آخر تحديث :الأحد-05 أكتوبر 2025-12:10ص

مقالات


رسالة مفتوحة إلى القيادة الجنوبية العليا

رسالة مفتوحة إلى القيادة الجنوبية العليا

السبت - 04 أكتوبر 2025 - 05:32 م بتوقيت عدن

- عدن((المرصد))خاص:



كتب : أسعد أبو الخطاب



إلى القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية
سعادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي
وإلى نائبه العميد الركن أبو زرعة المحرمي

سعادة الرئيس القائد،
سعادة العميد النائب،

نكتب إليكم اليوم بلسان الأوجاع التي ملأت صدور آلاف الجنود الجنوبيين، أولئك الذين رابطوا في الصحارى والجبال والمتارس، يدافعون عن الأرض والعلم والعقيدة، بينما بطون أطفالهم خاوية منذ أربعة أشهر كاملة لم يتسلموا رواتبهم.

أربعة أشهر من الانتظار.. أربعة أشهر من الصبر.. أربعة أشهر من المعاناة التي لا تليق بجنود قدموا أرواحهم من أجل الجنوب.
إنهم أبناؤكم، وإخوانكم، ورفاق سلاحكم، الذين لا يعرفون سوى الانتماء للجنوب والإخلاص لقضيته، فهل يعقل أن يظلوا بلا رواتب، بينما تصرف رواتب غيرهم بانتظام؟

سؤال صريح إلى سعادة العميد أبو زرعة المحرمي:

لماذا يتم صرف رواتب قوات العمالقة الجنوبية الخاضعة لقيادتكم، بينما لا تصرف رواتب القوات المسلحة الجنوبية الأخرى التي تخضع أيضًا لإشرافكم وقيادتكم العسكرية؟

هل يوجد فرق بين أفراد قوات العمالقة وأفراد القوات المسلحة الجنوبية؟

هل هناك معيار مزدوج في التعامل بين القوات في الجنوب؟

أم أن هناك أياد تعبث بالملف المالي للقوات الجنوبية لتزرع التفرقة بين الإخوة؟

سعادة الرئيس الزبيدي،
أنت القائد الأعلى الذي وضع الشعب ثقته في حكمتكم وعدلكم، وأنت من وعد بأن الجندي الجنوبي لن يهان ولن يترك للجوع.
فما يحدث اليوم لا يليق بمسيرة الجنوب ولا بتضحيات رجاله.
القوات الجنوبية هي درع الوطن، وإذا كسر الدرع فلن يبقى للوطن حصن.

إننا نناشدكم – من قلب الميدان – بأن تصدروا توجيهات عاجلة لمعالجة هذا الملف المؤلم،
وصرف مستحقات الجنود كاملة دون تأخير، وإيضاح أسباب التمييز إن وجد، لأن السكوت عن هذا الظلم سيكسر الروح القتالية ويزرع الشك بين صفوف القوات المسلحة الجنوبية.

نحن لا نكتب من أجل الهجوم، بل من أجل الإنصاف.
ولا نرفع الصوت من باب التمرد، بل من باب الأمانة والغيرة على الجيش الجنوبي الذي نحبه وننتمي إليه.

فالجندي الجائع لا يستطيع أن يحارب، والجندي المنسي لا يستطيع أن يثق.

ختامًا،
ننتظر من قيادتنا الجنوبية الحكيمة أن تضع حدًّا لهذا التباين المؤلم، وأن تعيد للجنود كرامتهم وحقهم المشروع، فهم لم يطلبوا سوى قوت أطفالهم وحقهم من عرقهم ودمهم.

وليعلم الجميع أن الجنوب لا ينتصر إلا حين يكون جيشه موحّدًا وعدله شاملاً.