عرض الصحف

الإثنين - 27 يونيو 2022 - الساعة 10:30 ص بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))وكالات:

تشهد منطقة الشرق الأوسط تغيرات حثيثة لإعادة بناء توازنات القوى فيها قبيل أيام من زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة العربية السعودية وعقد قمة مشتركة تضم زعماء دول الخليج ومصر والأردن والعراق.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الإثنين، فإن زيارة الرئيس بايدن المرتقبة هي نتيجة للكثير من السياسات والاستراتيجيات التي تم النجاح في بنائها وإنجازها في الفترة الماضية، وبإمكانها التأسيس لمرحلة جديدة في المنطقة والعالم.

إعادة تشكيل القوى
رأى الكاتب السعودي عبد الله بن بجاد العتيبي أن الحراك السياسي في الشرق الأوسط يشهد منذ سنوات تشكيلاً مختلفاً وتغييراً كبيراً لقواعد اللعبة، محلياً وإقليمياً ودولياً، وقبل الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة والسعودية تحديداً في قمة تجمع دول الخليج والدول العربية زادت وتيرة هذا الحراك السياسي

وقال العتيبي في مقاله بصحيفة "الاتحاد" الاماراتية إن دول المنطقة الحية والفاعلة تتحرّك لحماية مصالحها واستقرار بلدانها ورفاهية شعوبها، وخلاصة ما جرى تمثل نموذجاً تاريخياً لكيفية إدارة الصراعات الدولية، حيث استطاعت العديد من الدول العربية التخلص من خطر الأصولية وحركات الإسلام السياسي عبر تصنيفها إرهابيةً، وهي التي كانت تمثل اختراقاً سياسياً واجتماعياً خطيراً لخدمة أجندة غربية وإقليمية معاديةٍ لبلدانها وسيادتها واستقلالها، وإقليمياً، أعيد بناء مفهوم الأمن الإقليمي وأولوية السلام لبناء جبهة متكاملة وتمّ استيعاب دولة إسرائيل في هذه المنظومة الجديدة.

وأوضح الكاتب العتيبي أن ولي العهد السعودي يزور مصر والأردن وتركيا، ويستقبل رئيس وزراء العراق والعاهل الأردني يتحدث عن حلف ناتو في الشرق الأوسط ، وأمريكا تبدي تعاوناً نحو إعادة تشكيل القوى في المنطقة بما يضمن مصالح دولها وشعوبها. فالرئيس الأمريكي جو بايدن يزور المنطقة، وهي جاهزة لإعادة بناء جديدة لتوازنات القوى فيها، والخيار واضح بين دولٍ تفتش عن السلام والتنمية والتقدم والازدهار وأخرى مشغولةٌ بحكم بنيتها بنشر الظلام والإرهاب والفوضى.

كما أكد العتيبي أن زيارة الرئيس بايدن المرتقبة هي نتيجة للكثير من السياسات والاستراتيجيات التي تم النجاح في بنائها وإنجازها في الفترة الماضية، وبالمقابل فبإمكانها التأسيس لمرحلة جديدةٍ في المنطقة والعالم تدعم السلام والتقدم والرقي والتنمية وتحاصر الإرهاب وداعميه جماعاتٍ ودولاً، والسياسة فنٌ متعدد الأبعاد وقوة قرارٍ، وقد أثبتت دول المنطقة أنها قادرة على إعادة تشكيل القوى وصناعة التاريخ.

المنطقة تغزل خيوطاً جديدة
فيما ربط الكاتب سمير التقي زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتركيا بالتغيرات التي تشهدها المنطقة حالياً.

وقال التقي في صحيفة "النهار اللبنانية"، إنه لم يعد الحديث يدور حول إحياء العلاقات بين البلدين فحسب، بل يجري الحديث عن تغيير في خريطة اللعبة في المنطقة. وبالطبع سيسيل الكثير من الحبر عن الأبعاد الاقتصادية للزيارة، لكن سيرة الاقتصاد لا تكفي على الإطلاق لفهم جوهر القصة!.

