عن البدايات
- روان، كيف بدأت رحلتك مع التمثيل؟ ومتى شعرتِ أن هذا هو طريقك الحقيقي؟
بالنسبة إليّ، التمثيل هو الذي وجدني. كان شيئاً لا بد منه، رغم أنني لم أكن مدركة لذلك في البداية. تخرّجت في الثانوية العامة ولم تكن لدي طموحات واضحة، لكنني نشأتُ في عائلة فنية، فوالدي كان فناناً ومهتماً بالفنون، وكانت هذه الأجواء جزءاً من نمط حياتنا.
والدتي، التي أُحب أن أُسمّيها "الجندي المجهول"، كانت الدافع الحقيقي لي. ورغم أنني كنت خائفة ومدلّلة، هي مَن دفعتني نحو التمثيل. أما والدي فلم يُجبرني على شيء. والدتي نصحتني بالالتحاق بمدرسة التمثيل، فتقدّمت لاختبار القبول ونجحت، لكن أول سنتين كانتا صعبتين جداً. لم أكن أجد نفسي في هذا المجال، والجميع كان يقول إنني لا أصلح أن أكون ممثلة.
بحثتُ عن مجال آخر للدراسة، لكنني رسبت في السنة الثانية. ومع ذلك، كان هناك مَن رأى موهبتي، وحصلت على دور في مسرحية "أوديب" من إخراج يوسف الحربي. فُزت بجائزة عن هذا الدور، وقال لي أحد الأساتذة إنه لم يرَ مشهد انهيار كهذا منذ زمن طويل. عندها، انفتح باب جديد في حياتي، وأصبح التمثيل كل شيء بالنسبة إليّ، وصرتُ واحدة من أفضل الطالبات في المعهد.
- كونك خرّيجة المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت، ما الذي أضافه لكِ هذا التعليم الأكاديمي؟
التعليم الأكاديمي هو الذي جعلني أكتشف موهبتي في التمثيل. التحدّي والعمل مع محترفين كانا أشبه بعملية تجميل، حيث ساعداني على إعادة تشكيل نفسي كممثلة. من المهم جداً للممثل أن يتعلّم دائماً من التجارب، حتى لو لم يتعلّم التمثيل في الأكاديميات.
الأكاديمية هي كل شيء بالنسبة إليّ، فقد علّمتني الانضباط، الالتزام، وأهمية احترام هذه المهنة، وكذلك التحلّي بالصبر والقدرة على التحمّل. التعليم الأكاديمي والتدريب بشكل عام يساعد الفنان على سماع صوته الداخلي، وهذا ما حدث معي بالفعل.
اكتشفتُ موهبتي بفضل الأستاذ خالد أمين، الذي أصرّ على أن يُسمع صوتي، وبفضله وبفضل أساتذة آخرين تعلّمت الكثير. الأستاذ أمين جعلني أرفع صوتي على خشبة المسرح، وأتعرّف على نفسي، وأثق بها وأواجه الصعاب. هذا سيمنحني بلا شك الخبرة والاحترافية التي تشكّل مسيرتي المهنية. التعليم بالنسبة الى الممثل لا ينبغي أن يتوقف، بل يجب أن يستمر، لأن الحاجة إلى الخبرة، والجانب الإنساني، وورش العمل ستظل دائماً موجودة.
التعليم هو كل شيء بالنسبة إليّ، خاصة بعد ما تعلّمته من والدي.












عن الإلهام والدافع
- ذكرتِ أن والدك، المخرج والكاتب العراقي مهدي الصايغ، كان له تأثير كبير فيكِ. ما أكثر شيء تعلّمتِه منه وكان له دور في تشكيل شخصيتكِ الفنية؟
أتحدّث دائماً عن تأثير والدي في حياتي. هو كاتب وفنان وموسيقي، يحب الموسيقى كثيراً، وحياتنا كانت تتمحور على روتين فني، من الموسيقى إلى الشعر والفلسفة والتأمل وحُبّ الله والناس.
