عرض الصحف

الأربعاء - 15 مارس 2023 - الساعة 10:58 ص بتوقيت اليمن ،،،

((المرصد))إرم نيوز:

"جعلت العالم يحبس أنفاسه".. هكذا تصدرت واقعة إسقاط طائرة أمريكية بدون طيار من قبل مقاتلة روسية فوق البحر الأسود، عناوين الصحف الصادرة صباح اليوم، الأربعاء، وسط تقارير تتحدث عن الواقعة كتصعيد مقلق بين القوتين النوويتين في منطقة قريبة من الحرب التي سلطت أبرز الصحف العالمية الضوء على مستجداتها الميدانية.

كانت طائرة "إم كيو – 9 ريبر" الأمريكية المسيرة تقوم برحلة وصفتها الصحيفة بـ"الروتينية" فوق البحر الأسود
وفي أزمة أخرى مثيرة للقلق، تناولت الصحف تقاريراً تكشف عن استعدادات صينية للرد على تحالف "أوكوس" ومنح أمريكا أستراليا غواصات نووية "لمواجهة تهديد بكين"، الأمر الذي يضيف مزيداً من التوتر في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة.

نذر تصعيد مقلقة بين روسيا وأمريكا


"هل أصبح البحر الأسود مسرحًا جديداً للنفوذ؟"، هكذا سلطت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية الضوء على ما وصفته بـ"زلزال دبلوماسي" ونذر تصعيد مقلقة بين الولايات المتحدة وروسيا، وذلك بعدما أسقطت الأخيرة طائرة استطلاع أمريكية بدون طيار فوق البحر الأسود، الأمر الذي يضيف إلى التوترات بين القوتين التي تصاعدت بالفعل بسبب الحرب الأوكرانية.

جاء ذلك في وقت استدعت فيه الولايات المتحدة السفير الروسي لديها، أناتولي أنتونوف. ونقلت "بوليتيكو" عن مسؤول أمريكي بارز قوله إن أنتونوف التقى مع مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأوروبية والأوروبية الآسيوية، كارين دونفريد، "لمناقشة عمليات روسيا غير الآمنة وغير المهنية فوق البحر الأسود، والتي نتج عنها إسقاط الطائرة."

وكانت طائرة "إم كيو – 9 ريبر" الأمريكية المسيرة تقوم برحلة وصفتها الصحيفة بـ"الروتينية" فوق البحر الأسود قبل أن تعترضها طائرتان مقاتلتان روسيتان من طراز "سو – 27" أمس، الثلاثاء، مما أجبر الطيارين الأمريكيين على إسقاط الطائرة في المياه.

وأشارت الصحيفة إلى أن الواقعة تأتي مع دخول الحرب في أوكرانيا عامها الثاني، وسط عزيمة جامحة من قبل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على إبقاء قواته خارج الحرب، حتى عندما تعهد بمواصلة دعم كييف في حربها ضد موسكو.

ووسط تحذيرات غربية من "سوء تقدير محتمل وتصعيد غير مقصود"، أبلغ دبلوماسي أوروبي كبير صحيفة "بوليتيكو" أن المسؤولين قلقون جراء الحادث "لأنه أظهر عدوانية السلوك الروسي". وأضاف: "هذا يظهر مرة أخرى أهمية البحر الأسود والحاجة إلى نهج بشأنه على المدى المتوسط والطويل."

كما نقلت الصحيفة عن السناتور الجمهوري، روجر ويكر، قوله إن الواقعة كانت بمثابة "دعوة للاستيقاظ للانعزاليين" بشأن التهديدات التي يشكلها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين." وشدد: "يجب أن نختار إظهار القوة ضد خصمنا، وليس استرضاء هذا الديكتاتور بالكلمات أو ما يسمى بخفض التصعيد".


أول صِدام بين القوتين.. اصطدام طائرة روسية بمسيَّرة أمريكية فوق البحر الأسود
بدورها، وصفت صحيفة "الغارديان" البريطانية واقعة أمس بـ"الأكثر خطورة" بين الطرفين، محذرة من تصعيد المواجهة بالقرب من منطقة الحرب. وقالت الصحيفة إنه بالرغم من أن المناوشات الروسية والصينية للطائرات الأمريكية ليست بالأمر الجديد، إلا أن إسقاط طائرة يعتبر تطوراً مقلقاً."

وذكرت الصحيفة البريطانية أن مما يزيد المخاطر هو حقيقة أن كلا الجانبين يمتلكان آلاف الرؤوس الحربية النووية كسلاح ملاذ أخير، مما يجعل العالم يحبس أنفاسه حول تداعيات واقعة إسقاط المسيرة الأمريكية، مشيرة إلى أن المخاطر تزداد بشكل كبير من خلال السلوك المتهور.