وأشار الكاتب إلى إن الزيارة تتم في لحظة زخم واضطراب منقطع النظير يشير لعمق انعدام الوزن، وخلل التوازنات في الشرق الأوسط. إذ لا تكاد طائرات الدبلوماسيين والقادة في الإقليم تهدأ ليوم واحد! الكثير منها يطير بصمت، والبعض يطير بشيء من الضجيج. لكنها تحوم كالنحل لتغزل خيوطاً جديدة، وتبني جسوراً لم تكن مرئية أو متوقعة، ولم تكن قمة العلا لدول الخليج ومن ثم جولة ولي العهد السعودي إلا من ارهاصاتها الأولى، ولم تكن المناورات العسكرية المشتركة بين دول الخليج والولايات المتحدة وإسرائيل إلا ملامح لهذا الانعطاف، لتعقبها رحلات تنسج روابط جديدة بين مختلف عواصم الإقليم من أنقرة إلى الرياض إلى القاهرة والقدس إلى بغداد وعمان. ومن لقاء العقبة بين الأردن ومصر وإسرائيل إلى تصاعد الحديث عن تحالف شرق أوسطي - عربي -  إسرائيلي، إلى مغزى الفرصة الموقتة التي أتاحها التحالف العربي للتهدئة في اليمن، إلى انفراج العلاقات التركية - الإسرائيلية، إلى العديد من المبادرات بين مصر وتركيا إلى الزيارة اللاحقة لأمير قطر لمصر، إلى الزيارة اللاحقة لرئيس الوزراء العراقي للرياض وطهران، كل ذلك غيض من فيض ما يطفو على السطح من مدارات المعركة الدبلوماسية.
 
وتابع "تدرك الرياض وأنقرة أن استحقاقات جديدة تقرع أبواب المنطقة، حيث تمتد قائمة الكوارث المتراكبة يوماً بعد يوم، لتهدد بفقدان المنطقة لتوازنها الداخلي. إذ ينتقل بشكل متسارع التمترس من المناخ الدولي إلى الإقليم، ويرافقه التخلخل الدولي  العام، وتتداعى التوافقات الدولية حول الهدوء الهش في الشرق الأوسط، إضافة لما يفتحه احتمال انهيار محادثات الاتفاق النووي مع إيران من سيناريوات وتداعيات لا محدودة". 

كما أوضح سمير التقي أن المنطقة تدرك أن الولايات المتحدة لم تعد مرجعاً في إدارة المخاطر في الإقليم، بل لعلها لم تعد حتى وسيط سلام إقليمي. ومن جهتها لم تعد روسيا قادرة أن تلعب دور وسيط القوة، لضبط الجمر تحت التراب في ظل تفاهمات دولية مبطنة. يتم إخراج روسيا من سياقات التوافقات الدولية التي أنتجت يالطا ومن بعدها في بودابست وما تلاها. لذلك آن لأهل الدار الأخذ بزمامهم، ولا تنتظر تركيا ولا المملكة العربية السعودية نضج العقل الاستراتيجي الأمريكي، ولا تفويض روسيا بدور شرطي الإقليم. بل تعيد تشكيل العمران الاستراتيجي من خلال مبادرات إقليمية ذاتية حثيثة. 

الاستدارة نحو الشرق الأوسط
فيما قال الكاتل سمير منسي إن الآمال معقودة على جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن علّه يتوِّج هذا التطور ويعيد تصويب بوصلة بلاده حيال هذه الناحية من الشرق الأوسط عندما يطّلع مباشرةً على تطلعاتها وهواجسها، لا سيما في أثناء زيارته للمملكة العربية السعودية ومشاركته في قمة مجلس التعاون الخليجي بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

وأوضح منسي في صحيفة "الشرق الأوسط" أن زيارة بايدن لا تقتصر على عودة الحرارة المفقودة بين واشنطن وعدد من الدول العربية، لا سيما الخليجية وعلى رأسها السعودية فحسب، بل لأنها تُعد ترجمة علنية مطلوبة بإلحاح لتراجع الإدارة الديمقراطية عن مسار من سوء التقدير والممارسات الخاطئة التي ثبت لها أنها فاقدة الصلاحية والجدوى. إلى ذلك، يُنظر إلى الزيارة على أنها الاستدارة الحادة مجدداً نحو الشرق الأوسط، بعد الفشل في وقف التمدد الصيني والتوغل الروسي والتخلي قصير النظر عن الحلفاء الموثوقين منذ إدارة باراك أوباما المفتونة بدبلوماسية طهران ودبلوماسييها وابتساماتهم المصطنعة.