والدي إنسان يعيش من أجل الفن، وله مبادئ راسخة في الحياة. علّمني أن أحب أصغر الأشياء، وأن الحب هو السلاح الأهم في الحياة، ويجبّ عليّ أن أفعل كل شيء بمحبة. علّمني الإحساس الفني بشكل عام من خلال طريقته في تربيتي، من قراءته لي، واستماعه لحديثي، وتواصله معي. منذ طفولتي، كان يساعدني في فهم مشاعري، وفي محاولة فهم نفسي وفهم الحياة.
أهم شيء علّمني إياه هو الإحساس الفني من خلال الموسيقى التي كان يؤلّفها لي، وتنوعها. علّمني كيف أشعر من دون كلمات أو صور أو حديث، وكيف أُحبّ الآخرين، وأقوم بفعل الخير. كل ذلك نابع من حبه للفن، الذي هو الحياة بالنسبة إليه.
بعد ذلك، أدركتُ أن الفن جزء مني، وأن عليّ أن أكون جزءاً منه بطريقتي الخاصة. والدي هو حياتي، وحياته هي الفن. هو أب حنون جداً، يهتم بي ويعرف أدق تفاصيل حياتي، وعلّمني كيف أحب التفاصيل وكيف يمكنها أن تصنع الفارق. تأثيره فيّ عميق جداً ولا يمكن قياسه.

- مَن هم الفنانون أو المخرجون الذين شكّلوا مصدرَ إلهامٍ لكِ، سواء من الوطن العربي أو خارجه؟
تأثرت كثيراً بأنجلينا جولي، خاصة بجانبها الإنساني الذي يلامس القلب. كذلك آل باتشينو وروبرت دي نيرو كان لهما تأثير كبير فيّ، فهما من أعمدة التمثيل الذين يعملون من القلب ويتركون بصمة حقيقية. من ناحية الإخراج، شعرت بارتباط قوي مع أسلوب بياسي لورمنت في سرد القصص، كما تأثرت كثيراً بعمل مارتن، بول توماس أندرسون وديفيد فينشر، فهم من المبدعين الذين يضعون أرواحهم في كل عمل، خصوصاً في التلفزيون.
على مستوى الوطن العربي، هناك أسماء كثيرة ألهمتني، مثل: هند صبري، منى زكي وأحمد حلمي، فهم فنانون يتركون أثراً حقيقياً في النفس. ومن المخرجين الذين تأثّرتُ بأسلوبهم في السرد القصصي، كريم الشناوي ومحمد شاكر خضير، حيث إن أعمالهما تحمل بُعداً إنسانياً وفنياً كبيراً. كل هؤلاء ساهموا في تشكيل رؤيتي الفنية ودفعوني لأكون أكثر صدقاً وإحساساً في عملي.
- هل شعرتِ يوماً أن التمثيل كان ملجأً لفهم نفسك أكثر مما هو وسيلة للتعبير عنها؟
الفن بالنسبة إليّ هو مكان ألجأ إليه، أكثر من كونه وسيلة للتعبير عن نفسي. الفن والتمثيل هما عملية إنسانية، ومن خلالهما يكتشف الإنسان ذاته، ويجرؤ على التعبير عن شخصيته أمام الآخرين.
من خلال التمثيل، أعبّر عن نفسي طوال مسيرتي، ومن الضروري أن أتأثر به أو أن يوقظ فيّ لحظة تذكّر أو تعلّم عن نفسي، أو أن أعيش لحظة شعرت فيها بشيء عميق سيبقى محفوراً في ذاكرتي. هذه اللحظات هي التي تجعل الفن حيّاً، وتمنحه المعنى الحقيقي.
