كتابات وآراء


الأحد - 04 ديسمبر 2022 - الساعة 04:42 م

كُتب بواسطة : امين اليافعي - ارشيف الكاتب



شبّه عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو طريقة تلاعب الصحفيين والنخب بالقضايا العامة بمثل ذلك الذي يلبس النظارات السوداء: "بواسطتها يرى أشياء معينة ولا يرى أشياء أخرى؛ كما أنه يرى هذه الأشياء بطريقة معينة". وفي موضع أخر وصفهم بالخطرين: "لأنهم يندهشون من أشياء تافهة، ويتجاهلون أشياء مهمة للغاية" (بيير بورديو، التلفزيون وآليات التلاعب بالعقول، ص ٤٩ و ٩٠).
مثال بسيط بخصوص واحد من ملفات الفساد المعروفة والضخمة. قبل كم يوم أصدر أحد أعضاء المجلس الرئاسي توجيهاً بضرورة فتح ملف الازدواج الوظيفي. جن جنون كثيرين حول أمر اجرائي لا يعدو أن يكون في الوضع الحالي مجرد إجراء شكلي إلى أبعد الحدود. تمثل هذا الإجراء في ضرورة أن يصدر مثل هذا التوجيه عن رئيس المجلس الرئاسي، ولم يتحدث أحد عن المشكلة الرئيسية.
ملف الأزدواج الوظيفي من أكبر ملفات الفساد في اليمن على الإطلاق، ومنذ عقود طويلة، والجميع يعلم ذلك.
عدم تحرك القيادة العليا لمعالجة هذا الملف، يُحسب عليها، وسكوتها يضع الكثير من علامات الاستفهام، خصوصاً في ظل الوضع الحالي حيث بات الفساد بمثابة "#خيانة_عظمى"، وملف الازدواج الوظيفي هو أكبر بكثير من ملف المنح، لكن لأن شبكة المستفيدين أكبر بكثير، يتم تجاهله تماما!