الثلاثاء - 11 يناير 2022 - الساعة 04:15 م
( أنا من قبيلة لودر ) 29/10/2013
.........
من طرائف القصص المروية عن أحد مشائخ الجمهورية العربية اليمنية انه ابان حرب 94 عندما قيل له :
جبهة دوفس استعصت علينا ياشيخ فما العمل؟ قال لهم : ابسروا هذا الشيخ دوفس كم يشتي زلط وادوا له , المهم ندخل عدن .
محاكاة لقصة الشيخ سألني أحد الأخوة من أبناء الجمهورية العربية اليمنية : من أي قبيلة أنت ؟ فأجبته: أنا من قبيلة لودر , فقال بحماسة : والنعم بقبيلة لودر , وأخذ يجاذبني الحديث عن مناقب قبيلة لودر وبطولاتها .. ثم ذهب إلى حال سبيله ,لكن لا أخفيكم أن تلك الكذبة البيضاء قلتها بشيء من الفخر والاعتزاز ولربما نبهتني إلى جُزئية لم أُدركها من قبل و يغفل عنها الكثير من أبناء الجنوب الا وهي" أن أبناء الجنوب لايجيدون القتال تحت مظلة القبيلة بقدر مايجيدون القتال تحت مظلة الأرض والعرض (المظلة الوطنية ) فتتشكل لوحة وطنية غاية في الروعة و الجمال,.
وما يدل ذلك فشل كل التكتلات القبلية لمجابهة ماعرف بأنصار الشريعة و نجاح أبناء لودر ولجانها الشعبية في الذود والتصدي لتلك العناصر الإرهابية , وهذا الجانب من الشخصية الجنوبية جانب إيجابي راكمته التجارب الوطنية السابقة ونفضت عنه الغبار المحن والأوجاع الحالية , فلم نستطع الانخراط في الثقافة القبلية الآتية من الشمال اليمني و المرتكزة على مشائخ و أفراد تحرك كل أبناء القبيلة في الاتجاه الذي تريد والوقت الذي تريد , بل وتستأثر بالمال والسلاح وتمارس حكم شبيه بالحكم الإقطاعي ومن هنا نجد بوضوح تمرد الشخصية الجنوبية وتحررها من هذه الثقافة الدخيلة بقصد أو بغير قصد.
لأن هوية وشخصية الإنسان الجنوبي هوية متحررة منذ عقود من الزمن لذلك يجب علينا نحن أبناء الجنوب أن ندعم ونعزز هذا الجانب الإيجابي من شخصيتنا الوطنية فهذا مؤشر من مؤشرات الحركة الوطنية الواسعة في جنوبنا الحبيب المتمثلة في الحراك الجنوبي السلمي .. فلذلك سأرد دوما على كل من يسألُني من أي قبيلة أنت ؟ و سأقول :
- أنا من قبيلة الجنوب !.
...............
بدر قاسم محمد
