آخر تحديث :الأحد-15 ديسمبر 2024-12:54ص

اخبار وتقارير


مسيّرات أمريكية متطورة في مخازن الحوثيين.. وخبراء يحذّرون

مسيّرات أمريكية متطورة في مخازن الحوثيين.. وخبراء يحذّرون

الأربعاء - 27 نوفمبر 2024 - 12:49 م بتوقيت عدن

- المرصد / متابعات


مع تصاعد التوترات الإقليمية في المنطقة، حذّر خبراء عسكريون يمنيون من مخاطر وقوع تقنيات أمريكية عسكرية حديثة، في أيدي ميليشيا الحوثي، على نحو يُمكّنها من تطوير أسلحة جديدة، ويضاعف من تهديداتها للأمن الإقليمي والملاحة الدولية.

ومنذ انطلاق هجمات ميليشيا الحوثيين ضد السفن التجارية، أواخر العام الماضي، كثّفت الولايات المتحدة من مهام الطائرات دون طيار من طراز "MQ-9 Reaper"، في سماء المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيا، بهدف جمع المعلومات الحساسة والبيانات الدقيقة وتنفيذ بعض الضربات الوقائية، في سياق عملياتها العسكرية الرامية إلى "تأمين حرية الملاحة".

غير أن ميليشيا الحوثيين تمكنت من إسقاط 12 من المسيّرات المتطورة، التي يصل ثمن إحداها دون الذخائر إلى 30 مليون دولار، في غضون عام واحد، ونشرت صوراً ومقاطع فيديو بعد وقوعها في أياديها، وسط اعتراف الجيش الأمريكي بسقوط بعضها، وقد فتَحَ تحقيقات بشأن تكرر هذه الحوادث.


وبحسب الموقع البريطاني "سيمبل فلاينغ" المتخصص في الطيران، فإن القوات الأمريكية استخدمت طائرات "MQ-9 Reaper" المسيّرة، في عمليات الاستخبارات والمراقبة وتنفيذ ضربات جراحية دقيقة"، استهدف بعضها قيادات إرهابية في مختلف دول العالم، فضلاً عن تنفيذها عملية اغتيال قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في العراق، مطلع العام 2020.

وسبق أن استولت ميليشيا الحوثيين في العام 2018، على مركبة بحرية ذاتية القيادة، تدعى "ريموس 600"، تستخدمها الولايات المتحدة لرسم خرائط قاع البحر واكتشاف الألغام، في أثناء قيامها بعمليات مسح بحري في مياه البحر الأحمر، قبل أن تتحوّل المركبة مؤخراً إلى سلاح مستنسخ، مضاد للسفن.

وأزاحت ميليشيا الحوثيين أواخر الشهر الماضي، الستار عن طوربيد "القارعة" البحري المسيّر، خلال مناورات عسكرية بحرية في سواحل محافظة الحديدة، المطلّة على مياه البحر الأحمر، باعتباره "أحدث الصناعات المحلية"، وفق مزاعم إعلامهم العسكري.

ورجّح موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي، أن يكون الطوربيد مشتقاً عن المركبة الأمريكية غير المأهولة، نتيجة هندسة عكسية إيرانية، أُرسلت أجزاؤها إلى ميليشيا الحوثيين من أجل تصنيعها.

تجربة "حزب الله"

وقال الباحث المتخصص في شؤون "الحوثيين" العسكرية، عدنان الجبرني، لـ"إرم نيوز" إن ميليشيا الحوثي تكرّر تجربة ميليشيا حزب الله اللبناني، بعد استيلائه في عام 2006 على نموذج من صواريخ "سبايك" الإسرائيلية المزوّدة بكاميرا، ثم إرساله إلى إيران لإعادة هندسته عكسياً، ليصبح اليوم صاروخ "الماس" بعد التعديل عليه.

مضيفاً أن ميليشيا الحوثيين بعد استيلائها على أي تقنية عسكرية جديدة، "تقوم بعرضها على الخبراء الإيرانيين، للتعديل عليها وعمل نماذج قد لا يتم الكشف عنها من قبل طهران في بعض الأوقات؛ ما يحوّلها إلى سلاح جديد في إيدي ميليشيا الحوثيين ومن خلفهم إيران، وذلك يؤكد جدّيتهم المستمرة في امتلاك أسلحة متطورة".

