آخر تحديث :الخميس-03 يوليو 2025-12:02ص

مقالات

نمور_من_ورق

الأربعاء - 15 يوليو 2020 - الساعة 09:14 م

بقلم: عبدالقادر القاضي
- ارشيف الكاتب

تافهة هي الحياة يا صديقي التي يقبل فيها الإنسان أن يفطر ذلآ ،، ويتعشى تعاسة ،، ومابينهما يوم طويل من الشقاء والألم ودفن الجنائز ،، ثم يتوهم أنه حرآ . لاتستلم واثبت ولملم شتات روحك وواصل الطريق حتى وإن كان يبدوا موحشآ فلاتدع تلك الوحشة تخدعك أو تخيفك ،، فلا وحشة كوحشة العيش في بيوت الصفيح وسط الظلام تنتظر انتظار العاجزين مرسومآ ساميآ ينشر في الجريدة الرسمية يمنحوك به كسرة خبز جافة معجونة بالذل والهوان والانكسار ،، ثم يعودون إلى مؤائدهم العامرة واضائاتهم الساطعة وجواريهم الراقصة يستمعون لخطابات النفاق من أفواه اعتادت أن تأكل السحت على حساب جلد ظهرك وظهر أجيال شوهوا واحرقوا بأقلامهم أحلامهم ومستقبلهم . سيعودون إلى كل تلك الحياة السرية الفاخرة التي تخصهم وحدهم،،وستظل انت وحدك منزويآ في الظلام تتحسس بكف يدك عن بقايا فتات كسرة الخبز التي وقعت على الأرض ثم بعدها تتكىء لتقراء على ضوء شمعة بقية أسطر المرسوم السامي الخاص بكسرة الخبز في بقايا صفحات الجريدة الرسمية لتعلم كم هم كرماء معك . ومثل كل السنوات الماضية ستنكفىء على نفسك لتفترش الارض وتلتحف السماء لتحلم بالغد الذي يحدثونك عنه كذبآ وتسويفآ وتمني منذ ست سنوات عجاف ،، سيحدثونك عنه وهم يحبسوه في اقبيتهم لكي لا يأتي إليك ولا حتى تكن قادرآ انت أن تذهب إليه . فقط جرب يا صديقي أن #لاتستلم_واثبت وانصب قامتك التي لا يريدون لها أن تنتصب وتشمخ ،، وسترى وقتها انهم ليسوا إلا نمورآ من ورق يخشون من نار شمعتك الوحيدة تلك التي بت اليوم تمتلكها وباتت تبدد لك ظلماتهم ،، ولكم تمنوا لو انهم يستطيعون اطفائها،، وعبثاً يحاولون .. فلاتستلم لحروبهم واثبت ،، ولاتدعهم يهزموا روحك ليكسروك .. فقط واصل الثبات ولا تنحني لهم . حينها فقط، سيأتي الغد اليك مشرقاً ليكون ملك يديك ولن يكون مجرد تمني وانتظاراً له وسط بيوت من صفيح غارقة في ظلامهم وظلماتهم . ولاتخشى الموت ابداً،، إن انت نصبت ظهرك ورفضت الأنحاء لهم ،، فحينما نموت بعد كل ذلك الثبات وذلك الشموخ ،، فاننا لانموت انبطاحاً كما يريدون ،، بل نموت وقوفآ كما نحن نريد ،، نموت وقوفاً كنخل البصرة وبغداد .. فالموت هو الموت ياصديقي ،، نحن فقط من نختار الطريقة التي نموت فيها ونحن من نحددها ،، لتحيا من بعدنا أجيال تعلمت منا رفض المهانة والذل حتى وإن كان مغلفآ بوطنية زائفة كاذبة ناصبة،، تخدم ثلة واشخاص،، وتقتل شعب وأجيال . . . عبدالقادر القاضي .