- قلتِ في مقابلة سابقة: "أحب الحياة، لكنها ليست سهلة"... ما الذي يجعلكِ تتمسكين بالأمل رغم صعوبتها؟ وهل كان الفن طريقكِ للتصالح مع الحياة؟
نحن جميعاً نتشارك هذه الفكرة: الفن هو وسيلة للهروب، لكنه أيضاً مساحة للشفاء والنمو. كل شخص، مهما كانت مهنته، هناك دائماً شيء في مسيرته يعطيه الدافع والأمل ليحقق شيئاً، ليس فقط لنفسه، بل ليترك أثراً، أو يصنع اسماً كبيراً.
في لحظة ما، تصبح المسيرة المهنية مكاناً مليئاً بالتحدّيات، وقد يشعر الإنسان بفراغ أو خيبة أمل أو أن الأمور خرجت عن سيطرته، لكن فجأة يشعر بأنه قادر على تقديم المزيد، وسرد قصص أفضل، ولمس قلوب الناس، حتى لو بدا الأمر صعباً. الفن يبدأ كمهرَب، ثم يتحول إلى تحدٍ يمنحك الحياة، ويجعلك تنمو، وتشتاق لتلك اللحظات التي تفقد فيها نفسك داخل المشهد، أو الفريق، أو الماضي، أو الشخصية، وتلك اللحظات المسجّلة تصبح كنوزاً لا تُقدّر بثمن.
أنا أعيش من أجل تلك اللحظات، فهي بسيطة لكنها عظيمة، وأشعر بفخر كبير تجاهها. في الحياة، نحن دائماً نبحث عن السلام مع أنفسنا، وهذا هو جمال الحياة، وفي الوقت نفسه هو قصتها.

عن الذوق وحُبّ المجوهرات
- كيف هي علاقتكِ بالموضة في الحياة اليومية بعيداً من الكاميرا والسجادة الحمراء؟ هل تختارين البساطة أم تحبين أن تكوني جريئة في اختياراتكِ؟
أحب البساطة، وفي الوقت نفسه أُعجب بالأناقة والجرأة، ولكن في الوقت المناسب فقط. أرغب في عقد المزيد من الجلسات الفنية أو بالتصوير الإبداعي لمواقع التواصل الاجتماعي. أعشق التعبير من خلال المجوهرات، وخلق حالة فنية حولها، لكن في حياتي اليومية، أُفضّل دائماً الأسلوب البسيط والأنيق.
أختار الأناقة عندما أشعر بذلك، لكن في حياتي اليومية أُفضّل أن أكون على طبيعتي. في معظم الأيام لا أضع الكثير من المكياج، وأحرص على الظهور كما أنا.
- من الواضح أن ذوقك مميز في الأزياء والمجوهرات. كيف تصفين أسلوبكِ الشخصي؟
أعشق المجوهرات، ولا أعتقد أن هناك فتاة في العالم لا تحبّها. فهي دائماً تمنح شعوراً جميلاً وأنثوياً. أسلوبي الشخصي هو أنني أحب أن أكون كل شيء، أن أُجرّب، أن أُعبّر، لكن في الوقت ذاته أحب أن أكون نفسي، كما أنا.
- هل تهتمين بأن تعكسي شخصيتكِ من خلال أزيائكِ في الفعاليات؟ وهل ترين أن للمجوهرات دوراً في التعبير عن الهوية؟
في أغلب الأوقات، أحب أن أعكس شخصيتي من خلال أسلوبي، وهذا ما أقوم به بالفعل. المجوهرات بالنسبة إليّ هي القطعة الناقصة التي تُكمل الإطلالة. أحب أن أرتدي ما يجعلني أشعر بالراحة ويُبرز جسدي بطريقة أنيقة. لا أمانع في ارتداء المجوهرات البسيطة أو الجريئة، طالما أنها تناسبني وتتماشى مع ما أرتديه.
عندما أشارك في حدث ما أو أمشي على السجادة الحمراء، أحرص دائماً على أن أُبرز ملامحي وجسدي بأسلوب يعكس شخصيتي، ويُظهرني كما أنا، بثقة وأناقة.
