عرض الصحف

الإثنين - 28 نوفمبر 2022 - الساعة 10:57 ص بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))إرم نيوز:


تناولت صحف عالمية آخر تطورات الحرب الروسية الأوكرانية، وسط تقارير تفيد بأن الرئيس فلاديمير بوتين "مجبر" على مواصلة القتال والصمود هناك، على الرغم من الانتكاسات التي تتعرض لها قواته في الآونة الأخيرة.

كما سلطت الصحف الضوء على المشهد الصيني في ضوء موجة الاحتجاجات غير المسبوقة ضد سياسة "صفر كوفيد" الصارمة، وقالت إن الأحداث الجارية تشكل أكبر تحديات الرئيس الصيني، شي جين بينغ.

بوتين مجبر على مواصلة الحرب

ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مجبر على مواصلة الحرب في أوكرانيا، على الرغم من الانتكاسات التي تعرضت لها قواته في ساحات القتال على مدار الأشهر القليلة الماضية.

وقالت الصحيفة إن ارتجال الزعيم الروسي بعد الانتكاسات المتعاقبة ينظر إليه على أنه "درجة من اليأس". وأشارت إلى أنه على سبيل المثال، تخلل "غزو بوتين" لأوكرانيا تهديدات متكررة بتصعيد الحرب، حيث تم تخفيض أو تجاهل العديد في وقت لاحق، مما ترك الولايات المتحدة وحلفاءها يخمنون ما هي الخطوط الحمراء الحقيقية للزعيم الروسي.

ارتجال الزعيم الروسي بعد الانتكاسات المتعاقبة ينظر إليه على أنه "درجة من اليأس"
وول ستريت جورنال
وأضافت الصحيفة، في تحليل إخباري لها، أن التهديدات والتحولات المتكررة لروسيا، إلى جانب أهدافها الحربية المتغيرة باستمرار، قد عززت الاعتقاد بين المسؤولين الحكوميين الغربيين بأن بوتين "مجبر على الارتجال في حرب خرجت عن سيطرته".

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين قولهم إنه في المقابل، يجب أن يأخذ المسؤولون الغربيون ما يقوله الرئيس الروسي على محمل الجد، بما في ذلك اقتراحه بأنه سيكون على استعداد لاستخدام الأسلحة النووية، "حتى إذا كانوا يعتقدون أن هجومًا نوويًا روسيًا على أوكرانيا أمر غير مرجح للغاية".

وفي مقابلة مع الصحيفة، قال مايكل كلارك، الأستاذ الزائر في قسم دراسات الحرب في "كينجز كوليدج لندن"، إن هناك درجة من اليأس الآن في سلوك بوتين. وأضاف: "إنه يعلم جيداً أن الأمور لا تسير على ما يرام في ساحة المعركة، لكنه يجب أن يستقر عسكريًا لفترة طويلة".

وفي ما يتعلق بـ"الخطوط الحمراء" للرئيس الروسي، قالت الصحيفة إن أبرز المحظورات، التي لم يتم ذكرها إلى حد كبير بين الجانبين (روسيا والغرب)، هي أنه لا موسكو ولا أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) يريدون الاشتباك مباشرة عسكرياً مع الجانب الآخر.

وقالت الصحيفة إنه كثيرًا ما أثبتت الخطوط الحمراء الروسية الأخرى أنها خادعة، وأدت بعض خطاباتها الأكثر عدوانية إلى نتائج عكسية، حيث حذر بوتين شخصياً أواخر سبتمبر الماضي من أن الكرملين مستعد لاستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا، قائلاً إن روسيا ستستخدم "جميع الوسائل المتاحة لحماية روسيا وشعبنا".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين ومحللين غربيين قولهم إن التهديدات كانت تهدف بشكل أساسي إلى بث الذعر بين الجماهير الغربية بشأن الحرب، وبالتالي إقناع حكوماتهم بالتوقف عن دعم أوكرانيا والضغط من أجل السلام بشروط روسيا.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن النجاح الأوكراني في ساحة المعركة أجبر موسكو على تغيير أهدافها الحربية، حيث يرى دبلوماسيون ومسؤولون غربيون أن سلوك بوتين يشير إلى "الارتباك المتأصل في الغزو الروسي"، وفشله في توقع أن الحرب ستنجر إلى صراع طويل، والذعر المتزايد من سلسلة من الانتكاسات العسكرية.

في المقابل، قال آخرون إن "التهديدات المستمرة من الكرملين قد تخدم روسيا على الأقل بطريقة واحدة قصيرة المدى؛ وذلك لتشتيت الانتباه باستمرار عن أدائها الضعيف في ساحة المعركة، ومشكلاتها الاقتصادية، والعزلة الدبلوماسية المتزايدة لها والحقائق الأساسية لغزوها الوحشي لأوكرانيا".

