آخر تحديث :الإثنين-03 نوفمبر 2025-11:35م

اخبار وتقارير


حل الدولتين في اليمن.. بين إرث الجنوب ومستقبل الانقسام

حل الدولتين في اليمن.. بين إرث الجنوب ومستقبل الانقسام

الإثنين - 03 نوفمبر 2025 - 04:35 م بتوقيت عدن

- عدن((المرصد))خاص:



أعاد الكاتب كريستوفر بالير جيرال في مقال نشرته شبكة الجزيرة الإعلامية، تسليط الضوء على فكرة حلّ الدولتين في اليمن، باعتبارها عودة رمزية إلى انقسامات ما قبل الوحدة، واستجابة عملية للواقع السياسي والعسكري الراهن في البلاد، الذي تتقاسمه سلطات الأمر الواقع شمالاً وجنوباً.

جذور الجنوب وتحوّلاته

يستعرض المقال تاريخ جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (جنوب اليمن سابقاً)، التي تأسست عقب انسحاب بريطانيا من عدن عام 1967، بوصفها أول دولة ماركسية لينينية في العالم العربي.
فقد سعت الجبهة القومية آنذاك إلى بناء نموذج اشتراكي يقوم على تأميم الصناعات، وتوزيع الأراضي، وتمكين المرأة، وتوسيع التعليم والرعاية الصحية، في إطار رؤية تحديثية مناهضة للاستعمار.
لكن المشروع الجنوبي، وفق الكاتب، اصطدم بعقبات داخلية وخارجية، تمثلت في نزاعات سياسية وصراعات قبلية وحروب متكررة مع شمال اليمن في السبعينيات، قبل أن ينهار النظام في نهاية الثمانينيات مع تفكك الاتحاد السوفييتي، الداعم الرئيس له.

وفي عام 1990، توحّد الشطران لتنشأ الجمهورية اليمنية، لكن سرعان ما ظهرت التصدعات السياسية والاقتصادية التي أدت إلى حرب 1994 ثم إلى حركات انفصالية جنوبية متنامية خلال العقدين الأخيرين.

الحنين إلى دولتين

يرى جيرال أن فكرة حل الدولتين تعود اليوم كـ«حنين سياسي» إلى زمن ما قبل الوحدة، لكنها أيضاً خيار واقعي تطرحه قوى جنوبية، أبرزها المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي، التي تدعو إلى إقامة "جنوب عربي" مستقل يتمتع بالسيادة الكاملة.

وبحسب المقال، يطمح الانتقالي إلى بناء دولة جنوبية مستقرة تستفيد من موقعها الاستراتيجي على خليج عدن ومواردها الطبيعية وشراكاتها مع الإمارات والسعودية ودول الخليج لإرساء نموذج للحكم الذاتي والتنمية.

واقع شمالي موازٍ

يشير الكاتب إلى أن هذه الرؤية تتزامن مع بروز سلطة الحوثيين في شمال اليمن، ما يجعل سيناريو "الدولتين" أقرب إلى تعايش بين كيانين منفصلين، أحدهما جنوبي اتحادي وآخر شمالي تحت حكم الحوثيين، مع إمكانية التعاون المستقبلي بينهما في مجالات الأمن والاقتصاد.

الانقسام المستمر

يخلص المقال إلى أن إحياء فكرة الدولتين في اليمن يعكس استمرار الانقسام الهيكلي والأيديولوجي بين الشمال والجنوب، وعمق التباينات التي لم تُحل منذ الوحدة عام 1990.
ويرى الكاتب أن الجنوب اليوم يقف عند مفترق طرق بين إرث الدولة الاشتراكية القديمة وطموح بناء كيان جديد قادر على تحويل وعد تقرير المصير إلى واقع سياسي معترف به ومستدام في بلد أنهكته الحروب والانقسامات.