وأشار الجبرني، إلى امتلاك ميليشيا الحوثيين التكنولوجيا الخاصة بطائرات "MQ-9" منذ العام 2019، من خلال منظومة الطائرات الإيرانية المسيّرة "358"، والتي تستخدمها ميليشيا الحوثيين في ظروف معينة.

مبيّنا أن لدى ميليشيا الحوثيين منظومات صاروخية قادرة على اصطياد هذا النوع من الطائرات الأمريكية وإسقاطها أثناء تحليقها عند مستويات تكون في متناولها.

وذكر أن هناك مخاطر كبيرة لحصول ميليشيا الحوثيين على مثل هذه التقنيات العسكرية المتقدمة، "ورغم أنها لا تمنحهم تفوقاً في ميزان القوى العسكرية على الصعيد المحلي، إلا أن لها تأثيرات كبيرة على مستوى التهديدات الإقليمية والدولية، نتيجة ارتباطها بطموحات إيران في المنطقة".




طرف ثالث

في المقابل، يعتقد خبير الشؤون الإستراتيجية والعسكرية، الدكتور علي الذهب، أن حديث ميليشيا الحوثيين عن تطوير معدات عسكرية بحرية، هو مجرد واجهة إعلامية "تتستر وراءها أسلحة بحرية شديدة الخطر".

وقال الذهب في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن المركبة البحرية التي استولت عليها الميليشيا قبل سنوات، "ليست عسكرية، وتؤدي أدواراً معلوماتية استكشافية، وحتى إن كانت لها وظيفة عسكرية بحرية، أو يمكن تطويعها لتصبح كذلك، إلا أن قدرات ميليشيا الحوثيين في مجال التطوير العسكري، ما تزال غير كافية، ولا يمكن الوثوق بها". مشيراً إلى أن مزاعم التطوير والتصنيع المحلي التي تروج لها ميليشيا الحوثيين، تُخفي وراءها "أسلحة ومقذوفات بحرية شديدة الخطورة، حصلوا عليها من طرف ثالث، بهدف خلق تهديد للغواصات والقطع العسكرية البحرية الثقيلة، المنتشرة في مياه البحر الأحمر والبحر العربي".

وتمكنت ميليشيا الحوثيين من إسقاط أولى الطائرات الأمريكية "MQ-9 Reaper"، في أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2017، في سماء العاصمة اليمنية صنعاء، ليصل عددها حتى الأسبوع الأول من الشهر الجاري، إلى 16 طائرة، طبقاً لمنصة "ديفانس لاين" المختصة بالشؤون الأمنية والعسكرية في اليمن.



صواريخ "هيلفاير"

ويرى الصحفي المهتم بالشأن العسكري، أحمد شبح، أن ارتفاع عدد الطائرات الأمريكية المسيّرة التي تمكنت ميليشيا الحوثيين من إسقاطها مؤخراً، يشير بوضوح إلى تنامي قدراتها العسكرية في السنوات الأخيرة.

وقال شبح في حديث لـ"إرم نيوز"، إن طائرات "MQ-9" مزوّدة بأحدث التكنولوجيا والذخائر، وكما يظهر في الصور المنشورة "فإن بعض تلك القطع تبقى سليمة بعد إسقاطها، وهو ما تستفيد منه ميليشيا الحوثيين، من خلال استنساخها وإعادة تشغيلها، لضرب أهداف حيوية، ونقل التقنية إلى مراكز الحرس الثوري الإيراني".

وأضاف، أنه لا يمكن التقليل من مدى استفادة ميليشيا الحوثيين من وضع أيديها على نسخ "ناجية" من صواريخ "هيلفاير" الحديثة، التي تحملها الطائرات الأمريكية، وهو الأمر الذي يمكنها من الحصول على معرفة - أيا كانت قيمتها - حول أنظمة المقاتلات وتقنية صواريخها.

وتطرّق شبح إلى دور خبراء الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله الموجودين في اليمن، في تجميع قطع المعدات العسكرية المتقدمة، القادمة من أطراف خارجية، وتطوير وتعديل الأسلحة التي يتم الاستيلاء عليها.