- كيف تتعاملين مع التوازن بين الموضة والراحة؟ وهل سبق أن ضحّيتِ بالراحة من أجل إطلالة مثالية؟
بسبب طبيعة عملنا، نحن دائماً في حركة، نرتدي الأزياء، ونضع المكياج لتجسيد الشخصيات. في حياتي اليومية، كما قلت، أكون أكثر بساطةً، وعندما يحين الوقت لأكون أكثر أناقةً أو مختلفة، أفعل.
في الكثير من المناسبات، عليك التضحية بالراحة من أجل الإطلالة، سواء بالكعب العالي أو الفستان الذي يتطلب طريقة معينة في المشي أو الوقوف. لكن في الغالب، أحاول ألاّ أسمح لذلك بأن يحدث.

عن الذوق وحُبّ المجوهرات
- كيف هي علاقتكِ بالموضة في الحياة اليومية بعيداً من الكاميرا والسجادة الحمراء؟ هل تختارين البساطة أم تحبين أن تكوني جريئة في اختياراتكِ؟
أحب البساطة، وفي الوقت نفسه أُعجب بالأناقة والجرأة، ولكن في الوقت المناسب فقط. أرغب في عقد المزيد من الجلسات الفنية أو بالتصوير الإبداعي لمواقع التواصل الاجتماعي. أعشق التعبير من خلال المجوهرات، وخلق حالة فنية حولها، لكن في حياتي اليومية، أُفضّل دائماً الأسلوب البسيط والأنيق.
أختار الأناقة عندما أشعر بذلك، لكن في حياتي اليومية أُفضّل أن أكون على طبيعتي. في معظم الأيام لا أضع الكثير من المكياج، وأحرص على الظهور كما أنا.
- من الواضح أن ذوقك مميز في الأزياء والمجوهرات. كيف تصفين أسلوبكِ الشخصي؟
أعشق المجوهرات، ولا أعتقد أن هناك فتاة في العالم لا تحبّها. فهي دائماً تمنح شعوراً جميلاً وأنثوياً. أسلوبي الشخصي هو أنني أحب أن أكون كل شيء، أن أُجرّب، أن أُعبّر، لكن في الوقت ذاته أحب أن أكون نفسي، كما أنا.
- هل تهتمين بأن تعكسي شخصيتكِ من خلال أزيائكِ في الفعاليات؟ وهل ترين أن للمجوهرات دوراً في التعبير عن الهوية؟
في أغلب الأوقات، أحب أن أعكس شخصيتي من خلال أسلوبي، وهذا ما أقوم به بالفعل. المجوهرات بالنسبة إليّ هي القطعة الناقصة التي تُكمل الإطلالة. أحب أن أرتدي ما يجعلني أشعر بالراحة ويُبرز جسدي بطريقة أنيقة. لا أمانع في ارتداء المجوهرات البسيطة أو الجريئة، طالما أنها تناسبني وتتماشى مع ما أرتديه.
عندما أشارك في حدث ما أو أمشي على السجادة الحمراء، أحرص دائماً على أن أُبرز ملامحي وجسدي بأسلوب يعكس شخصيتي، ويُظهرني كما أنا، بثقة وأناقة.
- كيف تتعاملين مع التوازن بين الموضة والراحة؟ وهل سبق أن ضحّيتِ بالراحة من أجل إطلالة مثالية؟
بسبب طبيعة عملنا، نحن دائماً في حركة، نرتدي الأزياء، ونضع المكياج لتجسيد الشخصيات. في حياتي اليومية، كما قلت، أكون أكثر بساطةً، وعندما يحين الوقت لأكون أكثر أناقةً أو مختلفة، أفعل.
في الكثير من المناسبات، عليك التضحية بالراحة من أجل الإطلالة، سواء بالكعب العالي أو الفستان الذي يتطلب طريقة معينة في المشي أو الوقوف. لكن في الغالب، أحاول ألاّ أسمح لذلك بأن يحدث.

النجاح والمشاعر والتحديات تُظهر لك كم الصراعات الداخلية التي نعيشها.
