آخر تحديث :الأحد-19 أكتوبر 2025-10:07م

اخبار وتقارير


المهرة على حافة فراغ أمنـ.ـي: تمدد القـ.ـاعدة وسط صراع نفوذ… وتحالفات تهدد «نخبة الساحل»

المهرة على حافة فراغ أمنـ.ـي: تمدد القـ.ـاعدة وسط صراع نفوذ… وتحالفات تهدد «نخبة الساحل»

الأحد - 19 أكتوبر 2025 - 08:10 م بتوقيت عدن

- ((المرصد))خاص:

تقول مصادر امنية في المهرة ان المحافظة تقف على حافة فراغ امني قابل للاستثمار من قبل التنظيمات المتطرفة، مع تصاعد الصراع السياسي وتنامي التحشيد القبلي والاعلامي. وتضيف ان التحركات المرتبطة بعلي سالم الحريزي خلقت مناخا مرتبكا وتضاربا في المرجعيات على الميدان، الامر الذي يضعف قدرة الاجهزة على التدقيق والفرز ويمنح مساحات حركة اكبر لشبكات التهريب والخلايا النائمة.
وتتعامل الاجهزة مع مقتل سليمان عبدالسلام الخشي، الملقب بـ«شداد الخولاني»، قبل أيام في المهرة، بوصفه مؤشرا على نشاط متشدد يستفيد من هشاشة المشهد. وبحسب روايات متطابقة، يعد الخولاني احد عناصر القاعدة وابرز شعرائها الدعائيين، وقد مال في الاشهر الاخيرة الى تنظيم «داعش»، ووصل الى المهرة قبل نحو اسبوع على ما يبدو لتنفيذ مهمة قبل اغتياله برصاص مجهولين. ويرى مراقبون ان غياب تفصيلات رسمية حول الفاعل لا يلغي دلالة الواقعة: هناك حركة عناصر خطرة عبر ممرات صحراوية وبحرية يصعب ضبطها في ظل تشتت القرار.
ويحذر محللون من ان التداخل بين مسارات السياسة والامن في المهرة، اذا اقترن بتحالفات ميدانية موازية، قد يفضي الى نتيجة واحدة: اضعاف خطوط الحماية على السواحل والطرق. وفي هذا السياق، تشير تقديرات محلية الى تقاطع مصالح بين علي سالم الحريزي وسالم الغرابي وعمرو بن حبريش بما ينعكس سلبا على التجربة المنضبطة في ساحل حضرموت، ممثلة بقوات النخبة الحضرمية التي اثبتت انتظامها خلال السنوات الماضية. اية خلخلة لهذه القوة تعني عمليا تسهيل تهريب السلاح وفتح ثغرات امام انتقال مقاتلي القاعدة بين المحافظات مستفيدين من «الممرات الرخوة» وغياب التنسيق الموحد.
ويلفت مراقبون الى ان المشهد لا ينفصل عن عوامل مساعدة: اقتصاد ظل يتسع عند كل نقطة غير قانونية، اعتبارات قبلية ومناطقية تستدعى الى الواجهة، وتوظيف اعلامي يضخم الخطاب ويشتت الانتباه عن اصل المشكلة المتمثل في وحدة المرجعية الامنية. ومع امتداد حدود المهرة الصحراوية وطول شريطها الساحلي وتداخل المسارات مع حضرموت، فان اية ثغرة في التدقيق على الهويات والحركة بين المديريات تتحول بسرعة الى نافذة لوجستية للتنظيمات المتطرفة وشبكات التهريب معا.
وتؤكد مصادر امنية ان المطلوب الآن ليس صراعا على النفوذ بقدر ما هو تثبيت لخط قيادة واحد وتوزيع واضح للاختصاصات بين المهرة ووادي وساحل حضرموت، مع صيانة التجربة الناجحة لقوات النخبة في الساحل وعدم تسييس انتشارها. كما تدعو الى تشديد ادوات التحقق على المعابر والمسارات الصحراوية وربطها بقواعد بيانات محدثة وتبادل معلومات فوري مع الشركاء المحليين والاقليميين، الى جانب فتح تحقيق مهني وشفاف في واقعة اغتيال الخولاني للوقوف على نطاق الشبكة التي تتصل بها الحادثة.
خلاصة المشهد كما يقرأها المحللون ان المهرة امام اختبار امني حاسم: اما ان تستعيد تماسكها تحت مرجعية مهنية موحدة تحفظ السواحل والمنافذ وتغلق ثغرات التهريب، واما ان تنزلق الى فراغ يعاد تدويره بواسطة الفاعلين الاكثر تطرفا. وفي كلتا الحالتين، يبقى ثمن التردد مرتفعا، بينما يظل الاستثمار في الانضباط والشفافية والتنسيق هو الطريق الاقصر لابطال مفعول تمدد القاعدة ووقف انتقال مقاتليها عبر خطوط رخوة صنعتها السياسة قبل ان تكملها الجغرافيا.