وأضافت الصحيفة أن روسيا تحاول فرض "سياسة الأمر الواقع" في البحر الأسود الاستراتيجي من خلال إبقاء الطائرات والقوارب الأمريكية بعيدًا عن حرب أوكرانيا الطاحنة، وعدم استفادة الأخيرة من الدعم المخابراتي الذي تقدمه واشنطن.

وتابعت الصحيفة: "يعتبر حادث أمس أكثر خطورة لأنه أدى إلى اصطدام وهبوط في البحر." ونقلت عن  قائد سابق بالبحرية الأمريكية قوله إن مثل هذه السيناريوهات تعد من "أعظم مخاوف الجيش الأمريكي بسبب عدم القدرة على التنبؤ بسلسلة الأحداث التي يمكن أن تثيرها في أعقابها."

في غضون ذلك، قال جنرال سابق بالجيش الأمريكي إن حلف شمال الأطلسي (الناتو) قد يكثف تواجده في البحر الأسود بعد إسقاط الطائرة المسيرة. وأضاف: "لن ترى أي طائرات بدون طيار تحلق بمفردها بعد الآن. قد نرى الطائرات الأمريكية برفقة طائرات الناتو فوق البحر الأسود."

أزمة روسية.. وتصريح خطير ضد أوكرانيا


وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن مسؤولين غربيين زعمهم بأن موسكو تعاني في الوقت الحالي من نقص حاد في المدفعية، في أزمة قد تعيق الهجوم الروسي الجاري في شرق أوكرانيا، الأمر الذي دفع الكرملين إلى إصدار تعليمات للمصنعين بمضاعفة إنتاج الأسلحة الموجهة بدقة.

وقال المسؤولون أمس إن نقص قذائف المدفعية يعيق تقدم روسيا الطاحن في شرق أوكرانيا، في الوقت الذي تسعى فيه موسكو للسيطرة على مدينة باخموت بعد أشهر من القتال العنيف، بينما تستعد كييف لشن هجوم مضاد مزعوم.

في الوقت الذي تكافح فيه الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، لزيادة الإنتاج العسكري لمساعدة الجهود الدفاعية لأوكرانيا وتعزيز أمنها، تطبق روسيا مبادئ "الاقتصاد الموجه"
ونقلت الصحيفة عن تقرير استخباراتي بريطاني قوله إن نقص الذخيرة الروسية "ساء" في الأسابيع الأخيرة لدرجة أنه من المحتمل أن يكون هناك "تقنين شديد" لقذائف المدفعية المستخدمة في خطوط القتال. ووفقاً لـ"الجورنال"، أيد مسؤولو دفاع أوروبيون هذا التقييم، وأكدوا أن روسيا تعمل مع شركاء، بما في ذلك كوريا الشمالية، لشراء الذخيرة بسرعة أثناء زيادة الإنتاج.

وأضاف التقرير البريطاني أن تقنين المدفعية على الخطوط الأمامية كان سببًا رئيسيًا لفشل روسيا مؤخرًا في تحقيق مكاسب عسكرية في أوكرانيا، زاعماً أن موسكو لجأت على الأرجح إلى استخدام مخزون الذخيرة القديم الذي تم تصنيفه سابقًا على أنه غير صالح للانتشار في الحرب.

وتابع التقرير أنه في الوقت الذي تكافح فيه الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، لزيادة الإنتاج العسكري لمساعدة الجهود الدفاعية لأوكرانيا وتعزيز أمنها، تطبق روسيا مبادئ "الاقتصاد الموجه" حيث تصبح قدرتها على التصنيع الدفاعي نقطة ضعف في حملتها العسكرية.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه على الرغم من نقص الموارد، أحرزت روسيا بعض التقدم في الأسابيع الأخيرة حول مدينة باخموت المحاصرة بشرق أوكرانيا، بينما واصلت القوات الأوكرانية الدفاع عن المدينة على الرغم من تعرضها لخطر قطع طرق الإمداد.

من جانبها، سلطت صحيفة "التايمز" البريطانية الضوء على ما اعتبرته "تصريحاً خطيراً" يثير مخاوف حول استمرار الدعم الغربي لكييف، وذلك بعدما قال رون ديسانتيس، حاكم ولاية فلوريدا الأمريكية والمرشح الجمهوري المحتمل لخوض السباق الرئاسي العام المقبل، "إن مستقبل أوكرانيا ليس مهما بالنسبة للولايات المتحدة."

وانتقد ديسانتيس – على غرار منافسه دونالد ترامب - سياسة "شيك على بياض" التي يتبعها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مع أوكرانيا، وقال إن "التورط أكثر في نزاع إقليمي بين أوكرانيا وروسيا لم يكن مصلحة وطنية حيوية للولايات المتحدة،" في إشارة إلى أنه سيقلص دعم بلاده إذا أصبح رئيسًا.

ترامب وديسانتيس يعتبران المرشحين البارزين للحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة
وأشارت "التايمز" إلى أن تصريحات ديسانتيس (44 عاماً) جاءت في الوقت الذي قال فيه ترامب، المرشح الرئيسي لترشيح الحزب الجمهوري، إنه السياسي الوحيد الذي يمكنه منع اندلاع حرب عالمية ثالثة بسبب الحرب الأوكرانية الروسي، متعهداً بإنهاء الصراع "في أقل من 24 ساعة".