هذا جعلني أكثر صرامةً في نظرتي لنا كنساء، وأكثر حبّاً وتقبّلاً أيضاً، لأن النتائج قد تكون جميلة، لكن الطريق ليس دائماً سهلاً. شعرت بالحزن أكثر تجاه قوة النساء، وتمنيت أن نكون أكثر اتحاداً، وأكثر دعماً لبعضنا البعض. وهذا ما أحاول دائماً أن أدعو إليه، أن أشارك أخبار الفنانات، أن نتبادل القصص، وأن أعمل مع راويات نساء.
هذه التجربة جعلتني أرغب بالمزيد من العمل مع النساء، ودفعتني للتعبير عن حقوقي كامرأة. كما ذكّرتني بأن أفتخر بنفسي وسط الفوضى، والضجيج، والشك الذاتي، والكراهية الذاتية، وكل التحديات التي أواجهها كامرأة، وكل المخاوف. ساعدتني على الشفاء من أشياء كثيرة، ليس فوراً، لكن هذا هو الجميل في الأمر: أن تجد شيئاً مريحاً وسط المعاناة.
عن المستقبل والطموحات
- بعد نجاحك في "الصفقة" وانتقال الدراما الخليجية الى المنصات العالمية، كيف ترين مسؤوليتكِ كفنانة في تمثيل هوية المنطقة؟ هل تشعرين أنكِ تحملين صوتاً أكبر من شخصكِ؟
عندما نجحت "الصفقة" كقصة، كانت مختلفة وجديدة على منطقتنا، وكنت دائماً أتمنى أن أجد الوقت لتطوير قصص أكثر أصالةً، أو حتى قصص كلاسيكية تنبع من واقعنا المحلي. وعندما جاء هذا التغيير، كان بمثابة نعمة حقيقية. النص، القصة، وكل التفاصيل كانت مميزة، وطبعاً أقدّم تحية كبيرة لنادية أحمد التي شاركت جزءاً من حياتها ورفعت من مستوى الدراما، وسلّطت الضوء على رحلة المرأة الكويتية في القصة، مع الكاتب آدم والفريق بأكمله، و"نتفليكس" وكل مَن عمل على هذا المشروع. كان الأمر نعمة لي ولنا جميعاً.
هذا هو المكان الذي يجب أن نُظهر فيه الدعم، لأننا نُنتج الفن من أجل منطقتنا، حتى يشاهده الناس، ويستمتعوا به، ويشعروا بأنه يمثّلهم... وطبعاً، ليصل إلى قاعدة جماهيرية دولية، كي ترى الثقافات الأخرى قصصنا وإنتاجنا، وهذا هو الفن: نافذة ثقافية يجب أن تُسمع وتُرى.
أعلم أن هناك مسؤولية كبيرة، لكن هذا ما خُلقنا لنفعله. هو شعور غامر وصحيح في الوقت نفسه. وأعتقد أن في إمكان كل شخص أن يحمل الصوت الذي منحه إيّاه الله، مهما بدا الأمر ضخماً، فخطوة بخطوة، حتى لو كان مرهقاً، عندما تصل تشعر أن كل شيء في مكانه، وهذه هي دورة الحياة.
التحديات تصبح أكبر، والخوف يتسلل، والرغبة في الاختفاء تظهر، خاصة عندما تبدأ بالتساؤل: ما الذي سأفعله بعد ذلك؟ كيف سأختار ما أمثّله؟ كيف سأوازن بين حياتي الشخصية والعملية وكل التفاصيل الواقعية التي يجب إدارتها أثناء ممارسة الفن؟ وكلما زاد النجاح، زادت التحديات، وبالنسبة إليّ، كان التحدي دائماً أن أكون مختلفة ومتنوعة، خصوصاً في منطقة لها نمط معين.
لذلك، أعتبرها نعمة، وفي الوقت نفسه مسؤولية يجب أن نأخذها بجدية.
