كتابات وآراء


الثلاثاء - 24 يوليه 2018 - الساعة 05:13 م

كُتب بواسطة : محمد عبشل - ارشيف الكاتب


عندما يصبح الاعلام اداة لنشر الفوضى والعنصرية ويزرع نواة الفساد في المجتمعات ليساهم في تدمير كل القيم والمعاني الانسانية النبيلة التي قد انقرضت بفضل بعض من يطلقون على انفسهم اعلاميين وهم لا ينتمون الى الاعلام لانهم يجهلون ابسط معاني الرسالة الاعلامية التي هي من اسمى واصعب المهن ولا نها تعد سلطة من السلطات التي تساهم في حماية المواطن ونصرة المظلوم وايضا تعتبر سلطة رابعة لا نها قد تنصر ظالما وقد تظلم مظلوما .
ولكن للأسف اختلط الحابل بالنابل فصار الكل يطلق على نفسه لقب اعلامي وهو لا يعرف ما تعنيه الكلمة وما تحمل من وزن وثقل ومعاني كبيرة يصعب على عقولهم الصغيرة استيعابها .

وللأسف هؤلاء هم يعيشون بيننا ويعملون بكل اريحية لمصلحة احزابهم واسيادهم الذين اشتروا ذممهم بالمناصب او بالمال .
فصاروا يمجدون الظالم ويعينونه على الظلم والتجبر ويصورون جبروته رحمه وطغيانه تواضع .

نعم نجدهم يكتبون موشحات في من لا يستحق ان نفكر فقط مجرد التفكير ان نكتب عنه لان اقلامنا اشرف من ان نلوثها بالكتابة عن هكذا حشرات اضرت حتى بوطنها الذي تعيش فيه وتأكل من خيراته
وباعت ذممها بحفن المال الزائل وتخلت عن المبادئ والقيم الانسانية

قد يسأل البعض لماذا اكتب عن هذا الموضوع في هذا الوقت تحديدا ؟
باختصار شديد عندما ارى المستنقع الذي نعيش فيه وارى الكوارث التي تصيب الناس البسطاء ولا اجد الاعلام يطرحها او حتى يلمح اليها ولو تلميحا من باب اسقاط الواجب ؟
اعرف واتيقن ان الاعلام والاعلاميين قد انحرفوا عن المسار الصحيح وتناسوا رسالتهم الاعلامية نعم اصبح العديد من الاعلاميون لا يجيدون سوى مقالات المدح والثناء والبروز لناس يعلم القاصي والداني عن فسادهم وتجبرهم وعتوهم .
اذا هنا نجد الخلل عندما يصبح الاعلام في صف الفساد والفاسدين فمن سيقف في صف المواطن البسيط الذي انهكته متاعب الحياة وجبروت الظالمين ممن ماتت ضمائرهم وامتلأت كروشهم بالسحت وهذا واقع لا يمكن لأحد ان ينكره .

اذا متى ستعود الرسالة الإعلامية الصادقة والهادفة التي تبحث عن القضايا المهمة التي تستحق ان نطرحها ونناقشها ونوليها جل الاهتمام .

هل سأل احدكم نفسه متى اخر مرة قرأ مقال او تحقيق صحفي عن قضايا فساد او ما شابه ذلك .
ستكون الإجابة مؤلمة لان مثل هكذا مقالات لم نعد نراها وكأني بها تسافر عن مجتمعنا الى غير رجعه
هنا سؤالي سيكون ما فائدة الاعلام واقلامه .
هل وجدت لكتابة السجع بكل اتقان في من لا يستحقه .
واجزم ان لا احد من اصحاب المناصب في وقتنا الراهن يستحق ان نكتب عنه حرفا واحدا فالواقع خير شاهد على ذلك
لانهم بكل بساطة وحوش استباحوا اموال الناس ونهبوا الثروات ودمروا كل ما هو جميل وهذا على مستوى الوطن بكله وليس على مستوى مديرية او محافظة .
فالكل بات في صندوق رمي مفتاحه الى كوكب اخر ..
اتمنى ان يدرك جميع الاعلاميين هذه الحقيقة ..
والا فعلى الدنيا السلام ..
وان لم تستحي فافعل ما شئت ...