وأكد المنسي أن هذا التحرك يوجه رسالة ثلاثية إلى الإدارة الأمريكية؛ الأولى أن العلاقات العربية - الأمريكية تعد علاقات استراتيجية على الجانبين الحفاظ عليها وتطويرها، مع ضرورة أن تكون سياسات الإدارة الديمقراطية تجاه المنطقة أكثر وضوحاً وتحديداً. وثانيها أن الدول العربية لديها القدرة على توحيد مواقفها إزاء القضايا المهمة رغم التحديات الراهنة. والثالثة هي أن الأمن القومي العربي خط أحمر لن تألو الدول العربية جهداً لحمايته.

وأشار الكاتب إلى أن المنطقة أيضاً تشهد حراكاً إقليمياً أوسع، نراه، إضافةً إلى محتواه الأمني والدفاعي الشديد الأهمية في هذه المرحلة، يرتكز على عاملين حيويين لمستقبل المنطقة؛ هما السلام والاقتصاد.

كما أكد الكاتب سمير منسي أن هذه التشكيلات الجديدة والائتلافات التي يتم إنشاؤها تشير إلى أن خريطة الشرق الأوسط الجغرافية الاستراتيجية آخذة في التغير، ما يفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات حول مصير الدول التي بقيت خارجها بسبب وقوعها تحت الهيمنة الإيرانية مثل لبنان والعراق وإلى حد ما غزة وسكانها.

دعم مناخ التهدئة
ومن جانبها تناولت صحيفة "العرب" اللندنية زبارة استباق الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قمة الرياض العربية – الأمريكية بجولة ينظر إليها على أنها محاولة لكي يقدم إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن ما يرغب في سماعه بشأن الاتفاق النووي الذي تعارضه دول الخليج.

ويقول مراقبون بحسب الصحيفة إن جولة الكاظمي تخدم مناخ التهدئة الذي تريد إدارة بايدن الترويج له قبل أن يجد الرئيس الأمريكي نفسه خلال القمة -التي ستكون إيران والاتفاق النووي جزءا منها- يغرد وحيداً بالحديث عن التريث في التطرق إلى الملف النووي الإيراني.

وأشارت الصحيفة إلى أنه على مدى الأشهر الماضية سعت الولايات المتحدة لطمأنة دول الخليج وإسرائيل بأن واشنطن ستستمر في التصدي لأي تهديد من جانب إيران حتى في الوقت الذي تروج فيه للدبلوماسية النووية مع طهران، لكن لا يبدو أنها نجحت في إقناع حلفائها الذين يرون أن الاتفاق سيوسع أنشطة إيران وأذرعها في المنطقة.

وقال الخبراء الدوليون المسؤولون عن تطبيق الاتفاقية الدولية لمكافحة تمويل الإرهاب، إن إيران لن تحصل على أموالها المحتجزة إلا بعد أن يتم رفع اسمها من القائمة السوداء لمجموعة العمل المالي (فاتف) التي تراقب تمويلات الإرهاب وأعمال تهريب المخدرات وتبييض الأموال، وهو ما يعني أن إيران لن تستطيع تمويل أنشطة الحرس الثوري وشركاته وأذرعه الخارجية بالطريقة نفسها التي كانت تجري في السابق.

وبحسب المراقبين فإن إيران إذا تم توقيع الاتفاق النووي ستستعد للمناورة بتمويل نشاطات الحرس الثوري عن طريق العراق؛ وبذلك لا تتأثر سجلاتها بالمحظورات الخاصة بمجموعة العمل المالي الدولية. وهو ما يفسر مسارعة الإطار التنسيقي إلى تشكيل حكومة جديدة، وفق الصحيفة.