أتمنى أن يتم اختياري لأدوار تكون أصيلة وتعكس واقع منطقتنا وتاريخنا، سواء كانت أعمالاً تاريخية أو حديثة، لأعيد التواصل أكثر مع تراثنا، مع الصحراء، ومع صورة المرأة القوية. هذا ما أركّز عليه اليوم في تمثيل الشخصيات.
- ما هي أحلامكِ؟ وهل ترين نفسكِ في الإخراج أم في الكتابة مستقبلاً؟
بصراحة، اكتشفت أنني أستطيع أن أكون دراماتورج جيدة. أستطيع تعديل النصوص بطريقة بسيطة تجعلها أفضل، وهذا نابع من وجهة نظري كممثلة. كما يمكنني اقتراح نهج كامل للحركة في المشاهد والتعبير، مما يجعل النص أكثر واقعيةً وجاذبية.
اكتشفت أن لدي موهبة في الإنتاج، وأن أكون جزءاً من تقديم عمل فني في مشروع أو مسلسل، وأستطيع أن أخلق رؤية كاملة له بكل تفاصيلها. اكتشفت حبّي لهذا المجال. بدأتُ ألاحظ ذلك في نفسي، والتقيت ببعض الأصدقاء الخبراء الذين قالوا لي: "يجب أن تكوني منتجة، لديكِ الموهبة". هذا منحني الثقة، وأرغب فعلاً بأن أكون البطلة في أعمالي، وهذا يحدث في معظم الأعمال حول العالم، حيث يكون البطل جزءاً من فريق الإنتاج. أشعر بالإلهام لذلك، وأريد أن أروي قصصاً جميلة من خلال إنتاجها.
اكتشفتُ هذه الموهبة في الإنتاج وإدارة العمل الفني، وأرغب في اختيار هذا الطريق عندما لا أجد دوراً كممثلة يستحق التمثيل في النصوص التي تُعرض عليّ في وقت معين. أخذتُ موهبة الكتابة من والدي، ولهذا أنا دراماتورج جيدة. أعتقد أنني أستطيع كتابة حوارات قوية في الأعمال التي أكون مستثمرة فيها أو تخيّلتها بعمق.
لم أفكر يوماً في الإخراج، لكن عندما اجتمعت كل هذه العناصر، من الطبيعي أن أرى نفسي مُخرجة في المستقبل، عندما أحقق المزيد، وأستكشف الإنتاج والإدارة وصناعة العمل، ومن خلال ذلك سأتعلم أكثر.

- ما الرسالة التي تتمنّين إيصالها من خلال أعمالكِ المقبلة؟
أريد أن أُرسل رسالة عن كل الأشياء الجميلة في الحياة: القوة، السلام، الحُبّ، وجمال الأوقات الصعبة، الحزن والنتائج التي تخرج منها، والتي تُجسّد أشخاصاً مرّوا بصراعات ونجوا منها. أريد أن أُشجّع على تقبّل الإنسانية، وتقبّل أن الإنسان يخطئ، وأن لدينا آلية مشاعر علينا التعامل معها باستمرار، وهي جزء من كياننا.
علينا أن نفهم، مهما بلغنا من التعليم أو المعرفة، أن هناك جمالاً في هذا الجانب الذي لا نستطيع إدراكه تماماً عن أنفسنا، وأننا نستطيع أن نكون في مشاعر وظروف مختلفة، وأن علينا أن نكون أنفسنا. يمكنك أن تكون كل شيء، في كل مكان، يمكنك أن تكون أنت، وهذا لا يعني أن تكون شيئاً واحداً فقط.
هذا ما أحبّه في عملي، والأهم من ذلك هو الاستمرار في التقدّم، والمحاولة في أن نتألّق، وأن نقول "لا" للأصوات السلبية والشكوك الداخلية.
تصوير - Greg Adamski
مديرة إبداعية ومنسقة أزياء - Jade Chilton
شعر - Ivan Kuz
مكياج - Sonia Abad