثنا عن نجاحات المجلس في المسار الأمني والعسكري، فإن الشواهد على ذلك كثيرة في الانتصار للمشـروع العربي والتصدي للمليشيات الحوثية الموالية لإيران، حيث برزت القوات المسلحة الجنوبية كقوة فاعلة ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وعلى صعيد مكافحة التطرف والإرهاب وتثبيت الأمن والاستقرار حققنا بالتعاون مع الأشقاء في الإمارات العربية المتحدة نجاحات مشهودة في كافة محافظات الجنوب.

الأخوة الأخوات:

يتجسد نهج المجلس الانتقالي الجنوبي انطلاقاً من أسسه وأدبياته المعبر عنها في إعلان عدن التاريخي ورؤيته السياسية، المؤكدة على إن الجنوب لكل أبناءه وبكل أبناءه، على قاعدة التصالح والتسامح والشـراكة الوطنية، واعتماد مبدأ الحوار والحلول السلمية لإزالة التباينات وحل الإشكاليات، وتعزيز الاصطفاف الوطني الجنوبي.

ولذلك، فإننا وبما تمليه علينا المسؤولية التاريخية أمام شعبنا، ستظل أيادينا ممدودة للحوار مع كافة أبناء الجنوب، ونجدد الدعوة اليوم لكل الجنوبيين إلى توحيد الصف الجنوبي وتنظيم جهوده، وحشد كافة الإمكانيات والقدرات لحماية شعبنا وتأمين مكتسباته وتحقيق تطلعاته.

يا أبناء شعبنا الأبي:

أن ما نمر به اليوم من تحديات، وحرب شعواء تشنها القوى المأزومة ومراكز النفوذ العميقة التي دأبت على العبث والفساد وتكريس سياسات العقاب الجماعي بحق شعبنا، إنما يأتي لإدراك تلك القوى اقتراب نهايتها التي لا مفر منها، وهذا يُملي علينا أن نواصل مسيرة العمل بوتيرة عالية، وأن نضاعف جهودنا، لرفع معاناة شعبنا وإنهاء نفوذ الواهمين بإخضاعنا وابتزازنا واستغلالهم للوضع البائس التي صنعته تداخلات سياسية متشابكة، والتي وإن تجلت بأسوأ صورها فلن تستطيع تجاوز إرادة شعبنا الجنوبي وتضحياته الجسيمة التي لا تزال مستمرة حتى اللحظة.

ومن هذا المنطلق ندعو حكومة المناصفة للعودة إلى العاصمة عدن والإيفاء بوعودها وأداء مهامها في تحسين الخدمات وصرف المرتبات ومعالجة الاختلالات ومكافحة الفساد، وتخفيف وطأة الانهيار الاقتصادي والمعيشـي على شعبنا في الجنوب، وممارسة سلطاتها لإلزام كافة المؤسسات الإيرادية في جميع المحافظات بتوريد عائداتها إلى البنك المركزي في عدن، كما ندعوها إلى مصارحة الشعب واطلاع الرأي العام عن ماهية القوى التي تمارس العقاب الجماعي بحق شعبنا، وأن تضطلع بدورها في مواجهة المتنفذين وتجار الحروب.

وفي هذا الصدد، نجدد التأكيد على موقفنا المبدئي والثابت على العهد مع شعبنا، فنحن منه وإليه، نعيش معاناته، ونتصدر صفوف الدفاع عنه، ونشدد بأن للصبر حدود أمام سياسات التنكيل والعقاب الجماعي التي تستهدف شعبنا، وأن خيارات المجلس مفتوحة لمعالجة قضايا شعبنا بما يلبي تطلعاتهم، كما نؤكد مرةً أخرى بأن المجلس الانتقالي الجنوبي قادر على إدارة الجنوب بما يتوائم والمتغيرات المحيطة ويحمي أمن ومصالح دول المنطقة والعالم.

الأخوة الأخوات:

لقد جسد اتفاق الرياض الإقرار الإقليمي والدولي بالمجلس الانتقالي الجنوبي وقضية شعب الجنوب ومكانته السياسية، ووفّر فرصة حقيقية لإحلال السلام وتصويب بوصلة المعركة، لكن قوى الفساد والإرهاب لا زالت تعمل على تعطيله وتحاول إفراغه من محتواه، ولهذا ندعو الأطراف الراعية للاتفاق إلى إلزام الطرف الآخر بإلغاء كافة القرارات أحادية الجانب، والتزام التشاور المسبق وفق نصوص الاتفاق، واستكمال تنفيذ كافة بنوده دون انتقائية، وفي مقدمتها تشكيل الوفد التفاوضي المشترك، وتشكيل الهيئات الاقتصادية، وهيكلة ووزارات الداخلية والدفاع والخارجية، وكافة الوزارات والمؤسسات العامة، وخروج المليشيات المعتدية التي جعلت مقراتها في شبوة ووادي حضـرموت والمهرة معسكرات لاحتضان الإرهاب وتصديره، ونهب موارد الجنوب، وقتل أبنائها ومصادرة حقوقهم، وتهديد الأمن والسلم الدوليين. adenalaan.com

نجدد التأكيد على موقفنا الثابت والراسخ وشراكتنا الفاعلة مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في التصدي لميليشيات الحوثيين الموالية لإيران، ومكافحة التطرف والإرهاب، وحماية المصالح الإقليمية والدولية في البحر العربي وخليج عدن وباب المندب.

وإذ نبارك كافة المساعي الجارية لإنهاء الحرب والشـروع في عملية سياسية شاملة، ونجدد بأن موقف المجلس الانتقالي الجنوبي كان ولا يزال وسيبقى حاملاً لراية السلام، ساعياً لإيقاف الحرب ومعالجة الوضع الإنساني، داعماً لكل المبادرات الأممية والإقليمية، حريصاً على إنجاح الجهود المبذولة لإحلال السلام في الجنوب واليمن، غير إننا لن نقبل بأية تسويات أو حلول تتجاوز قضية شعبنا الجنوبي، أو ترسم مستقبله السياسي خلافاً لإرادته وتطلعاته.

يا أبناء الجنوب الأحرار:

نحيي أبطال قواتنا المسلحة الجنوبية الباسلة، الذين يخوضون ملاحم تاريخية للذود عن أرضنا، ويسطرون مواقف بطولية لتأمين مكتسبات شعبنا وحمايته من أعمال الغزو والعدوان وتنظيمات الإرهاب الحوثي والإخواني والقاعدة وداعش.

فكونوا عوناً لأبنائكم وإخوانكم في القوات المسلحة الجنوبية فهم الرهان الحقيقي في هذه المرحلة وهذه الظروف الحرجة، ولنحمي جنوبنا ونحافظ على وحدة أبناءه.



ختاماً... ثقوا بأن التضحيات الجسام التي قدمها شعبنا ستكلل بالانتصار، وأننا ماضون بقوة وثبات نحو تحقيق هدف شعبنا المتمثل باستعادة وبناء دولته الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو 1990م، وأننا قادمون على مرحلة واعدة بتحقيق انتصارات سياسية واقتصادية لانتشال الأوضاع الراهنة، مستمدين عزيمتنا من إرادة شعبنا وعدالة قضيته، وهذا عهد الصادقين للصادقين وعهد الرجال للرجال.

نسأل الله تعالى أن يرحم شهدائنا الأبرار.. ويشفي جرحانا.. ويفك أسرانا.. ويرفع معاناة شعبنا، وينصره على القوم الظالمين.