وأوضحت الصحيفة أن ترامب وديسانتيس يعتبران المرشحين البارزين للحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة، كما أنهما ملتزمان بتقليل الدعم الذي قدمه بايدن إلى كييف، والذي يقدر بأكثر من 75 مليار دولار من المساعدات الإنسانية والمالية والعسكرية منذ بدء الحرب.

وكان ديسانتيس - الذي خدم في العراق كمستشار قانوني للقوات الأمريكية الخاصة – قد ألمح لصحيفة "التايمز" الأسبوع الماضي بأنه ضد الترويج للديموقراطية الذي تفرضه الولايات المتحدة على العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى.

استعدادات صينية للرد على "أوكوس"


على صعيد آخر، ذكرت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية أن بكين تستعد في الوقت الحالي للرد على ما وصفته بـ"استفزاز أمريكي" يهدد الأمن والاستقرار الإقليميين، وذلك بعدما وقعت الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، الإثنين، اتفاقاً حول إمداد الأخيرة بغواصات نووية، في خطوة أدانتها الصين بشدة.


وثائق تكشف تلقّي عائلة الرئيس الأمريكي جو بايدن "تحويلات مشبوهة" من الصين
ونقلت الصحيفة الصينية – الناطقة باللغة الإنجليزية – عن محللين قولهم إن الولايات المتحدة وحلفاءها يفرضون بموجب الاتفاق "تطويقًا تحت الماء ضد الصين"، محذرين أن واشنطن تخطط لمواجهة بكين عسكرياً، مشيرين إلى أن يجب على الصين أن تستعد للدفاع عن نفسها.

جاء ذلك بعدما أعلن تحالف "أوكوس"، الذي يضم أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة، عن تفاصيل برنامج الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، والذي بموجبه سيتم تزويد كانبيرا  بخمس غواصات "لمواجهة التهديد الصيني" المزعوم.

ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ونبين، قوله إن ما يسمى بالشراكة الأمنية الثلاثية "أوكسوس" وتعزيز التعاون التكنولوجي العسكري المتطور، بما في ذلك الغواصات النووية بين الدول الثلاث، "تندرج تحت عقلية الحرب الباردة النموذجية التي من شأنها فقط تحفيز سباق التسلح، وتخريب أنظمة عدم الانتشار النووي الدولية."

ورأى المحللون، في حديثهم مع "غلوبال تايمز"، أن "الخطة الأمريكية" تتكون من ثلاث خطوات، موضحين أن المرحلة الأولى ستبدأ بنشر خمس غواصات عبر قاعدة في غرب أستراليا اعتبارًا من عام 2027. واعتبروا أن الخطوة ستحول أستراليا على الفور إلى قاعدة انتشار أمامية للولايات المتحدة بشكل أساسي كجزء من محاولة الأخيرة لاحتواء الصين عسكريًا.

وقالوا: "بالنسبة للمرحلة الثانية، ورد أن أستراليا ستحصل على ثلاث غواصات هجومية تعمل بالطاقة النووية من الولايات المتحدة في أوائل العقد الثالث من القرن الحالي مع خيار شراء اثنتين أخريين. وأخيراً، سيصبح لدى أستراليا ثماني غواصات نووية بحلول الستينيات جاهزة للاستخدام الأمريكي."

أوضح المصدر أن هذا النظام يجب أن يشمل المزيد من الطائرات ذات الأجنحة الثابتة والمروحيات المضادة للغواصات في الهواء
كما نقلت الصحيفة الصينية عن محللين عكسريين قولهم إن أستراليا ستصبح بموجب البرنامج "فأر تجارب" للولايات المتحدة. وأضافوا أن الأمريكيين والبريطانيين يريدون معرفة تقنيات ومفاهيم جديدة في التطوير المشترك للغواصات، وأنهم وجدوا أن أستراليا أرض خصبة لمثل هذه الاختبارات.

وصرح خبير عسكري آخر للصحيفة: "إن أوكوس يربط أستراليا بالمركبة الأمريكية لتشكيل تطويق عسكري تحت الماء ضد الصين، حتى لو اختارت كانبيرا تجنب أي توترات عسكرية والتركيز على التعاون الاقتصادي."

وقال المصدر إنه لحماية سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية من هذه التهديدات، يتعين على الصين بناء نظام متعدد الأبعاد مضاد للغواصات. وأوضح أن هذا النظام يجب أن يشمل المزيد من الطائرات ذات الأجنحة الثابتة والمروحيات المضادة للغواصات في الهواء، والمدمرات والفرقاطات المزودة بأجهزة السونار الأكثر تقدمًا، بالإضافة إلى أسطول الصين من الغواصات التقليدية والنووية.