"التهديدات كانت تهدف بشكل أساسي إلى بث الذعر بين الجماهير الغربية بشأن الحرب، وبالتالي إقناع حكوماتهم بالتوقف عن دعم أوكرانيا والضغط من أجل السلام بشروط روسيا"
محللون غربيون
مزاعم بضلوع الكرملين بقتل وزير بيلاروسي

ذكرت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية أن وفاة وزير الخارجية البيلاروسي، فلاديمير ماكي، المفاجئة والغامضة، أثارت مزاعم بوجود مؤامرة سرية من قبل موسكو، وخاصة "جهاز الأمن الفيدرالي الروسي"، للتخلص منه.

وتوفي ماكي (64 عاماً) "فجأة" أمس الأول، السبت. وقالت الصحيفة البريطانية إن أحد زملائه السابقين ألمح إلى احتمال تورط أجهزة المخابرات الروسية في قتله. ووصف المصدر ماكي بأنه كان "يتمتع بصحة جيدة"، مما أثار العديد من النظريات حول تورط خارجي في وفاته.

ووفقاً لتقرير الصحيفة، يأتي ذلك وسط تقارير على قنوات "تيليغرام" الروسية تفيد بأن ماكي، الذي كان يشغل منصب وزير خارجية بيلاروسيا منذ عام 2012، شارك في "محادثات سلام محتملة" مع أوكرانيا.


وفاة فلاديمير ماكي وزير خارجية بيلاروسيا عن 64 عامًا
آلاف الأطفال الأوكرانيين خضعوا لفحوصات طبية من قبل روسيا في الأجزاء الجنوبية والغربية من البلاد، حيث يقوم المسؤولون الروس "بحملة متعمدة لتهجير السكان" في الأراضي المحتلة
نيوزويك
ونقلت "ديلي إكسبريس" عن الدبلوماسي البيلاروسي السابق، بافيل لاتوشكا، قوله إن ماكي "يعرف الكثير" عن الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو. وأضاف: "ماكي يعرف عن لوكاشينكو أكثر من أي شخص آخر في البلاد. هناك العديد من الظروف الغامضة حول وفاته".

وأشار لاتوشكا في حديثه إلى أن "التوقيت كان مشكوكًا فيه"، موضحاً أن ماكي كان على وشك زيارة بولندا للمشاركة في المجلس الوزاري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا المقرر عقده الأسبوع المقبل. وأضاف بشكل غامض، وفقاً للصحيفة، أن ماكي "ربما أراد إحضار شيء مهم معه" خلال رحلته للقاء الوزراء الأوروبيين.

وأفاد السفير البيلاروسي السابق في بولندا بأنه كانت هناك محاولات سابقة لمنع الوزراء البيلاروسيين من السفر إلى بولندا. وقال: "كانت هناك مذكرة سرية في الحكومة البيلاروسية حللت هذه الحوادث وتوصلت إلى نتيجة مفادها أن موسكو وجهاز الأمن الفيدرالي كانا وراء كل هذه المحاولات لمنع تلك الزيارات".

في غضون ذلك، زعمت قنوات "تيليغرام" الموالية لروسيا أن ماكي أصبح "مصدر إزعاج" للكرملين، مشيرة إلى أنه كان معارضًا لتورط بلاده في حرب روسيا على أوكرانيا، "لدرجة أنه أصر على أن القوات الروسية لن تشن هجمات من الأراضي البيلاروسية".

ووفقاً لتقرير "ديلي إكسبريس"، تأتي الوفاة الغامضة بعد أيام فقط من توقع مركز أبحاث رائد في السياسة الخارجية الأمريكية أن المخابرات العسكرية الروسية ستحاول ترهيب لوكاشينكو لنشر القوات البيلاروسية إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا.

ولم تقف الادعاءات حول روسيا عند هذا الحد، فقد نقلت مجلة "نيوزويك" الأمريكية عن "معهد دراسة الحرب" زعمه أن موسكو تقوم بترحيل الأطفال الأوكرانيين، في جهود وصفها بـ"التهجير المتعمد".

وقال تقرير المعهد، ومقره واشنطن، إن آلاف الأطفال الأوكرانيين خضعوا لفحوصات طبية من قبل روسيا في الأجزاء الجنوبية والغربية من البلاد، حيث يقوم المسؤولون الروس "بحملة متعمدة لتهجير السكان" في الأراضي المحتلة.

وخلص التقرير، وفقاً للمجلة، إلى أنه من بين 15 ألف طفل خضعوا لهذه الفحوصات الطبية، تم إخبار 70% أنهم بحاجة إلى "رعاية طبية خاصة" ويحتاجون إلى نقلهم إلى روسيا لتلقي العلاج.

خبراء يقولون إن موجة الاحتجاجات الجارية تشكل أكبر تهديد حتى الآن لحكم الرئيس الصيني
وفي الصين، انتشرت الاحتجاجات ضد سياسة الحكومة الصارمة لمنع انتشار فيروس كورونا (صفر كوفيد) إلى العديد من المدن والجامعات في جميع أنحاء البلاد، حيث دعا المتظاهرون في شنغهاي الرئيس شي جين بينغ، إلى التنحي، وذلك في تصعيد كبير للاضطرابات السياسية.

ورأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الاحتجاجات قد تزايدت جراء حريق شب مساء الخميس، وأسفر عن مقتل 10 أشخاص داخل شقة في أورومتشي، عاصمة إقليم شينجيانغ، حيث زعم بعض المتظاهرين أن الجهات المعنية لم تستطع إنقاذ الضحايا بسبب التطبيق الصارم لسياسة الإغلاق، وذلك على الرغم من أن المسؤولين نفوا هذه المزاعم.

وبعد اندلاع التظاهرات في منطقة شينجيانغ احتجاجاً على الحادث، أظهرت لقطات أمس الأحد، على وسائل التواصل الاجتماعي، وفقاً للصحيفة، احتجاجات أخرى في نانجينغ وأورومتشي ووهان وقوانغتشو وبكين، حيث قام المتظاهرون في الشوارع بهدم الحواجز التي نصبتها قوات الأمن.

ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن موجة الاحتجاجات الجارية تشكل أكبر تهديد حتى الآن لحكم الرئيس شي، الذي عززه الشهر الماضي من خلال تأمين ولاية ثالثة غير مسبوقة مدتها خمس سنوات.



الشرطة الصينية تعتدي على صحفي من "بي بي سي" أثناء تغطيته احتجاجًا
وقالت الصحيفة في تحليل لها: "أطلقت حادثة أورومتشي العنان لأشد موجات الغضب العام ضد الحزب الشيوعي الحاكم منذ سنوات. وتسبب تدفق الأشخاص إلى التظاهرات في ضغوط جديدة على شي بعد شهر واحد فقط من حصوله على فترة ولاية ثالثة كرئيس للحزب".

وفي هذا الصدد، قال ياشينج هوانغ، وهو محلل سياسي صيني: "أنتجت سياسة صفر كوفيد نتيجة غير مقصودة، وهو ما يضع عددًا كبيرًا من الأشخاص في نفس الموقف. هذا هو تغيير قواعد اللعبة"، موضحاً أن "الغضب مكبوت منذ فترة بسبب هذه السياسة".

وأضافت الصحيفة: "ليس لدى الزعيم الصيني رد سهل على الغضب السائد. تحرك المراقبون بسرعة لإزالة الصور ومقاطع الفيديو للاحتجاجات. إذا قام شي بقمع المتظاهرين، فقد يغضب الشعب أكثر، مما يجهد حتى جهاز الأمن الصيني الهائل".

وتابعت: "إذا رفع العديد من القيود فجأة، فإنه يخاطر بإلحاق الضرر بصورته عن السلطة التي لا يمكن تعويضها والتي بناها جزئيًا على نجاحه في محاربة الفيروس التاجي. وقد يصبح الارتفاع اللاحق للعدوى، الذي يحتمل أن يكون مميتًا بين الضعفاء، مصدرًا آخر للاستياء".

"ليس لدى الزعيم الصيني رد سهل على الغضب السائد. تحرك المراقبون بسرعة لإزالة الصور ومقاطع الفيديو للاحتجاجات. إذا قام شي بقمع المتظاهرين، فقد يغضب الشعب أكثر، مما يجهد حتى جهاز الأمن الصيني الهائل"
نيويورك تايمز

صحف عالمية: توتر في إيران بسبب الاحتجاجات.. واليابان تحشد لمواجهة الصين
من جانبها، قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إنه من غير المرجح أن يتسامح شي مع المتظاهرين لفترة طويلة، لأنه من المتوقع أن يرى الاحتجاجات على أنها تحد ليس فقط لسياسة كوفيد الخاصة به، ولكن للأيديولوجية الشيوعية الجماعية وسلطته.

وذكرت الصحيفة: "تتمثل إحدى الصعوبات التي تواجهها الحكومة في أن المسؤولين المحليين الملتزمين بالقرار، والقلقين أيضاً من انتقام الجهات العليا في حالة حدوث تفشٍ للوباء، قد فرضوا ضوابط صارمة لم يعرفوا توابعها، كما أنهم ليس لديهم جدول زمني محدد لإنهاء هذه القيود".

وأضافت الصحيفة: "إن مشهد الجماهير بلا كمامات من جميع أنحاء العالم وهم يستمتعون بكرة القدم في قطر (بطولة كأس العالم) أمر مزعج للغاية بالنسبة لبلد لم يبد أي محاولات للتعايش مع الفيروس بعد ثلاث سنوات من التفشي".

واختتمت "الغارديان" تحليلها بالقول: "بغض النظر عما سيحدث بعد ذلك، بالنسبة لشي فإن حجم الاحتجاجات يمثل ضربة لمكانته الدولية بعد أشهر فقط من عودته إلى المسرح العالمي".