






في عالم يميل فيه الكثير إلى المبالغة في الظهور الجميل، تبرز الملكة رانيا العبدالله بأسلوبها الخاص، الذي يجمع بين البساطة الراقية والأنوثة الطبيعية. ليس غريباً أن تُصنّف دائماً بين أكثر النساء أناقة وتأثيراً، فهي لا تكتفي بالظهور الجميل، بل تروي من خلال إطلالاتها قصة امرأة واثقة، تعرف من أين تستمد حضورها الحقيقي.
تموّجات الشعر الطبيعي: نعومة مدروسة تليق بالملكات
شعر الملكة رانيا يكاد يكون توقيعاً شخصياً لها. غالباً ما تختار تموجات ناعمة وطبيعية، توحي بالعفوية من دون أن تفقد حسّ الترتيب. شعرها لا يظهر مثقلاً بالمنتجات أو مثنياً بتكلّف، بل يبدو وكأنه انسدل بهذه الطريقة بسلاسة تامة، وكأن النسيم قد مرّ عليه للتو.
هذا الأسلوب يعكس رغبة الملكة رانيا في الظهور بشكل واقعي وغير متصنّع. فبعيداً من التسريحات المُحكمة والمبالَغ فيها، تعزز هذه التموجات إحساساً بالقرب والصدق، وهو تماماً ما يتناغم مع شخصيتها كملكة قريبة من الناس، إنسانة قبل أن تكون رمزاً.
مكياج البشرة المشرقة: النضارة هي التاج الحقيقي
عند النظر إلى مكياج الملكة رانيا، تبرز أولاً البشرة النضرة التي توحي بالصحة والإشراق الطبيعي. لا تتعمد استخدام طبقات كثيفة من كريم الأساس أو البودرة، بل تركز على توحيد لون البشرة والحفاظ على وهجها الطبيعي. النتيجة؟ مظهر مشرق ينبض بالحيوية، يعكس شخصية نابضة بالحياة لا تحتاج إلى "تغليف" تجميلي لتثبت وجودها.
اختيارها الدائم للبلاشر الوردي الزاهي يمنح خدّيها لوناً دافئاً، يعزز ملامحها من دون أن يطغى عليها، كما أنه يضفي لمسة من الشباب والحيوية على الإطلالة، ما يعكس مفهوم الجمال المرتكز على الحيوية والنعومة لا على الجرأة الصارخة.
شفاه هادئة وعيون ناعمة: التوازن هو السر
رغم أنها قادرة على اختيار أحمر شفاه قوي أو مكياج عيون بارز، تميل الملكة رانيا دائماً إلى ألوان الشفاه الهادئة والطبيعية، بدرجات النيود أو الوردي الخفيف. هذه الألوان لا تُقصي أنوثتها، بل تحتفي بها بطريقة ناعمة وغير متكلّفة.
أما مكياج العيون فغالباً ما يكون بسيطاً، بخطوط رفيعة من الآيلاينر وظلال بألوان ترابية ناعمة. فلا نجد تكدساً للرموش أو دراما في التدرّجات. العيون تتحدث بثقتها، لا بكثافة مكياجها. وهنا تكمن الرسالة: القوة لا تحتاج إلى صخب بصري، بل إلى عمق ونقاء في التعبير.
لماذا تختار الملكة رانيا هذا النمط؟
اختيار الملكة رانيا للجمال الطبيعي ليس عشوائياً، بل نابع من فلسفة شخصية واضحة. فهي امرأة تؤمن بأن الأناقة تبدأ من الداخل، وأن الثقة بالنفس لا تُقاس بحدّة الألوان أو قوة الإطلالة، بل بالقدرة على الظهور كما أنتِ، بنسختك الأفضل.
كما أن اعتمادها على أسلوب بسيط في الشعر والمكياج يعكس احترامها للمناسبات التي تشارك فيها، إذ لا تسعى للفت الأنظار بمبالغة، بل تختار أن يكون حضورها هو اللافت، لا زينتها. إنها ببساطة، تجسيد لجمال فيه وقار، ووقار فيه أنوثة خالدة.
الجمال الهادئ... أقوى من أي صيحة
في زمن تحكمه الصيحات السريعة والتغيرات الدائمة في عالم الجمال، تظل الملكة رانيا وفيةً لأسلوب يعكس شخصيتها، لا الموضة. الجمال الطبيعي الذي تعتمده لا يعني غياب العناية أو الجهد، بل هو اختيار ذكي ومتوازن، يسلّط الضوء على الملامح لا يخفيها، ويُبرز جوهر المرأة لا يغطيه.
وهكذا، تعلّمنا الملكة أن التميز لا يكمن في ما تضعينه على وجهك، بل في ما تعكسينه من ثقة، رقي، وحضور يصعب تجاهله.